ما قصة اجتياح لعبة "ووردل" موقع "تويتر"؟

ن كنت تتساءل عن تلك المربّعات الخضراء والصفراء المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي "#ووردل" (#Wordle)، لعبة الكلمات الجديدة التي شغلت العالم الرقميّ.



شهدت اللعبة "البسيطة" نجاحاً هائلاً منذ إطلاقها في الخريف الماضي؛ وابتداءً من 90 لاعباً يوميّاً في تشرين الثاني، شملت اللعبة 300 ألف مع بداية كانون الثاني، لتتخطّى عدد المليونَي لاعب قبل نهاية الأسبوع الماضي، بحسب "ذا غارديان".

 

 

ما يميّز اللعبة بساطتُها، فهي لا تقدّم إعلانات، ولا تتطلّب معلومات لتسجيل الدخول، ولا عمليات شراء، بل متاحة فقط على الويب، ولا تملك تطبيقاً.



فما هي هذه اللعبة؟ وما سرّ انتشارها على نطاق واسع؟

 
ما هي "ووردل"، وكيف تُلعب؟

بدأت اللعبة كـ"قصّة حب"، كما وصفتها "نيويورك تايمز"، صمّمها المبرمج جوش واردل ليلعبها وشريكته، التي تحبّ ألغاز الكلمات، قبل إتاحتها للجميع مع بداية العام.

 

مبدأ اللعبة بسيط. تُعطي "ووردل" اللاعبين كلمة واحدة يوميّاً ليتعرّفوها في ستّ محاولات فقط، يكتب اللاعبُ الكلمةَ التي يختارها في الشبكة، فيظهر حرفٌ غيرُ صحيح باللون الرماديّ، فيما الأحرف الصحيحة تظهر باللون الأخضر، والحرف الصحيح في غير مكانه باللون الأصفر.

 

تجدر الإشارة إلى أنّ الكلمة نفسها تظهر لدى جميع اللاعبين كلّ 24 ساعة.

ما سبب انتشار اللعبة على نطاق واسع؟

بالنسبة للكثيرين، أصبحت "ووردل" جزءاً من روتينهم اليوميّ، كقراءة جريدة الصّباح، أو انتظار حلقة من مسلسلهم المفضّل؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنّ منشئ اللّعبة أضاف خيار "المشاركة"، الذي يُتيح نشر النتيجة بين الأصدقاء، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بوساطة رموز تعبيريّة، من دون الكشف عن كلمة اليوم.
 

يعتقد عالم النفس البريطاني لي تشامبرز بأن قابليّة المشاركة الفريدة للّعبة هي مفتاح شعبيّتها على الإنترنت.

وقال تشامبرز لموقع "إنسايدر" إن "ووردل" حفّزت مناطق المعالجة اللغويّة في أدمغة اللاعبين، ممّا زاد من انتشارها، مشيراً إلى قدرتها على إطلاق الدوبامين، وهو الهرمون الذي يزيد الشعور بالسّعادة والرّضا.


وأفادت خبيرة التسويق الرقميّ ومواقع التواصل الاجتماعي دعاء عبد الساتر في حديثها لـ"النهار" بأن "#تويتر" من المنصّات التي ينتشر فيها المحتوى أسرع من التطبيقات الأخرى مثل "فايسبوك" و"إنستغرام"، فبالإضافة لاستخدام الهاشتاغ، يمكن الاعتماد أيضاً على الكلمة المفتاح (Keyword)، "Wordle"، من أجل الظهور عند جمهور أكبر.

 

من جهتها، ترى جولييت لاندو بوب (عالمة اجتماع) أن رؤية المربّعات الملوّنة باستمرار على "تويتر" يدفعنا لحلّ "اللغز" اليوميّ بأنفسنا، كما أن بساطة اللعبة جعلتها مصدراً للـ"ميمز" أو النكات التي ساهمت بدورها في هذا الانتشار.

من جهته، ينقل هاريسون جولاند (مطوّر ألعاب فيديو) تجربته مع اللعبة، فيؤكّد شعوره بالرّغبة في مشاركة نتائج اللعب بـ"ووردل"، التي جعلته يشعر بالانتماء إلى المجتمع من جهة، وبالدخول في منافسة مع المستخدمين الآخرين من جهة أخرى، فيما لم يكن قبلاً يتشارك نتائج ألعابه عبر الإنترنت مع أحد من الأصدقاء والمهتمّين.


ماذا عن مستقبل "ووردل" بعد شهرتها؟

يؤكّد واردل في مقابلة مع "راديو بي بي سي 4" أنه لم يقصد أبداً أن تنتشر لعبة "ووردل"، وأنه يريد الحفاظ على بساطتها، ويتساءل بالقول: "لا أفهم لماذا لا يمكن أن يكون شيء ما ممتعاً فقط. لست مضطراً لفرض رسوم على الناس مقابل لعبها، ومن الأفضل أن أبقيها على هذا النحو".

ويمكن الوصول إلى اللعبة من خلال الرابط الآتي: https://www.powerlanguage.co.uk/wordle/