التغيّر في الدورة الشهرية بسبب اللقاح موقّت ومحدود


اشتكت نساء كثيرات طوال الأشهر الماضية، من تغيّر في الدورة الشهرية إثر تلقّي لقاح #كورونا، بحسب ما نشرت صحيفة "الدايلي ميل” البريطانية، التي أوضحت بأن المعارضين لفكرة اللقاح استغلّوا ذلك للتركيز عليه كأثر جانبيّ من الآثار السلبيّة للّقاح.

بالرغم من أن خبيراً بريطانيّاً طمأن إلى أن اللقاح لا يُسبّب إلّا تغيّراً موقّتاً على مستوى الدورة الشهريّة، ولا يسبّب أيّة مشكلة على مستوى الخصوبة، ولا يُفقد المرأة خصوبتها.

وأوضح أيضاً بأن جرعات اللّقاح تسبّب تأخيراً بسيطاً في #موعد الطمث، أو أنّها تجعل دفق الدّم في خلاله أكثر كثافة، من دون أن يعني ذلك أن التغيّر خطير، إذ سرعان ما تعود الأمور إلى طبيعتها.

تغيرات بسبب اللقاح

إلى ذلك، من المفيد الإشارة إلى أن المشكلات، التي يُمكن أن تحصل بسبب جرعات اللقاح، قد ترتبط أيضاً بلقاحات أخرى وأمراض مختلفة، ومنها الإصابة بفيروس كورونا أو استخدام حبوب منع الحمل والتوتر، بالرّغم من أنّ التغيّر الناتج عن لقاح كورونا يبقى خفيفاً، وسرعان ما يزول.

في هذا الإطار، أجريت دراسة شملت 4000 امرأة أميركية، منهن 2403 نساء تلقين اللقاح، فأظهرت أنّ الجرعة الأولى من اللّقاح لم تترك أثراً على توقيت موعد الطّمث.

أمّا مع الجرعة الثانية، فقد سُجّل تأخير في الدورة الشهرية بمعدّل نصف يوم تقريباً، فيما سُجّل لدى البعض تأخير أهمّ.

لكن النساء اللواتي تأثّرت دوراتهنّ الشهرية ومواعيدها بشكل أهمّ يُشكّلن مجموعة من 358 امرأة، تلقّين جرعتَي لقاح في خلال الدورة الشهريّة نفسها.

ومن ضمن هذه المجموعة، عانت نسبة 11 في المئة من النساء تغيّراً في طول موعد الطّمث، الذي استمرّ لأكثر من 8 أيام، بحسب باحثين من Oregon Health&Science University.

لكن النساء كافة شهدن عودة الطمث إلى طبيعته كما كان قبل تلقّي اللقاح بعد دورتين شهريّتين، إذ عاد طول موعد الطمث كالسّابق.

وفي دراسة ثانية، أجريت على 5688 امرأة نروجيّة، طُرحت أسئلة على النساء المشاركات للتأكّد من معاناتهنّ تغيّراً في الدورة الشهريّة، قبل وبعد الجرعة الأولى والثانية من اللقاح، فأكّدن بنسبة 39 في المئة منهن حصول تغيّر بعد الجرعة الأولى من اللقاح، فيما أبلغت 41 في المئة منهنّ عن تغيّر حصل بعد الجرعة الثانية.

أمّا التغيّر الأبرز والأكثر شيوعاً، والذي سُجّل، فكان الدفق الزائد من الدّم في موعد الطمث بالمقارنة مع السّابق.

لا داعي للقلق

لكن يبدو أن هذا التغيّر الحاصل كان بسيطاً، ولا يدعو إلى القلق، مع الإشارة إلى أن التغيّر الأكثر وضوحاً لدى النساء، اللواتي تلقّين الجرعتين في الدورة الشهرية نفسها، قد لا يتطابق في جميع الدول، باعتبار أن ذلك يختلف بحسب البروتوكولات المعتمدة في التلقيح في كلّ منها.

فبعض الدول لا يُمكن أن تُعطي جرعتين من اللقاح خلال دورة شهريّة واحدة. ففي بريطانيا مثلاً، لا بدّ من الانتظار لمدّة 8 أسابيع قبل تلقّي الجرعة الثانية فيما معدّل الدورة الشهرية هو 4 أسابيع.

أمّا في الولايات المتحدة فالانتظار يدوم 21 يوماً إلى 28 بعد تلقّي الجرعة الأولى، وقبل تلقّي الجرعة الثانية بحسب اللّقاح الذي يُمكن الحصول عليه.

وفي كلّ الحالات، ثمّة حاجة إلى المزيد من الدراسات حول تأثير جرعات اللّقاح في الدورة الشهريّة للنساء، إذ يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار الحالات التي تكون فيها بعض النساء أكثر هشاشة، فيعانين مثلاً من مشكلات سابقة في الجهاز التناسليّ.