منخفض كهربائي
إن علاقة المطر والثلج مع الأردني صغيراً كان أم كبيراً علاقة عشق مرتبطة بالخير والفرح فالفلاح وابن البادية والمدينة يعرفون ما لهذه الامطار من خيرات تنعكس ايجاباً على حياتهم فالماء احدى نعم الله الكثيرة.
ولكن في الآونة الاخيرة تغيرت هذه المعادلة فقل عدد العاشقين وانقسموا الى فريقين من الأردنيين، فريق لا يؤيد الثلوج والمنخفضات لما لها من تأثير على ميزانيته الخاصة فهي تستنزف ما في جيبه بشكل كبير خاصة في ظل ارتفاع فاتورة المشتقات النفطية الهستيري، فالثلوج تفرض عليه استخدام وسائل التدفئة سواء كانت الكازية والغازية والسولارية والكهربائية وفي بعض الاحيان جميع ما ذكر لأسباب مختلفة بشكل أكثر من الايام الباردة والماطرة فقط والتي لا تحمل الثلوج، والفريق الثاني يعاني ايضاً من فاتورة المشتقات النفطية ولكنه يقول فلنفرح قليلاً لعل هذه الثلوج تحسن من مزاجنا العام وترفد السدود بالماء ويتحسن الموسم الزراعي وينعكس ايجاباً علينا بكافة المناحي الحياتية.
ولكن أصبح لدي يقين بأن غالبية الأردنيين عامة وبعد المنخفض الاخير وبشكل خاص سكان العاصمة عمان، لن ينقسموا الى فريقين بل سوف تكون اجابتهم واحدة وهي لا نريد الثلوج والسبب في ذلك هو انقطاع التيار الكهربائي عنهم خلال الثلجة الاخيرة لمدد زادت على 40 اربعين ساعة في بعض الاحياء!
أيعقل أننا في دولة تحتفل بدخول المئوية الثانية من عمرها، تكون خدمات شركات تزويد الكهرباء فيها بهذا الشكل، أنا لا أحمل كامل المسؤولية لهذه الشركة أو تلك وخاصة التي أشبعتنا تصريحات قبل دخول المنخفض بأن الجاهزية عالية وأنها قادرة على استيعاب أي مشاكل ممكن ان تظهر خلال المنخفض، ولكن للأسف حدث العكس فدخل المنخفض ومنذ ساعاته الاولى انقطع التيار الكهربائي وانقطعت أيضا وسائل التواصل معها فهواتف الرد الآلي أصبحت مغلقة بوجه العمانيين.
لا شك بأن هناك عوائق اثناء أي عاصفة ثلجية ويجب على الجميع أن يدرك ذلك وأن يتوقع حدوث انقطاع للتيار الكهربائي ولكن ليس لساعات تتجاوز اليومين فنحن فقط في ثلجة وليس أمرا آخر!
تستغرب بعض التصريحات حول وجود عوائق فهل الجهات المختصة لا تعرف بأن هذه العوائق ليست سهلة ويجب عليها أن تكون قادرة على تجاوزها بالسرعة القصوى، فالثلج حكماً يحمل رياحا سريعة وانجمادا واغلاق طرق وتكسير اشجار وغيرها من العوائق التي تصعب أي مهمة، وهذه العوائق من واجب تلك الجهات أن تتخطاها، ويجب على كافة الجهات المعنية ألا تتنصل من مسؤوليتها وأن تقذف كل جهة السبب على الجهة الاخرى ويجب أن تتضافر الجهود والتنسيق من الجميع في هذه الساعات القليلة من تساقط للثلوج، وألا تكون الجاهزية فقط أمام شاشات التلفاز( شوو اوف).
الكهرباء أصبحت من أساسيات الحياة، وانقطاعها يشكل ضررا بالغا وهي مهمة جداً فهناك أطفال وكبار في السن وحالات مرضية تستخدم أجهزة طبية داخل منازلها وغيرها من الاسباب فمن يتحمل الاضرار التي تلحق بالمواطن وانا هنا اتحدث بالشق المعنوي.
قانوناً لا يوجد ما يمنع من لجوء المتضرر للمحاكم والقضاء هو من يقرر حال استحقاق التعويض من عدمه.
هناك سؤال يتبادر في ذهن الأردني اليوم، هل نحن قادرون على مواجهه أي كارثة؟
أترك الجواب للجهات المختصة.
أما فيما يتعلق بالاعتذار فاعتذاركم مقبول! فهل سوف تقبلون اعتذاري هذا الشهر بعدم دفع قيمة الفاتورة لعدم توفير الخدمة لمدة تجاوزت اليومين؟