ساعة تمر تلو الأخرى، تحتبس الأنفاس ويزداد ترقب الجميع في صراع مع الوقت لإنقاذ الطفل #ريان المغربي، الذي أصبح محل دعاء الآلاف من مرتقبي لحظة خروجه سالما من بئر سقط به بالخطأ، صباح الأربعاء، ليظل الطفل الذي لم يتعدى عمره عدد أصابع اليد الواحدة يصارع الظلام، الخوف، الوحدة واقتراب الموت أيضا وهو حبيس بئر على عمق 62 مترا.

 محاولة إنقاذ الطفل ريان

قضى الطفل ريان ما يزيد عن 40 ساعة في البئر العميق، ولكن السقوط القوي تسبب في كسر أنفه والإصابة بكدمات وكسور، مما دفع السلطات المغربية في مدينة شفشاون شمال البلاد، للتحرك ومحاولة إنقاذ الطفل ريان صاحب الـ 5 سنوات.

المخاطر العديدة المحيطة بحياة الطفل ريان، ازدادت سوءا بطبيعة تربة البئر، والتي منعت القوات من استمرار الحفر الأفقي باستخدام أجهزة، وبحسب صحف مغربية، حافظت قوات الإنقاذ على إمداد الطفل بالطعام والشراب اللازم.

الطفل ريان العالق في البئر (3)

الطفل ريان العالق في البئر (3)

 

المغامرون الخمسة

قرار الحفر جاء بعد محاولة متطوعين للنزول إلى ريان، وحال ضيق البئر على مرورهم ووصلوا إلى عمق 20 متر فقط، إذ عبر جسد الطفل النحيل بسهولة واستقر في القاع، ولكن أزمة أخرى تهدد استمرار الحفر وهي مخاوف انهيار البئر.

تواصل «صدى البلد» مع الإعلامي المغربي محمد كريم بوخصاص، ليروي كواليس الساعات الأخيرة لعملية إنقاذ الطفل ريان، ويقول: "أنا لست في مكان الحادث ولكن أتابع محاولة الإنقاذ عن كثب، وعملية الإنقاذ ما زالت مستمرة ونقترب حاليا من الساعة الخمسة وخمسين على سقوط ريان في البئر".

 

يفترض الليلة أن تنتهي عملية الحفر التي تتم بشكل متوازي بجوار البئر بعدما تعذر إنقاذه عن طريق البئر بعد نزول 5 متطوعين لديهم خبرة في تسلق الجبال والاستغوار لكن تم اكتشاف أن عمق البئر وقطره الذي لا يتجاوزه 35 سم يلزم شخص ضعيف البنية لكي ينزل".

 

الساعات الأخيرة لإنقاذ الطفل ريان

وتابع أن ريان سقط يوم الثلاثاء، وعن حالة والديه فالأم في حالة انهيار تام ويصعب عليها الحديث، على حد وصفه، إذ سقط ريان في بئر يملكه الأب تم حفره ولكن لم يتم استخراج المياه منه بعد.

 

وعن صمود الطفل ريان وكواليس إمداده بالطعام، يضيف بوخصاص لـ «صدى البلد »: "الطفل ريان على قيد الحياة وصامد ومنذ مساء أمس تم إيصال الأوكسجين إليه ويتم إدخال كاميرا بين الحين والآخر تفيد بحركة أطرافه، ولكن تظهر عليه آثار إصابات، وهذا المساء تم إيصال الماء والأكل إليه وقد استجاب".

 

سبب بطء الحفر

ولكن رغم الجهود المبذولة إلا أن تتم عملية الحفر ببطء، ويفسر بوخصاص ذلك بأن الخوف من حدوث انهيار للتربية لذلك تقول السلطات إن عملية الحفر التي يشرف عليها مهندسون طبوغرافيون دقيقة جدا لذلك تسير ببطء.

 

وكشف في تصريحات خاصة لـ «صدى البلد» أنه من المقرر تجهيز طائرة هليكوبتر ملكية لإخراجه وحمله بشكل عاجل، مع وجود سيارات إسعاف مجهزة على أكمل وجه لإسعافه وتتضمن وجود طبيب مختص في الإنعاش ولا يعرف طبيعة الإصابات التي يكون قد تعرض لها ولكن في الغالب أن تكون كسور ونتمنى أن يخرج سالما".

 

ويستكمل: "الساعة الخامسة اليوم بلغت أشغال الحفر على الجانب من البئر بعمق 24 متر، ويفترض أن تنتهي عملية حفر 32 متر قبل منتصف الليل، على أساس حفر 3 أمتار أخرى بشكل مستقيم من أجل الوصول إلى الطفل".

صدي البلد