الشراكة والانقاذ يصدر بيانا حول رسالة الملك: هذه هي المشكلة الاساسية!



أصدر حزب الشراكة والإنقاذ، الاثنين، بيانا صحفيا تناول فيه الرسالة التي وجهها الملك عبدالله الثاني إلى الشعب الأردني بمناسبة عيد ميلاده، فيما أكد الحزب أنه "يتألم أشدّ الألم مما يتألم منه الملك في رسالته"، وبخاصة في ظلّ فشل العديد من أجهزة الحكومة وعدم قدرتها على الوفاء بحاجات الأردنيين.

وأكد الحزب أن مشكلة الأردن في الأساس هي مشكلة سياسية، يتفرع عنها العديد من المشكلات الإدارية والاقتصادية والاجتماعية التي وردت في الرسالة الملكية، مشيرا إلى أن الشعب الأردني مازال خارج صناعة القرار في دولته، ويتم تعيين نخبه السياسية، التي يفترض أن تقود عملية التغيير المنشود، بطرق لا تخضع لأي معايير أو رقابة من أي جهة ذات شرعية شعبية حقيقية.

ورأى الحزب أنه طالما "لم يكن الشعب مصدرا للسلطات" فلن تتحقق طموحات الملك، لافتا إلى أن الشعب الذي يفترض أن يختار نوابه عبر الانتخاب الحر، يتم تزوير إرادته والعبث بخياراته عبر سلسلة من الخطوات التي أثبتها تقرير المركز الوطني لحقوق الإنسان عقب الانتخابات النيابية الأخيرة، فضلا عن عزوف 71% من الأردنيين عن المشاركة في انتخابات معروفة النتائج مسبقا.

وأشار الحزب إلى أنّ الأردنيين ليسوا مجموعة موظفين لتتمّ دعوتهم إلى شراكة مع الحكومة، بل إنهم وحسب نصّ الدستور من يصنعون حكومتهم ويمنحونها الشرعية، وهم من يراقبون أداء كل صاحب سلطة ويحاسبونه أمام قضاء مستقل لا تتدخل فيه أيدي العابثين.

ولفت الحزب إلى حالة فقدان الأمل من أي تطوير في الحياة السياسية، وخاصة بعد التعديلات الدستورية الأخيرة، التي زادت من الصلاحيات التنفيذية للملك، وأوجدت جسما دستوريا يتغوّل على الحكومة في صلاحياتها.

وتاليا نصّ البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من حزب الشراكة والانقاذ حول
الرسالة الملكية في العيد الستين


تدارس المكتب التنفيذي لحزب الشراكة الانقاذ باهتمام بالغ الرسالة الملكية التي صدرت أمس بمناسبة عيد الميلاد الستين للملك عبد الله الثاني، وإننا إذ نهنئ جلالة الملك بعيد ميلاده الستين، لنغتتم هذه المناسبة لمناقشة فحوى الرسالة الملكية، وإبداء الرأي في بعض ما ورد فيها من أفكار وطموحات كبيرة.

إننا في حزب الشراكة والإنقاذ نرى أن مشكلة الأردن هي مشكلة سياسية في الأساس، ويتفرع عنها العديد من المشكلات الإدارية والاقتصادية والاجتماعية التي وردت في الرسالة الملكية، ذلك أننا نرى أن الشعب الأردني خارج صناعة القرار في دولته، ويتم تعيين نخبه السياسية، التي يفترض أن تقود عملية التغيير المنشود، بطرق لا تخضع لأي معايير أو رقابة من أي جهة ذات شرعية شعبية حقيقية.

إذا لم يكن الشعب مصدرا للسلطات فلن تتحقق طموحات الملك، فالشعب الذي يفترض أن يختار نوابه عبر الانتخاب الحر؛ يتم تزوير إرادته والعبث بخياراته عبر سلسلة من الخطوات التي أثبتها تقرير المركز الوطني لحقوق الإنسان عقب الانتخابات النيابية الأخيرة، فضلا عن عزوف 71% من الأردنيين عن المشاركة في انتخابات معروفة النتائج مسبقا نتيجة تدخل جهاز المخابرات العامة في كل تفاصيلها، بالرغم من رسالة ملكية سابقة تطلب إعادة تعريف دور هذا الجهاز الذي يتغوّل على حقوق الأردنيين وحرياتهم، ويتدخل في إدانتهم واعتقالهم على نواياهم، دون احترام لقيم المجتمع الأردني العربي الحر.

إنّ الأردنيين ليسوا مجموعة من الموظفين لندعوهم إلى شراكة مع الحكومة، بل الأردنيون في الدستور هم من يصنعون حكومتهم ويمنحونها الشرعية، وهم من يراقبون أداء كل صاحب سلطة ويحاسبوه أمام قضاء مستقل لا تتدخل فيه أيدي العابثين، وبذلك يمكن أن نصنع قيادات غير مرعوبة تتخذ القرارات التي يطمح الجميع باتخاذها دون الخوف سوى من سلطة القانون.

كيف يمكن للمواطن أن يكون شريكا في صناعة التغيير وهو يفتقد إلى الشراكة في صناعة حاضر وطنة ومستقبله، فالانتماء الحقيقي يبدأ بشعور المواطن أنه قادر على اختيار النائب الذي يمثله، والنواب بدورهم يختارون حكومة تمثل الشعب والوطن، ولكننا نشاهد تراجعا في هذه الأدوار، وفقدان أمل من أي تطوير في الحياة السياسية، وبخاصة بعد التعديلات الدستورية الأخيرة، التي زادت من الصلاحيات التنفيذية للملك، وأوجدت جسما دستوريا يتغوّل على الحكومة في صلاحياتها، فأين هو الأمل المرتجى في ظل هذا الواقع الجديد.

إننا نتألم أشد الألم مما يتألم منه الملك في رسالته، وبخاصة في ظل فشل العديد من أجهزة الحكومة وعدم قدرتها على الوفاء بحاجات الأردنيين، ولكن كل تلك الآلام تمثل أعراضا لمرض أساسي لا بد من معالجته أولا قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة، فمرض السرطان لا يعالج بالمسكنات، ووحش البطالة والفقر بالتوازي مع امتهان كرامة الإنسان، ومحاصرة الرأي المعارض، ومطاردة أصحابه وسجنهم، لا توفر أجواء يمكن أن تحقق الآمال الكبيرة التي وردت في الرسالة الملكية.

في الختام نؤكد بأن هذا الحمى العربي الذي صنعه الأردنيون، وبذلوا في سبيله دماءهم رخيصة حتى وصل إلى ما وصل إليه، سيبقى موئلا للأحرار، وقبلة للعرب والمسلمين في كل وقت وحين.

عاش الأردن حرا عزيزا، وعاش الأردنيون كراما مرفوعي الرأس دائما

المكتب التنفيذي لحزب الشراكة والانقاذ
الاثنين 31/1/2022م