"ينبغي ألا نكرر ذلك الخطأ".. "دروس" يجب أن نتعلمها من "جائحة 1918"


أنهى وباء الإنفلونزا حياة نحو 50 مليون شخص بعد أعوام فقط من ظهوره عام 1918، مستحقا لقب "الوباء الأكثر فتكا في التاريخ" لكنه انتهى بـ"سرعة".

ويقول الباحث في كلية الصحة العامة والطب الاستوائي بجامعة تولين، جون باري، إن "الوباء انتهى في صيف عام 1919 بعد أن هدأت أخيرا موجة ثالثة من العدوى كانت تضرب العالم، لكن الفيروس استمر في القتل، حيث أن المتحور الذي ظهر في عام 1920 قتل عددا من الأشخاص كان كافيا لأن تحسب تلك العدوى موجة رابعة من العدوى".

ويعد باري باحثا بارزا في كلية الصحة العامة والطب الاستوائي بجامعة تولين ومؤلف كتاب "الإنفلونزا الكبرى: قصة الوباء الأكثر فتكا في التاريخ".

واستعرض الباحث في مقال منشور في صحيفةنيويورك تايمز الأميركية، الدروس التي يجب على العالم أن يتعلمها فيما يخص وباء كوفيد-19.

وأضاف أن الإنفلونزا "في بعض المدن، ومن بينها ديترويت وميلووكي ومينيابوليس وكانساس سيتي، تجاوزت الوفيات حتى تلك التي وقعت في الموجة الثانية من الوباء".

وقال: "حدث هذا على الرغم من حقيقة أن سكان الولايات المتحدة لديهم الكثير من المناعة من فيروس الإنفلونزا بعد عامين من عدة موجات من العدوى وبعد أن انخفض الفتك الفيروسي في الموجة الثالثة بالفعل".

ويشير الباحث إلى أنه "في عام 1920، لم تقم أي مدينة أميركية بفرض قيود صحية مشابهة للقيود الكبيرة التي فرضت خلال العامين الماضيين، كان الناس يشعرون بالضجر من الإنفلونزا، وكذلك المسؤولون الحكوميون".

وبعدها "تحول الفيروس إلى الإنفلونزا الموسمية العادية في عام 1921"، مضيفا أنه "ينبغي ألا نكرر ذلك الخطأ".

تفاؤل "محسوب"

ويقول الباحث إن "لدينا الآن كل الأسباب للتفاؤل، حيث تتراجع حالات أوميكرون في أجزاء من البلد، ثانيا، سيكون جميع سكان الولايات المتحدة تقريبا قد أصيبوا أو تم تطعيمهم قريبا، مما يعزز أجهزتهم المناعية ضد الفيروس كما نعرفه الآن، ثالثا، على الرغم من أن أوميكرون جيد بشكل غير عادي في إصابة الجهاز التنفسي العلوي، إلا أنه يبدو أقل قدرة على إصابة الرئتين من المتحورات السابقة، لذلك فهو أقل ضراوة. ومن الممكن تماما، بل وربما من المرجح أن يستمر الفيروس في الانخفاض بشراسته، مدفوعا باستجابة مناعية أفضل".

لكن المقلق، وفقا للباحث، أن "علامات السأم بدأت تظهر على الناس"، مما يجعلهم أقل تفاعلا مع إجراءات الحماية مثل تلقيح الأطفال، أو تلقي الجرعات المعززة، أو ممارسة التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات".

ويضيف "كانت النتيجة أنه على الرغم من أن أوميكرون يبدو أقل ضراوة، إلا أن متوسط الوفيات اليومية لمدة سبعة أيام بسبب كوفيد-19 في الولايات المتحدة قد تجاوز الآن ذروة دلتا في أواخر سبتمبر".

ويستشهد الباحث بموجات من فيروس الإنفلونزا بقيت تسبب وفيات كبيرة حتى عام 2009.

ويضيف أنه "ينبغي لمثل هذه السوابق أن تجعلنا حذرين، حيث يمكن أن تؤدي اللقاحات والعقاقير المضادة للفيروسات الجديدة باكسلوفيد وغيرها إلى إنهاء الوباء، بمجرد أن تصبح مليارات الجرعات متاحة على نطاق واسع على الصعيد العالمي، وإذا لم يطور الفيروس مقاومة".

ويختتم مؤكدا "لكن النهاية لن تصل في أي وقت قريب، حيث أن المستقبل القريب لا يزال يعتمد على تطورات الفيروس وكيفية استخدام ترسانتنا الحالية، اللقاحات والأقنعة والتهوية والتباعد الاجتماعي وتجنب الحشود".

الحرة