كي نبقى في طنجرة الضغط .. بين يدي صاحب الأمر
وسط الأرقام القياسية لعدد المصابين اليومي في الأردن .. هناك اقتراح أن يتم تغيير خطط وتدابير الوقاية بأن يتم عزل من تبقى من غير المصابين بالفيروس
نقترب من إكمال عامين على استضافة الوباء العالمي الذي ما زال ينتشر ويتحور ويعيد التموضع ويبقي مستوى الخطر عند الخط الأحمر.. نحن الآن تحت ظل أمر الدفاع رقم 35 مع عديد من البلاغات والتعليمات التي تحكمت في كافة تفاصيل حياتنا اليومية.
لقد كنت وما زلت أتبنى وأدعم كافة التدابير الصحية والوقائية التي تدعو لها الحكومة، وكنت من أوائل المسجلين لتلقي المطعوم وصولا إلى الجرعة المعززة الثالثة. وكنت أتتبع خطى وسير التوجيهات الصادرة عن لجنة الأوبئة والعمل على نشرها ودعمها.
لكن الحال كما تشير الأرقام اليومية قلبت كافة الموازين والمعادلات، فأن يصل عدد الإصابات اليومية إلى 20 ألف مصاب ويزداد، فهذا وبتحليل بسيط يجعلنا نخرج بعديد من الدلائل والمؤشرات ومنها :
1-هل هناك تصنيف للأفراد المصابين من حيث النوع الاجتماعي والعمر والعمل ومكانه ؟
2-هل هناك احصائيات بعدد المنشآت الصناعية والتجارية الخاصة وعدد المصابين فيها وأين تتركز ، وهل اضطرت بعض المنشآت للإغلاق بسبب البروتوكول الصحي وعدد المصابين فيها؟
3- هل هناك أرقام بعدد المصابين في القطاع العام وتركزهم وهل تأثرت بحجم المصابين ؟
4- هل هناك أرقام بأعداد الطلبة على مقاعد الدراسة من المصابين ونسبتهم في المدارس والجامعات ونسبتهم المقارنة ما بين الخاصة والعامة منها ؟
إن عدد الإصابات اليومي الكبير مع التنويه الصادر عن عضو لجنة الأوبئة بأن الرقم الحقيقي هو أضعاف مضاعفة للرقم المعلن عنه، هذا يعني أن الأمور تتجه نحو مزيد من التضييق على المنشآت وعلى القطاعات التجارية والصناعية والسياحية والخدمية وغيرها، في ظل تطبيق أمر الدفاع رقم 35 والذي يكاد يفقد مشروعيته ومنطقية فرضه مع توالي الأعداد بالزيادة بعشرات الآلاف يوميا.
إن كثيرا من التدابير أصبحت بلا فعالية ودون جدوى مع هذه الأرقام، بل لقد أصبحت تشكل عائقا حقيقيا أمام المجتمع بأسره في كيفية تسيير الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
ربما آن الأوان لمراجعة فورية لكثير من التدابير وفي مقدمتها أوامر الدفاع بحيث يتم وبعد نضج التجربة ومرور عامين عليها، غربلة شاملة ومباشرة لكافة القرارات الصادرة من الحكومة كإجراءات وقائية واحترازية، ربما كانت صالحة في مراحل سابقة، إلا أنها الآن تشكل تهديدا ضاغطا ومضنيا على الأفراد والمجتمع. لقد وصل الحال بنا إلى أن تجمع الناس كلهم بشكل ضاغط في فوهة بركان.. أو كأنهم بمثابة طعام تم طهيه في طنجرة الضغط واستوى تماما وصافرة الإنذار تدوي ، فيما الطاهي منشغل بتعداد إنجازات الحكومة .
قيل ذات صحوة : هناك من يعتني ويزهو بشجرته معتقدا أنها الجمال كله، وأنه يقوم بالعمل الصحيح، فيما الحقيقة أن الغابة بأسرها تحترق.