بعد الاعتداء على عائلته بوحشية الاحتلال يهدم منزل الشهيد فادي أبو شخيدم بمخيم شعفاط
هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، منزل الشهيد فادي أبو شخيدم في مخيم شعفاط بالقدس المحتلة، بعد يومين من رد استئناف عائلته ضد قرار الهدم.
وتعاملت قوات الاحتلال بوحشية مع عائلة الشهيد وأشقائه خلال اقتحام بنايتهم، إذ احتجزتها في غرفة واحدة واعتدت بالضرب على شقيقيه حسام وشادي، وفتشوا منزليهما بعد خلع الأبواب الرئيسية في المبنى، وتخريب ممتلكاته.
واندلعت مواجهات عنيفة في محيط المنزل وشوارع وأزقة المخيم بين الشبان وقوات الاحتلال، أطلقت خلال قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي بكثافة صوب الشبان وبيوت السكان والمحلات التجارية.
وأصيب خلال المواجهات العشرات من السكان بالرصاص المطاطي والاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، تزامنا مع هدم منزل الشهيد.
وأفادت جمعية الأمل للخدمات الصحية لوكالة "صفا" أن طاقمها تعامل مع 5 إصابات بالرصاص المطاطي، ونحو 60 إصابة بالاختناق جراء استنشاق الغاز المدمع.
كما اعتدت القوات على مسعف جمعية الأمل بالضرب خلال قيامه بإسعاف المصابين، وذلك بعد أن أصيب بالاختناق جراء استنشاق الغاز المدمع.
وحاصرت قوات الاحتلال محيط منزل الشهيد من كافة الجهات، وقمعت الشبان والسكان خلال محاولتهم الوصول إليه.
وهدمت سلطات الاحتلال الطابق الرابع من المبنى باستخدام آليات خفيفة، وأغلقوا بواباته الرئيسية بالشمع الأحمر قبل انسحابهم.
وقال شقيق الشهيد حسام ابو شخيدم لوكالة "صفا" إن قوات الاحتلال اقتحمت المبنى صباح اليوم في الساعة 7:45، بعد تفجير عدة أبواب، واعتدوا عليه وشقيقه شادي بالضرب المبرح، وانتشروا في المبنى، وسط أجواء من التوتر والذعر.
وأضاف:" رغم هدم المنزل وممارساتهم إلا أن رأسنا مرفوع ولن ينالوا من عزيمتنا، بعد الشيخ فادي تفنى كل البيوت، نحن فخورين بأخونا وشهيدنا، وسنبقى صامدين".
من جانبها قالت والدة الشهيد:" سمعت طرق باب المنزل وقلت لهم انتظروا سأفتح الباب، إلا أنهم قاموا بخلعه بالقوة باستخدام العتلات، قبل ارتداء غطاء الرأس".
ولفتت إلى أن العشرات من القوات برفقة الكلاب البوليسية اقتحموا المبنى بعنف وهمجية وتعاملوا معهم بوحشية، وحلقت مروحية في سماء المخيم تزامنا مع هدم بيت الشهيد.
وأكدت أن عزيمتها قوية ولن تهتز من هدم المنزل، وأضافت:" حسبنا الله ونعم الوكيل، إن شاء الله يأتي اليوم ونهدم بيوتهم".
من جانبه، أوضح شادي أبو شخيدم شقيق الشهيد فادي لوكالة "صفا" أن محكمة الاحتلال قضت بهدم داخل منزل شقيقه فادي كونه يقع في الطابق الرابع من المبنى المكون من خمس طبقات، بعد استشهاده في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال.
وقال:" تفاجأنا بالقوات تقتحم صباح اليوم المبنى وتعتدي علينا وتحطم محتويات منزلي ومنزل والدتي".
وأكد شادي أن القوات مارست التعذيب والعنصرية ضد عائلة الشهيد".
أما شقيقته إسلام وصفت هدم منزل شقيقها باليوم الصعب على عائلة الشهيد وأخوته والمخيم والقدس، لأن فقيدهم فقيد العالم أجمع والمسجد الأقصى.
وقالت:" ما زادنا إلا نصراً وعزيمة وإصراراً، رغم هدم البيت إلا أننا سنبني عوضا عنه فداء لشقيقي".
وأضافت:" المنزل زائل ربنا يعوضنا عنه، لكن الغالي لا يعوض، نحتسبه عند الله شهيدا وربنا يتقبله ".
فيما قال وسام أبو شخيدم شقيق الشهيد لوكالة "صفا" أن مؤسسة "هموكيد" للدفاع عن الفرد أبلغت العائلة أمس الأول عن رفض المحكمة الاستئناف الذي قدمته، وبالتالي منزلها معرض للهدم في أي لحظة.
وأكد أن منزل الشهيد الكائن في الطابق الرابع بمبنى مكون من 5 طوابق، هو المأوى الوحيد لعائلته التي تضم زوجته و5 أبناء وبنات أكبرهم عمره 20 عاما وأصغرهم7 سنوات.
وكان الشهيد المربي فادي أبو شخيدم ارتقى شهيدا برصاص الاحتلال في باب السلسلة بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة بتاريخ 21 تشرين الثاني من العام الماضي، وذلك خلال اشتباك مسلح أسفر عن مقتل اسرائيلي وإصابة 3 آخرين.