“عودة آمنة”: 200 ألف طالب سيخسرون 150 ساعة دراسية

طالبت الحملة الوطنية للعودة إلى المدارس "نحو عودة آمنة لمدارسنا” وزارة التربية والتعليم بضرورة إلغاء نظام التناوب المعمول به حاليا؛ لما له من آثار سلبية على العملية التعليمية وانتظامها.

وقالت الحملة في بيان صحفي أصدرته اليوم السبت، قبيل بدء دوام الفصل الدراسي الثاني بعد عطلة استمرت نحو شهرين، إلى أنها في وقت تقدر به التأكيدات الحكومية بانتظام التعليم الوجاهي وإلغاء إغلاق الغرف الصفية والمدرسة في حال وصول الإصابات لنسبة 10%، لكن "هذه القرارات وحدها غير كافية في ظل استمرار العمل بنظام التناوب وتقليص مدة الحصة إلى 35 دقيقة، وهو الذي يعني بالمحصلة استمرار تفاقم الفاقد التعليمي إلى جانب الأثر السلبي للتناوب على المعلم لجهة زيادة العبء والضغط، ما يؤثر على الأداء والمتابعة”.

واعتبرت الحملة أنه من غير المنطقي الاستمرار بنظام التناوب في وقت أعلنت به الحكومة عن حزمة من الإجراءات التخفيفية شملت كافة القطاعات.

وأشارت الحملة إلى تصريحات سابقة للأمينة العامة لوزارة التربية والتعليم الدكتورة نجوى قبيلات بينت فيها أن هناك 1200 مدرسة ستبدأ دوام الفصل الثاني وفق نظام التناوب.

وقالت الحملة إن "نظام التناوب يعني أن الطالب سيخسر 50% من عدد أيام الدوام المدرسي المقررة (105) أيام دراسية للفصل الثاني”.

ولفتت الحملة إلى وجود نحو 200 ألف طالب وطالبة سيُداومون في نظام الفترة الثانية (المسائية)، إذ إن الحصة الدراسية ستكون مدتها 35 دقيقة، وهذا يعني أن الطلبة سيخسرون 105 ساعات دراسية خلال هذا الفصل من أصل 472 ساعة يجب أن يدرسها الطالب في الفصل الدراسي الثاني.

وحسب بيانات التعليم العالمية، فإن الأردن يعتبر الأقصر عالميا بعدد الساعات الدراسية، إذ يبلغ عدد الساعات الدراسية في المدارس الحكومية 1033ساعة، مقابل 1430 ساعة في دول منطقة التعاون الاقتصادي وأوروبا وأمريكا.

واعتبرت الحملة هذا التدني في عدد ساعات وأيام التعليم يعد أحد أهم أسباب تراجع مستوى التعليم، إذ إن هناك علاقة بين عدد الساعات الدراسية ونوعية التعليم.

وأضافت أنه إلى جانب الآثار السلبية لنظام التناوب على العملية التعليمية وضعف المحتوى الذي يصل للطالب، فإنه ؟أيضا عمّق غياب العدالة الاجتماعية بين طلبة المدارس الحكومية والخاصة، ففي حين ينتظم طلبة المدارس الخاصة بتعليمهم بشكل يومي فإن طلبة 1200 مدرسة محرومون من هذا الانتظام.

وقالت الحملة إنه "لا يجوز أن يتحمل الطلبة عدم قدرة الحكومة على توفير البيئة المدرسية الملائمة للتعليم الجيد”، مذكرة بأن التعليم حق دستوري لا يجوز جعله مكانًا للمساومة.

وطالبت الحكومة بضرورة الإسراع لإيجاد الحلول الملائمة، خصوصا بعد عامين من عدم انتظام العملية التعليمية بسبب الإجراءات الحكومية لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

كما طالبت الحملة الوزارة بمراجعة قراراتها المتعلقة باقتصار الطابور الصباحي على شعبة واحدة والاستمرار بتعليق النشاطات اللامنهجية.

وتساءلت الحملة: "ما الهدف من هذه الإجراءات المعاكسة لقرارات الحكومة التخفيفية”؟، مبينة أن الطابور الصباحي والنشاطات يتم إجراؤها في الهواء الطلق وهي أقل بيئة يمكن أن تنقل العدوى؛ "لذا في ظل غياب المبرر الصحي ما الهدف من هذه القرارات”؟.

وأكدت الحملة الأهمية الكبيرة للطابور الصباحي في خلق قيم الالتزام والمواطنة لدى الطلبة، والدور المهم لحصص النشاط في تطوير مهارات التواصل الاجتماعي وصقل شخصية الطلبة.