بالشعر والرسم والصلاة.. العالم يتضامن مع ريان
بكل لغات العالم، ومن كل الديانات والأجناس، اختار أفراد من كل بقاع العالم أفضل ما في الإنسانية، للتضامن مع الطفل ريان.
رجال الدين اختاروا الصلاة، الأدباء اختاروا الأدب والبلاغة، الفنانون اختاروا الريشة، الجميع ينتظر ساعات قادمة لا يعلمها إلا العلي القدير.
لقطات إنسانية جابت العالم، محلل رياضي مصري يبكي على الهواء مباشرة، سائق جرافة قال إنه لم ينم منذ 3 أيام ولن يهدأ له بال إلى غاية تحقيق الهدف.
أما بلد المليون شاعر موريتانيا، فاختار الشعر تضامنا، ودول عربية نست أو تناست معاناتها و تضامنت مع ملاك المغرب ريان، مثل سوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا واللائحة طويلة، تجمعها كلمة واحدة "أنقذوا ريان".
علق ريان (5 سنوات) منذ ظهر الثلاثاء (نحو 95 ساعة)، داخل بئر جافة بعمق 32 مترا، في القرية الزراعية "إغران" التابعة لمنطقة تمروت بإقليم شفشاون، شمالي المغرب، فيما تواصل فرق الإنقاذ الجهود لإخراجه.
** الأدب
قال الأديب الجزائري، واسيني الأعرج: "كل القلوب الطيبة تدق بتوقيتك يا ريان، كلنا نحبك ونشد بأيدينا على قلوبنا، أملا في نجاتك، تحمل، هي ساعات قليلة وستفرج على خير، حماك الله من أي ضر".
وأضاف في تدوينة عبر "فيسبوك" قائلا: "ريان ملاك شفشاون، كل السلامة لك حبيبي ريان، يا ملاك الله في أرضه، عودة سالمة وميمونة إلى والديك وأهلك وكل من سمع بقصتك".
وأردف: "منذ أن سقطتَ في البئر لم يزر النوم عيني. كلما تخيلتُ وحدتك القاسية وجراحاتك إثر سقوطك من علو تجاوز 35 مترا، كلما رأيتك تتحرك داخل الحفرة المظلمة، شعرت بأمل النجاة يكبر ويتسع".
واستطرد: "أحبتك الملايين دون أن تعرفك، وأنت في بئر الموت كأنك يوسف بلا عداوة إخوته".
** شعر موريتاني
بلاد المليون شاعر اختارت الشعر للتضامن مع ريان، حيث نقل موقع "الخبر" المحلي قصائد شعرية للعديد من الموريتانيين.
وألف عدد من الشعراء قصائد تضامنا مع الطفل، فيما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد، بتدوينات متضامنة مع ريان، وفق المصدر ذاته.
وكتب الشاعر الموريتاني سيدي ولد أمجاد، متضامنا مع الطفل ريان، شعرا من أبياته:
"أناجيك يا منان ريان نجه * ففي الحفرة الظلماء أرنو لوجهه"
"صغير بهذا الجب قد تاه خطوه * فحوصر تحت الترب في ضيق نهجه"
"وليس له إلاك رباه رحمة * وأوسع باب كي يعود لفجه"
"وحيد مضى يهفو إلى حضن أمه * وأحلامه العذراء أطياف برجه"
"ومن بعد هذا العسر يسر فأبشروا * بني المغرب الأقصى الكرام بخرجه"
"ريان لا تحزن فذا الكون شاهد * بأنك بدر في غيابات موجه"
"أخا يونس إني رأيتك واقفا * تحدث معنى الصبر عن سر نضجه"
فيما قال الشاعر الموريتاني الآخر، سيدي ولد أمجاد: "لكل جواد كبوة غير أنها بضحكة ريان ستعلو بسرجه".
** بكاء ورسم
محلل رياضي مصري بقناة "بي إن سبور"، لم يتمالك دموعه، حين كان مقدم البرنامج يتحدث عن ريان، وهو مشهد خلف مشاعر جميلة ممزوجة بالحزن لدى الجمهور.
بكاء يتمنى الجميع أن يتحول إلى بكاء فرح بعد إنقاذ ريان.
كما اختار فنانون رسم صور لريان عبر إبداع منقطع النظير.
بل حتى الأطفال السوريين في مخيمات النزوح نسوا همومهم ومعاناتهم، معلنين تضامنهم مع ريان، وهو الحال بالنسبة لأطفال دول أخرى.
** صلاة
دعا اللاعب الدولي الفرنسي عثمان ديمبيلي، في تدوينة "فيسبوك"، للصلاة من أجل الطفل ريان، وهي الدعوة التي تكررت من طرف أكثر من رياضي وغيرهم.
وفاء القسوس، مديرة مجلس كنائس الشرق الأوسط في الأردن، أعلنت إقامة صلاة تضرعا إلى الله لإنقاذ حياة ريان.
وقالت القسوس في حديث لقناة "الجزيرة مباشر" عن الطفل، أن "جميع مسيحيي الشرق الأوسط من الأرثوذوكس والأقباط يدعون له، ويتابعون عن كثب ما يحدث، كما أنهم يدعون حتى للعاملين في عمليات الإنقاذ".
وفي وقت سابق السبت، صرح عبد الهادي التمراني، عضو لجنة إنقاذ ريان، بأنه "لا يمكن تحديد المدة الزمنية لإنقاذ الطفل"، معلنا: "تبقى متران للوصول إليه".
فيما قال وزير التجهيز والماء المغربي نزار بركة، في بيان، إن سلطات بلاده "سخرت كل الإمكانيات" لإنقاذ ريان، معتبرا إياها من "أعقد عمليات الإنقاذ المماثلة بسبب هشاشة التربة"
ووفق مراسل الأناضول، لا تزال عملية الإنقاذ مستمرة ليل نهار، حيث قامت فرق الإنقاذ، فجر السبت، بنقل صهريج حديدي كبير إلى مكان الحفر المباشر.
ومنذ غروب الجمعة، بدأ مختصون محليون بالحفر اليدوي لمنفذ أفقي نحو الطفل العالق، عقب إنهاء الجرافات حفر منحدر بعمق 32 مترا، بموازاة البئر.
ووفق خبراء مختصين، فإن "العملية تتعلق بمرحلة تثبيت أنابيب لضمان عدم وقوع أي انجراف"، ومن المنتظر أن تؤمن هذه الأنابيب عملية دخول رجال الدفاع المدني لإنقاذ ريان.