تفاصيل جديدة لمجزرة الطنطورة وحراك لاسترجاع المقابر
بعد الكشف عن مجزرة الطنطورة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق 200 فلسطيني بالداخل المحتل في مايو/ أيار عام 1948، ودفنهم جماعيًا في مقبرة مطموسة تحت محطة سيارات، أعلن ذووشهداء المجزرة والناجون منها عن حراك فعلي لتحقيق مطالبهم.
وكان أهالي الشهداء والناجين من المجزرة أعلنوا تأسيس لجنة شعبية لمتابعة قضية القبور الجماعية والبدء بخطوات فعلية لتحقيق مطلب ذوي الشهداء وهو اعتراف "إسرائيل" بالجريمة التي ارتكبتها في الطنطورة.
ويقول الناشط ابن الطنطورة جهاد أبو ريا لوكالة "صفا" عن تفاصيل الحراك: "إن الخطوات كلها ستصب نحو استرجاع المقابر الجماعية وإعادة القدسية للمقبرة".
ويضيف "هذا الملف سيفتح عشرات ملفات المجازر التي ارتكبت فيها عمليات إعدام ودفن واغتصاب نعلمها جيدًا وتنكرها المؤسسة الإسرائيلية".
تفاصيل صادمة وحراك لإعادتها
وعما كشف عنه الفيلم الإسرائيلي يؤكد أبو ريا "نحن كنا على علم بوجود مقبرة لكن لم نعرف مكانها بالضبط، إضافة لذلك فإن الطنطورة بها 3 مقابر جماعية، والفيلم كشف عن مكان وجودها على سواحل قيسارية قرب البلدة".
ويتابع "ما تم الكشف عنه هو أن المقبرة تحت محطة سيارات تم طمسها بشكل متعمد، كما أن الجديد الذي كشف عنه الفيلم الإسرائيلي هو أن الشهداء تم إحراقهم أحياء، وهذا ما لم نكن نعلمه".
ومما جاء أيضًا حسب أبو ريا "أن سلطات الاحتلال جرفت عددًا من الجثث خلال بدء إنشاء محطة السيارات وألقتها في البحر، في محاولة لإخفاء أركان المجزرة التي طمستها بالمقبرة الجماعية".
ويشدد على أن الأهالي والناجين سيتخذون خطوات فعلية لفضح المؤسسة الإسرائيلية، وإرغام "إسرائيل" على الاعتراف بالمجزرة التي سبق وأن تم توثيقها عبر شهادات الناجين على مدار السنوات الماضية ومن خلال وسائل الإعلام في الداخل.
لكن أبو ريا يؤكد أن المسيرة القضائية لذوي الشهداء والناجين قد لا تقود إلى ما يريدونه، معللًا بالقول: "إن المؤسسة القضائية هي جزء لا يتجزأ من المؤسسة الإسرائيلية التي تنكر المجازر التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني".
كما يتهم أبو ريا الذي يقود الحراك الشعبي لإحياء مجزرة الطنطورة منذ أعوام، المؤسسة الأكاديمية أيضًا بالمشاركة في إنكار وإخفاء المجزرة.
ويقول: "الفيلم كشف عن شهادات الجنود الذين شاركوا في المجزرة من خلال دراسة قدمها طالب بجامعة حيفا، والتي بدورها رفضت الدراسة ومنعت الطالب من الحصول على شهادة، بل إنها أرغمته على التراجع عنها لأنها تكشف أهوال المجزرة".
ويضيف "جنود الاحتلال الذين اعترفوا في الفيلم بمشاركتهم في المجزرة لم يعترفوا نادمين، وإنما جاء اعترافهم بفخر في هذه المشاركة".
ويؤكد أبو ريا وجود مداولات بين الأهالي ولجان شعبية من أجل اتخاذ الخطوات العملية لإعادة المقبرة وإزالة محطة السيارات، ووجود مقبرة رسمية مقدسة للشهداء.
وكشف فيلم إسرائيلي مؤخرًا عن وجود مقبرة جماعية على سواحل قيسارية تضم جثامين شهداء أعدمتهم قوات الاحتلال في بلدة الطنطورة ودفنتهم في براميل بمقابر جماعية، ويبلغ عدد الجثامين نحو 200 جثمان.