لإظهارها بخارطة جوجل.. نضال رقمي فلسطيني لحماية مقبرة القسام بحيفا


أطلق نشطاء، مبادرة لإظهار مقبرة القسام بمدينة حيفا في الداخل الفلسطيني المحتل على خرائط جوجل، ضمن سلسلة من الخطوات النضالية لنشر قضية المقبرة التي تتعرض لمحاولات التهويد والتدنيس والتجريف الإسرائيلية.

وتأتي الحملة بالتزامن مع محاولات النيل منها عبر تجريف مساحة تضم عشرات قبور الشهداء والأموات منذ ما قبل النكبة عام 1948، في ظل قرار الاحتلال مصادرتها بزعم أنها "بيعت له باستثمارات قبل سنوات".

ويهدف مطلقو الحملة لرفع تقييم وعدد التعليقات على صفحة مقبرة القسام في خرائط جوجل لتسليط الضوء على أهميتها بالنسبة للشعب الفلسطيني ولتثبيتها على الخرائط كونها مقدس تاريخي له.

هدف الحملة

ويقول المدون ضمن القائمين عن الحملة عمر عاصي لوكالة "صفا": "إن الحملة تأتي لإيصال صوت المقبرة وما تتعرض له لأكبر عدد من مواقع الإنترنت سواء التواصل أو الشبكة العنكبوتية".

ويضيف عاصي "نريد أن نوصل الرسالة بأنه يوجد مقبرة تاريخية فلسطينية في بلد الشيخ بحيفا مهمة جدًا للفلسطينيين".

ويظهر على الخارطة منطقة "نيشر" وهو الاسم الإسرائيلي لبلدة الشيخ الفلسطينية التي تقع فيها المقبرة، فيما يريد القائمين على الحملة ظهورها في هذا الحي على الخارطة باسم مقبرة القسام.

وعن مدى النتائج التي قد تحققها الحملة يجيب "أن زيادة عدد التعليقات والتقييمات على صفحة المقبرة في خرائط جوجل يعمل على تنشيط الصفحة وبالتالي يعلم كل شخص يأتي للمنطقة بأنه في بلد الشيخ بحيفا يوجد معلم فلسطيني هام".

ويستطرد حديثه "يوجد بجانب المقبرة منتزهات وملعب كلها لها تقييمات بالمئات والآلاف وبارزة على الخارطة، ونحن نسعى لأن تصبح المقبرة أيضًا ذات حضور على خرائط جوجل".

وقبل يومين تم إنقاذ المقبرة من مجزرة وشيكة كادت أن تقع لولا تصدي العشرات من أهل حيفا والداخل لقوات الاحتلال وجرافاته التي استغلت غياب الحراس، واقتحمت المقبرة من الخلف لتجريف مساحات منها والسيطرة على أرضها.

ويؤكد عاصي أنه أصبح للمقبرة صدى وتضامن وسط شخصيات ليس فقط إسلامية وإنما مسيحية وحتى درزية في الوسط الإسرائيلي.

وتعرضت المقبرة منذ الخمسينيات لاعتداءات إسرائيلية كثيرة خاصة عام 1954 عندما تم مصادرة الأرض بزعم أنها مباعة لمستثمرين يهود.

الاستعانة بخبراء

من جانبها، تقول الناشطة في الحملة سيرين جبارين لوكالة "صفا": "إن الحملة تأتي ضمن حرص الجميع وواجبه تجاه الأموات والشهداء الذين لا حول لهم ولا قوة أمام محاولات التدنيس والتجريف لها".

وتضيف أن الحملة الرقمية من شأنها إظهار المقبرة على الخارطة، فيما تم إطلاق حملة جماهيرية كبيرة لحمايتها على الأرض وحراستها على مدار الساعة.

وتصف الحملة الجماهيرية بأنها "فاعلة واستطاعت الجماهير لليوم منع تجريفها رغم المؤامرات التي تحاك بها ليل نهار، والتي زادت شدتها مؤخرًا، ما يؤكد وجود نية مبيتة للنيل منها بأي وقت".

وعن الحملة الرقمية، تؤكد أن الخطوات بدأت بها بالاستعانة ببروفسورات ومهندسي خرائط ومختصين، لمعرفة مدى ظهورها على الخارطة بالدخول لرابط وكتاب تعليق مع تقييم ٥ نجوم.

وتشير إلى أنه يتم ضمن الحملة إجراء مسح للمقبرة وتعريف للشهداء فيه، موضحة أنه سيتم الاستعانة بذويهم في الداخل وأخرين مدفونين وأهلهم بالشتات، لإنجاح إظهار المقبرة.

وتشدد على أن نجاح الحملة معول عليه من أهل فلسطين بالداخل والخارج وليس غيرهم، قائلة: "علينا أن نعوّل على أنفسنا في حماية مقدساتنا وأمواتنا، حتى يأتي اليوم الذي نجد فيه من يحمينا حينما نكون معهم تحت التراب".

يذكر أن الاحتلال حاول مرارًا تجريف القبور على أرض مساحتها 30 دونماً مليئة بقبور مسلمين، وهي الأرض التي تدعي شركة "كيرور أحزاكوت" الإسرائيلية أنها اشترت جزءاً منها (14 دونماً) مما تسمى "دائرة أراضي إسرائيل" وفق اتفاقية أولية في خمسينيات القرن الماضي.