لارا الصفدي: أقرأ الشخصية بتأن ودقة.. والأجور لا تنصف الفنان دائما



ترى الفنانة الأردنية لارا الصفدي أن الدراما الأردنية تراجعت، منذ أكثر من عقدين من الزمن، بعد أن كانت منبراً للجمال والترفيه والعطاء والتثقيف والتوعية والاحترام، فمنذ التسعينيات وحتى الآن هناك أعمال خجولة، إذا ما تمت مقارنتها بالدراما العربية، فلم يعد هناك منافسة بارزة بينهم.

تتابع، ولم تعد الدراما الأردنية موجودة على خريطة المحطات العربية كما كانت في السابق، إلا ما ندر من أعمال أردنية درامية، رغم محاولات المنتجين الأردنيين بشتى الطرق لوضع أعمالنا الدرامية الأردنية على خارطة السوق العربية، ولكن ينقصنا الدعم فهل تعود الدراما الأردنية إلى سابق عهدها وتنافس الأعمال العربية؟ نأمل ذلك.

وتقول الصفدي، لا بد من الدولة للتدخل في دعم الدراما الأردنية، لأنها الواجهة لكل دولة، وثبت ذلك في الفترة الأخيرة عندما شهدت الدراما التركية اجتياحاً كبيراً على المحطات العربية، مما ساهم في انتعاش الدولة التركية سياحيا، فكلنا أمل أن تنظر الدولة الى الدراما على أنها قوة حقيقية في استقطاب السياحة إلى الأردن وانتعاشها مادياً، إذا قامت الجهات المعنية بدعم الثقافة والدراما معاً لتصل الشعوب الأخرى بشكل يليق بالأردن والأردنيين.

واعتبرت الصفدي في سياق حديثها لـ "الغد”، أن الرسالة التي يقدمها الفنان للمجتمع هي إيجابية ثقافية متعددة من خلال أعماله التي يختارها، ويشعر أنها تعمل على الارتقاء بالمجتمع وسلوك الفنان العام وثقافته وتعامله مع الآخرين، إذ نستطيع أن نعتبر الفنان قدوة للارتقاء بالمجتمع. وتشير إلى أن الفنان يختار الذي يناسبه، ولكن مبدئيا فان المخرجين هم الذين يقدمون الدور، وأنا شخصياً أقرأ الدور والشخصية بتأن ودقة، وإذا ناسبني ووجدت نفسي به، ولمست به قيمة فنية، وممكن استفزني هذا الدور فأقبل به لتقديمه على الشاشة، وأما بالنسبة إلى الأجر، فإذا لم يكن مناسبا اعتذر عن الدور، فهناك أجور لا تنصف الفنان دائما.

وتضيف، إعطاء الفنان حقه مادياً احتراما له وإلى قيمته وتقديراً لجهوده، وقد عرفت بأنني اعتذر عن قبول كثير من الأعمال، أما لسبب فني، بأن أشعر بأن الدور لا يقدم شيئا مختلفا، أو الأجر لا يناسبني، حتى لو لم أعمل لعدة سنوات ولم أظهر على الشاشة.

ولا تنكر أن الأعمال الدرامية أخذت تواجدا كبيرا في فترة من الفترات عن طريق المركز العربي والتلفزيون الأردني والشركة الأردنية للإنتاج، بمشاركة الكثير من النجوم، من الأردنيين والعرب، ونالت هذه الأعمال تقديرا وإعجابا كبيرين من الدول العربية، ومن هذه الأعمال عدة مسلسلات منها: "وتعود القدس”، و”اجتياح” الذي حصل على جائزة "إيمي العالمية”، و”الحجاج بن يوسف الثقفي”، "الأمين والمأمون”، "زرقاء اليمامة”، "امرؤ القيس”، "الدرب الطويل” والذي حازت عنه الفنانة سميرة الخوري جائزة القدس في احتفالية خاص بالقدس عن دورها.

لكنها؛ عبرت عن أسفها لتوقف الأعمال التاريخية في الفترة الاخيرة، كغيرها من الأعمال الدرامية الأردنية التي توقفت أيضا بنفس الظروف، وعادت الآن تتأرجح بشكل غير منتظم حسب ظروف الإنتاج والتوزيع والظروف العامة في المجتمعات العربية، والمهم بالأعمال التاريخية ليس فقط التركيز على إيجابياتها وسلبياتها، بقدر البراعة في إسقاط الحاضر بأسلوب يركز على الأسلوب العام.

وتلفت إلى أهمية المسرح فهو أبو الفنون، ويعتبر من أقدر الفنون، لأنه الوسيلة الأهم في تثقيف وتوعية الشعوب من خلال عروضه المباشرة والمدروسة بعناية فائقة، ومن المسرح التراجيدي والكوميدي، لذا يجب الحرص الشديد على اختيار المسرحية، لأن علاقتها بالمشاهد (الجمهور) علاقة مباشرة، وتأثيرها فوري على العقول، وإن كان سلباً أو إيجاباً.

وتشير إلى بدايات المسرح الحقيقية في الأردن بفترتي السبعينيات والثمانينيات، إذ تم شكيل فرق مسرحية منتقاه من الزملاء الفنانين من دائرة الثقافة والفنون، لتقديم مسرحيات شهرية تعرض في المسرح التابع لها، وكانت هذه المسرحيات تشارك في المهرجانات العربية والدولية إلى أن حلت وانتهى تواجدها.

تضيف، وبقينا على هذا الحال إلى أن بدأت تظهر اهتمامات فردية أوجدت مسرحاً مميزاً من خلال زملاء مخرجين مميزين هاجسهم الوحيد المسرح، وكانت براعتهم في اختيار النصوص مذهلة، هؤلاء الأفراد شكلوا مسرحا، مثل المسرح الحر الذي ينتاب رئاسة منهم وعلى سبيل المثال: علي عليان، إياد الشطناوي وغيرهم، وهناك مسرح على الخشب للفنان خليل مصطفى، ومسرح الفنون الأدائية للمخرجة لينا التل، وفرقة المسرح الحديث للمخرجة الدكتورة مجد القصص.

تتابع، وهناك الأعمال المسرحية المميزة للمخرج حكيم حرب، والتي حازت على جوائز العربية وقام بإنشاء مسارح للهواة، ومسرح الفوانيس للفنان الراحل نادر عمران، وما تقوم به وزارة الثقافة بدعم لإقامة المهرجانات والمواسم المسرحية بالتعاون مع نقابة الفنانين، مما زاد المسرح ألقا ونجاحا واهتماما في تقديم عروضا مميزة ومشاركة دولية، والتي حازت على العديد من جوائز مميزة سواء كانت للنص والمخرج أو للممثل.

ويذكر أن الفنانة لارا الصفدي حاصلة على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأردنية، لكن عشقها للتمثيل منذ صغرها أجبرها للدخول في عالم التمثيل، حيث برزت في التسعينيات من القرن العشرين، وكانت بدايتها من خلال المشاركة في مسلسل "معقول يا ناس” عام 1985م، لتتوالى أعمالها بعد ذلك خاصة في مجال الدراما التلفزيونية، ومن أبرز أعمالها "لوحة حب، سلطانة، طاش ما طاش 15، والبواسل”، للمخرج نجدت أنزور، والمسلسل القروي "عرس الصقر” للمخرج أحمد دعيبس، بمشاركة نخبة نجوم الأردن: جميل عواد، إياد نصار، رشيد ملحس.

والمسلسل "شهرزاد” للمخرج شوقي الماجري إلى جانب نخبة من النجوم العرب: السورية سلاف فواخرجي، واللبنانية ورد الخال، والكبيرة منى واصف، والسوري جهاد سعد.

والمسلسل التاريخي "الحجاج” للمخرج محمد عزيزية مع عابد فهد وغسان مسعود. والمسلسل البدوي "رأس غليص” مع النجم رشيد عساف، و”الوعد” للمنتج عبد العزيز الطوالبة وإخراج محمد الطوالبة، وقامت ببطولته نخبة من نجوم الكويت والخليج والأردن: ياسر المصري ومحمد القبيسي ورؤى الصبان ونادرة عمران ومبروكة، و”راس غليص” الجزء الثاني وغيرها من الأعمال الفنية.