#ومضة_الصدمة
قال تعالى: "كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون".
استوقفتني هذه الآية الكريمة بدلالتها العظيمة؛ لأجد في تفسيرها انطباقاً يكاد يكون شبه تام على حال بعض المسؤولين في بلادنا العزيزة الذين تعمى قلوبهم عن تصديق الواقع ورؤية الحقيقة؛ بل يلجأون في سلوكياتهم الى التكذيب الدائم، وكأن كلمة " ران" في الآية التي تعني في اللغة الغطاء والحجاب الكثيف، قد غطت ليس على قلوبهم بل على أبصارهم أيضاً؛ فلم يَعُد يصدمهم أي رقم يسمعونه او يقرأونه او يصرحون عنه، فلا تصدمهم ارتفاع أرقام المديونية ولا ارتفاع نسب الفقر والبطالة، ولا ارتفاع أعداد الشباب الذين يَقدِمون على الانتحار، ولا ارتفاع نسبة الجريمة والمخدرات والفساد وغيرها الكثير من الأرقام الصادمة التي تستدعي بالضرورة أن تعلن الدولة بكامل أركانها حالة الاستنفار والطوارئ، وأن لا تقر لها عين حتى تبدأ بوضع الحلول المناسبة والفورية.
السؤال الذي يثار هنا في زمن التقدم العلمي المعاصر ووسائل المعرفة وتدفقها لطالبيها، والأرقام والدراسات الإحصائية واستطلاعات الرأي: إلى متى يستمر هؤلاء المسؤولون-أصحاب القلوب المغلقة وضعاف البصر - في التكذيب الدائم؟!.