"فيسبوك" يتصدر حربًا جديدة ضد فلسطينيي الداخل
امتدت معركة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 دفاعًا عن مقدساتهم إلى ساحة مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها "فيسبوك" الذي أصبح يصنف النشر عن المقدسات بأنه "ينتهك معايير مجتمعه".
وتفاجأ مدونون ونشطاء في الداخل الفلسطيني مؤخرًا بشطب منشورات متعلقة بالدفاع والتطرق للمقدسات الإسلامية، وأرسلت الموقع الأزرق رسائل لهؤلاء مفادها أن مشاركاتهم "تنتهك معايير المجتمع".
عشرات المنشورات والصفحات حذفت مؤخرًا على خلفية الدفاع عن مقابر ومساجد مقدسة في يافا وحيفا والرملة واللد، وهو ما لاقى غضبًا وسط النشطاء.
استجابة للاحتلال
المدون والناشط عمر عاصي تعرض لحذف منشوراته وإرسال تقارير تحذيرية له من "فيسبوك" على خلفية دفاعه عن مقبرة القسام بحيفا وعدد من المواقع المقدسة.
وعلّق عاصي "فيسبوك يصنف النشر عن المقدسات بأنها تنتهك معايير المجتمع، لقد أصبح النشر عن حفظ مقدساتنا ينتهك إرشادات زوكربيرغ للعنف والمنظمات الخطرة!!".
وقال، في حديث لوكالة "صفا" إن شطب منشوراته جاء استجابة للهجمة الاحتلالية التي تستهدف المضمون الفلسطيني عامة، وفي الداخل مؤخرًا خاصة.
وأضاف "حتى لو كان الاحتلال وبلاغاته وراء الأمر، لكن هذا يمس موضوعية وحيادية فيسبوك".
وشدد على أنه سيستمر بالنشر والدفاع عن المقدسات، "وهذا أدنى حقوقنا".
الناشطة إيمان زكريا كتبت تعليقًا على حذف منشوراتها بشأن الاعتداء على المقدسات بحيفا قائلة: "الأمر غير مسبوق، هذه المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك".
وتضيف "لقد حذفوا المنشور وأبلغوني برسالة أنه ينتهك معايير المجتمع".
فيما يرى الناشط والمدون إيهاب عاصي أن "هذا الحذف متوقع في ظل التوتر والأوضاع التي يشهدها الداخل، خاصة مع تصاعد الهجمة على المقدسات خاصة في حيفا ويافا واللد".
توجه لملاحقة العشرات
من جانبه، يقول المدون وعضو لجنة الدفاع عن المقدسات في حيفا أسعد قلق، في حديث لوكالة "صفا": "لقد تعرضت صفحتي وصفحة العشرات من الشباب والناشطين لحذف منشورات، خاصة تلك التي نتحدث فيها عن أماكن مقدسة تتعرض لاعتداءات إسرائيلية".
ويضيف "واضح أن شركة فيسبوك غير محايدة ولديها توجه معين لحجب المنشورات في مواضيع معينة لفلسطينيي الداخل تحديدًا".
ويشير إلى أن "الأماكن التي تعرضت المنشورات الخاصة بها للحجب مقدسة، وهي مقابر ومساجد وأماكن وقفية، ولم يكن في تصورنا أن تشكل إزعاجًا لفيسبوك".
ويلفت قلق إلى أن الحذف يزداد يومًا بعد يوم، ويواكب التزايد في النضال الرقمي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي للدفاع عن المقدسات والتنديد بالاعتداءات والمخططات الإسرائيلية والاستيطانية التي يتعرض لها الفلسطينيون في أراضي الـ48 خاصة بعد هبة مايو.
ويشدد على أن "هذا الأمر لم يسبق أن تعرضنا له؛ فالشطب بدأ قبل نحو شهر إلى شهرين، ما يعني تورط المؤسسة الإسرائيلية وتواطؤ فيسبوك في استهداف محتوياتنا".
ويؤكد استمرار النشر بالرغم من الملاحقة، قائلًا: "النشر متواصل ولدينا من الطرق والمواقع والمداخل التي توصل رسالتنا كشعب يتعرض للتهجير ومحاولات تهويد مقدساته للعالم أجمع".
صفا