ازمة الرأي الكاشفة .. هل ينتصر الصحفيون لانفسهم ومهنتهم قبل فوات الاوان؟
بعد مرور خمسة ايام على قرارات الفصل التي صدرت بحق سته من الزملاء في صحيفة الرأي ، ما زال مجلس نقابة الصحفيين في حالة انعقاد دائم ، و ما زال يتدارس الخطوات ويتواصل مع الاطراف ويعقد اجتماعاته داخل صحيفة الرأي ،والنتيجة بيان عرمري لم يُعلن فيه عن اي اجراء تصعيدي!!
المجلس - واينما وردت منفردة فهي تعود على مجلس نقابة الصحفيين - الذي كان منشغلا بكل ما من شأنه ان ينغص على الزملاء في المواقع الاخبارية الالكترونية ، بدل تدارس ازمة الاعلام في بلادنا ، ومحاولة اجتراح الحلول للخروج من الضائقة الاقتصادية الخانقة او حتى القاتلة التي تعاني منها وسائل الاعلام الاردنية قاطبة ، اصدر بيانا اوليا ، حماسيا جدا ، في لحظة صدور كتب الفصل يوم الاربعاء الماضي ، عكس حجم المشكلة عندهم ، وكيفية انسياق الاغلبية دون التفكير بقانونية ونضج و مآلات القرارات التي يتخذون والاضرار التي تنجم عنها.. وبعد ذلك ، وتحديدا في اليوم الذي يليه ، يوم الخميس الماضي ، اصدر المجلس بيانا ثانيا ، ديباجة طويلة ، تؤكد على الثوابت ، وتلوح بلا شيء ..
المجلس يتخبط ،ويعيش اعضاؤه حالة صراع حقيقية بين اناهم ،محاذيرهم ،حساباتهم ، مصالحهم ، و هوامش تحركهم التي اختاروا ، وبين التصعيد و الحاجة الملحة لرفع وتيرة الفعل والتأثير وصولا لتحقيق المطالب .. فماذا هم فاعلون ؟
مجلس ادارة الرأي ظل متمسكا باجراءاته التعسفية الانتقامية ، ويطالب نقابة الصحفيين بالاعتذار ، كما يطالب الموظفين في صحيفة الرأي بالاعتذار ايضا ، والحكومة وعلى لسان رئيسها بشر الخصاونة ، قال ان الصحف شركات خاصة ، ولا نستطيع ان نتدخل ، وها هي تراقب المجريات دون ان تحرك ساكنا وكأنها فعلا ليست طرفا في المشكلة ! يبدو ان الحكومة تريد ان تقنعنا ، او تريد ان تقنع الناس بان الصحف اليومية هي وسائل اعلام مستقلة عن ارادتها وادارتها و توجيهها وتوجيهاتها ، تريد ان تتنكر لعقود الاستباحة والاستغلال والتوظيف ، نعم لقد اكلتها لحما وتريد اليوم وبعد ان امتصت ماء ظهرها و وجهها ان ترميها عظما ..
وحتى لا نقفز عن هذا المحور دون ان نشبعه شرحا ، هل تتحمل الحكومة ان ترفع وصايتها عن ادارة التحرير في هذه الصحيفة ليوم واحد فقط ؟ ما الذي سيجري ، وكيف ستتعامل مع النتائج حينها ؟!!
الاسرة الصحفية مطالبة ايضا بالتفكير مليا بهذه الازمة ، والانتباه الى دلالاتها ومعانيها جيدا ، قراءة تفاصيل هذا المشهد ،والاستفادة من الدروس والعبر ، عليهم ان يفهموا جيدا ان سلبيتهم و خوفهم و انحيازاتهم لغير المهنة ،و تفسخهم ، كانت جميعها عوامل اوصلتنا الى هذا المنعرج الحاد ، وعلينا اليوم ان نقف الى جانب الزملاء - دون قيد او شرط - حتى لا تستفرد بهم السلطة ، و تطلق رصاصاتها الطائشة على اعظم و اهم خيول المهنة في وطننا المُبتلى ..