قصة المعلم ظاظا بمصر.. تحول من جزار إلى "ملاك رحمة"
صيام عبده السيد أحمد، أو المعلم "ظاظا".. استطاع هذا الرجل أن يغير الصورة التقليدية عن من يعملون في مهنة الجزارة، وبرغم أنه كان يعمل جزارا في منطقة السيدة زينب بالقاهرة إلا أن أفعاله وقصته جعلت البعض يصفه بـ"ملاك الرحمة".
وسادت حالة كبيرة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي وفي منطقة السيدة زينب في رثاء المعلم ظاظا الذي توفي الأسبوع الماضي بعد صراع قصير مع المرض، وقصة مليئة بالخير والإلهام مع الأطفال مرضى السرطان.
قال أدهم محمد، ابن شقيقة "ظاظا" إن خاله كان رقيق القلب جدا، ولم يتأثر أبدا بخشونة من يعملون في مهنة الجزارة التي امتهنها منذ أكثر من 30 عاما وحتى وفاته.
وأضاف في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" إن ظاظا في أحد الأيام قبل 5 أعوام شعر بحالة من الحزن على حال أطفال مستشفى 57357 لعلاج السرطان بالمجان، حيث كان يتم استغلال عائلات هؤلاء الأطفال من قبل بعض مستأجري المساكن القريبة من المستشفى، حيث يحتاج بعض من ياتون من محافظات أو دول أخرى المبيت بجوار المستشفى.
وتابع أن ظاظا قام بتخصيص منزله المكون من طابقين بجوار جزارته وأمام مستشفى السرطان من أجل استضافة الأطفال مرضى السرطان وعائلاتهم بالمجان ولأي فترة يحتاجونها.
واستطرد: "المنزل كان يستوعب 7 أسر في المرة الواحدة، وكانت كل أسرة تأتي فقط وتقدم ما يثبت أن لديهم طفل يعالج بالمستشفى ويبيتون في المنزل بالمجان".
ظاظا كذلك جهز المنزل بوسائل ترفيه للأطفال حتى لا يتشعرون بالملل خلال إقامتهم وكان يوفر الطعام والشراب مجانا أيضا، بحسب ابن شقيقة ظاظا.
وأوضح أن ظاظا كذلك وفر سيارة ميكروباص لنقل الأطفال المرضى وعائلاتهم بالمجان إلى أي مكان داخل القاهرة لمنع استغلالهم من جانب البعض، وكل ذلك من ماله الخاص ومن عمله بالجزارة رافضا أي تبرعات، حيث كان يؤكد أن هذه هي تجارته الوحيدة الرابحة وهي تجارته مع الله.
والأسبوع الماضي، توفي ظاظا عن عمر ناهز 53 عاما تاركا زوجته و3 بنات وشارك في جنازته الآلاف ممن حضروا من محافظات ودول أخرى وعبروا عن حزنهم الشديد لوفاته كما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بقصته وطلب الرحمة لروحه.