دراسة تكشف كيف يمكن للحروق - حتى البسيطة منها - أن "تغير دماءنا" وتؤثر على صحة القلب

 

اكتشف باحثون من جامعة أستراليا الغربية صلة مدهشة بين إصابات الحروق وأمراض القلب.

ويشار إلى أنه حتى الحروق الطفيفة يمكن أن تؤدي إلى ألم مزمن وتندب وضغط نفسي. وللأسف، يكون الأطفال دون سن الخامسة أكثر عرضة للإصابة بحروق خطيرة، والتي تحدث عادة بسبب ملامسة المشروبات الساخنة والطعام والدهون وزيوت الطهي.

 

ويسعىالباحثون جاهدين لفهم الآثار طويلة الأمد للحروق على الجسم، ومن ذلك، دراسة حديثة أجراها فريق من جامعة أستراليا الغربية مؤخرا بمراجعة الدراسات التي أظهرت أن الحروق يمكن أن تؤثر على عضو غير محتمل، وهو القلب. والآن يبحثون عن السبب وراء ذلك.

ووجدت الدراسة أن مرضى الحروق لديهم معدل أعلى من أمراض القلب والأوعية الدموية. وتشمل أمراض القلب والأوعية الدموية انسداد القلب والسكتات الدماغية ومشاكل الشريان الأورطي.

وحتى الحروق الصغيرة التي تغطي أقل من 10% من الجسم تزيد من خطر الإصابة. ولكن لماذا يمكن أن يؤثر حرق في الذراع، على سبيل المثال، على القلب بعد 30 عاما؟.

خلايا الدم الصغيرة ذات الوظيفة الكبيرة

قد تجيب الصفائح الدموية عن هذا السؤال، وهي أصغر خلايا الدم لدينا. وتتحكم الصفائح الدموية في تخثر الدم للشفاء من الجروح، وهي تعيش فقط نحو 9 أيام.

وكان الأستاذ المساعد ماثيو ليندن أحد قادة فريقالبحث في جامعة أستراليا الغربية، الذي يشرف على دكتوراه الطالب بلير جونسون، يبحث في كيفية تصرف الصفائح الدموية بعد الإصابة بالحروق.

وأوضح ماثيو: "إذا كان هناك ضعف مستمر في الصفائح الدموية بعد سنوات من الإصابة، فهذا يشير إلى أن هناك شيئا ما مستمرا في تعطيل تلك الصفائح الدموية. إما أنه أعيد تنشيطها أو يتم إنتاجها بطريقة مختلفة. ونحن نبحث عن هذه الندوب الفسيولوجية".

وفي حين أن الحروق لا تنزف عادة، فإن جزءا مهما من التئام الجروح ينطوي على تضييق الأوعية الدموية القريبة. وعن طريق إغلاق الأوعية، يمكن للجسم عزل المناطق المتضررة لإصلاحها. وتؤدي الصفائح الدموية العديد من الوظائف في هذه العملية.

 

وبعد الحرق بفترة وجيزة، تطلق الأوعية الدموية التالفة بروتينات تربط الصفائح الدموية المجاورة. ثم تؤدي الصفائح الدموية والأوعية الدموية إلى حدوث التهاب. وهذا يجذب الخلايا وحيدات النوى، وهي أحد أنواع الكريات البيضاء، أو خلايا الدم البيضاء، المشاركة في جهاز المناعة.

وتلتصق هذه الخلايا وحيدة النوى بالصفائح الدموية وتستخدمها لتمرير جدار الأوعية الدموية لتصبح خلايا رغوية، مكونة الصفائح الدموية. ويعد تراكم هذه الصفائح مشكلة شائعة مع أمراض القلب.

وتقول إحدى النظريات إن اضطراب تدفق الدم بعد الحرق يمكن أن ينشط الصفائح الدموية ويسبب تراكمها على مدى سنوات.

والاحتمال الآخر هو أن التندب في نخاع العظم يؤدي إلى تغييرات طويلة الأمد في تكوين الصفائح الدموية. وتتشكل الصفائح الدموية في نخاع العظام مثل خلايا الدم الحمراء والبيضاء.

ويشرح ماثيو: "في 28 يوما بعد الحرق، يمكننا قياس ما إذا كان هناك تغير مستمر في الصفائح الدموية. وفي نماذج الفئران، يمكننا قياس نخاع العظام والبحث عن ندوب. والصفائح الدموية لها عمر نصف حيوي (الوقت الذي تفقد خلاله مادة فعالة حيوياً نصف نشاطها الدوائي أو الفيسولوجي للجسم) قصير للغاية. بعد تسعة أيام من الشفاء، لا ينبغي أن تحمل الصفائح الدموية ذكرى الإصابة، لكنها تفعل ذلك".

ويمكن أن يساهم الألم أيضا في الإصابة بأمراض القلب. وقد يعاني الناجون من الحروق من إجهاد طويل الأمد وألم وصدمة نفسية. ويجعل المرض المزمن طويل الأمد الشخص عرضة للإصابة بأمراض أخرى.

ويشرح ماثيو: "الإجهاد العاطفي هو إجهاد جسدي. والاستجابة العاطفية للألم المستمر تغير مستويات الكورتيزول ثم تتغير إلى الكاتيكولامينات. (يتم إنتاج الكاتيكولامينات بواسطة الغدة الكظرية وتجهز أجسامنا للاستجابة للقتال أو الهروب). وهذا له تأثيرات واضحة وقابلة للقياس. ومن المعقول أن الاستجابة الأدرينالية المزمنة المستمرة (استجابة الصفائح الدموية للأدرينالين) يمكن أن تنشط الصفائح الدموية على مدى سنوات عديدة".

المصدر: ميديكال إكسبريس