بيضاء المهندسين تكشف اسباب انسحابها من الانتخابات.. ومبالغ التسديد الجماعي وصلت 2.5 مليون
عقدت القائمة النقابية الموحدة في نقابة المهندسين /تحالف البيضاء والمستقلين، مؤتمرا صحفيا، الثلاثاء، في مجمع النقابات المهنية، للحديث حول أسباب وتداعيات قرارها بالانسحاب من مراحل انتخابات المهندسين القادمة (الشعب الهندسية وهيئة المكاتب ومجلس النقابة).
وأكد عضو مجلس نقابة المهندسين السابق، المهندس سري زعيتر، أن القائمة النقابية الموحدة تسعى دائما لأن تكون النقابة واحة للديمقراطية تحت كافة القيادات النقابية، مضيفا: "ولأننا معنيون بأن يبقى وطننا قويا عزيزا مصانا، فإن تحركنا في الموضوع الانتخابي سواء بالترشح أو الانسحاب يهدف دائما إلى خدمة المهندس الأردني ويدافع عن حقه في انتقاء الأفضل لتمثيله".
وقال زعيتر: "إن نقابة قوية كنقابة المهندسين بحجمها الكبير هي مصلحة وطنية، وإن أساس هذه القوة هو الاختيار الحر والنزيه والسري لكلّ من يتولى قيادتها".
وشدد على أن القائمة البيضاء "على مرّ الزمان" لم تخشَ الخسارة، فهي تعلم أن الانتخابات فوز وخسارة، وقد تقبّلت خسارة أغلبية المجلس في انتخابات 2018 وعملت مع باقي أعضاء المجلس على مدار ثلاث سنوات بكلّ جديّة ونشاط.
ومن جانبه، استعرض رئيس القائمة النقابية الموحدة، المهندس حسن الحوامدة، المشاهد التي سيطرت على انتخابات نقابة المهندسين في الدورة الحالية، والتي كانت سببا في انسحاب القائمة من المراحل اللاحقة للانتخابات.
وقال الحوامدة في بيان تلاه باسم القائمة إن قرار الانسحاب جاء احتجاجا على التدخلات الخارجية الفجة في انتخابات المهندسين، والتي كانت بقيادة وتوجيه رسميّ، اضافة إلى الاحتجاج على سوء ادارة وتنظيم الانتخابات التي تقع مسؤوليتها على نقيب وأعضاء مجلس نقابة المهندسين والأمانة العامة.
وأضاف الحوامدة: "إن ما آلت إليه الأمور يوم الجمعة الماضية غير مسبوق في تاريخ النقابة، فقد كانت المشاهد مؤلمة وموجعة لمن تابعها، وغير مسبوقة في عمر النقابة التي كانت انتخاباتها تجرى على مستوى عالٍ من الادارة والتنظيم ودون تدخل مباشر خارجي، وبشكل كان يكفل لكلّ زميل أو قائمة انتخابية أن تعيد الكرّة وتشارك مرّات ومرّات دون خوف من التلاعب بالعملية الانتخابية، بخلاف ما جرى في انتخابات الفروع الأخيرة، والتي لم نعهدها من قبل".
وحول صور وأشكال التدخل والممارسات التي دفعت القائمة للانسحاب من الانتخابات، قال الحوامدة: "منذ السماح باجراء الانتخابات بعد تأخرها عن موعدها الطبيعي، نادينا بضرورة انفاذ الاستحقاق النقابي باجراء الانتخابات، حيث أُعلن عن مواعيد اجراء الانتخابات، وقد استعددنا في القائمة البيضاء والمستقلين لهذه المرحلة رغبة منا في خدمة زملائنا، وقمنا بالتحضر للانتخابات بتشكيل قوائم من أصحاب خبرة وكفاءة وبشكل يراعي التنوّع في تمثيل القطاعات المهنية".
وأضاف: "منذ عدة شهور لاحظنا اهتمام الدوائر الرسمية بانتخابات النقابة، حيث تم طلب معلومات عن المرشحين وتشكيل القوائم، وكان هنالك ممارسات وضغوط -لم نعتد عليها- على عدد كبير من الناشطين والنقابيين، وقد تضمنت الضغوط الترغيب والترهيب من الترشح ضمن قوائم البيضاء والمستقلين والضغط للترشح في القوائم المنافسة".
وتابع الحوامدة: "قامت أجهزة الحكومة بتبني حملات تسديد الاشتراكات عن المهندسين بشكل واسع ومتزامن، ومن المؤكد أننا سعداء بذلك لو لم يكن ضمن حملة انتخابية تقودها الأجهزة الرسمية من خلال توجيه المهندسين بانتخاب قائمة محددة واشتراط ذلك في كثير من الأحيان، وقد تحدث حول ذلك كثير من الزملاء المهندسين".
وأوضح الحوامدة: "لقد كان التسديد في العام الحالي مستغربا، إذ تم التسديد عن نحو (475) مهندسا عليهم مبالغ متراكمة تزيد عن (1000) دينار للواحد، وبمبلغ اجمالي وصل نحو 550 ألف دينار، اضافة إلى التسديد عن (800) مهندس عليهم أقساط (500 - 1000) دينار وبمبلغ اجمالي وصل نحو (660) ألف دينار، والتسديد عن نحو (3500) مهندس عليهم (200- 500) دينار وبمبلغ اجمالي وصل نحو (1.3) مليون دينار، ليكون المبلغ الاجمالي المسدد نحو (2.5) مليون دينار".
وقال الحوامدة: "لقد رصدنا منذ وقت مبكر سعي الجهات الرسمية لاقامة اجتماعات وتجمعات عائلية وعشائرية، في سابقة غير معهودة، لدعم مرشحين دون غيرهم، ونقل عدوى الاصطفاف المقيتة التي فتت المجتمع في الانتخابات ونقلها إلى ساحة العمل النقابي البعيد عن هذه الاعتبارات التي لا تمّت لرسالة النقابة من قريب أو بعيد".
وأضاف الحوامدة: "لقد تعرّض العديد من الزملاء المهندسين لمزيد من الضغوطات لثنيهم عن الترشح على قوائمنا من خلال تهديدهم في أرزاقهم ووظائفهم وأبنائهم، ومن لم يتحمل انسحب فعلا".
ولفت الحوامدة إلى أن القائمة النقابية الموحدة طالبت من خلال التواصل مع النقيب وأعضاء مجلس النقابة بحماية المهندسين من الابتزاز وسلب ارادتهم في الاختيار الحر، كما طالبت بمنع التصوير للأوراق الانتخابية، وكان هناك معارضة شديدة لهذا الاجراء النقابي الذي يحفظ سرية الانتخاب.
وأشار إلى أن يوم الانتخاب شهد وقائع أسوأ من ذلك بكثير، "فقد ترافق التدخل الخارجي مع سوء الادارة والتنظيم، وقد قامت بعض الجهات والتجمعات العشائرية وآليات بلديات بالتدخل إلى جانب قائمة محددة".
وقال الحوامدة إن بعض المؤسسات حشدت مهندسيها بشكل غير مقبول، وذلك من خلال "احضارهم في حافلات نقل والطلب منهم الاصطفاف بطوابير للتصويت تحت أعين مديريهم في العمل، وسادت الفوضى أغلب قاعات الاقتراع بخلاف ما تعوّد عليه المهندسون، ودخل المرشحون والمؤازرون إلى قاعات الاقتراع وجرى التدخل في حرية اختيار المهندسين لمرشحيهم".
وأشار إلى مشهد اجبار المهندسين على التصويت لقائمة محددة وتصوير أوراق الاقتراع مع الهوية وإرسالها إلى مديريهم حفاظا على أرزاقهم.
وقال إن القائمة النقابية الموحدة ترى أن ما جرى في الانتخابات لا يبشّر بخير للنقابة، وتعتبر ما جرى مهزلة انتخابية لا يمكن القفز عنها أو السكوت عنه، فكرامة المهندس الأردني ليست قابلة للمساومة.
وأضاف: "إننا نجد أن هناك من يريد افشال نقابتنا بسبب مواقفها الوطنية والقومية، ونجد أن ما يهدد النقابة هو استلاب ارادتها، ونجد أن الانسحاب من المراحل التالية للانتخاب تعبير عن رفضنا لهدر كرامة المهندس الأردني مرتين متتاليتين في انتخابات الشعب والمجلس".
وشدد على أن القائمة البيضاء لن تدخل عملية انتخابية لا تكون إرادة المهندس فيها حرة مستقلة، ولن تغادر العمل النقابي بأي وسيلة كانت.
ومن جانبه، استعرض رئيس قائمة انجاز في محافظة اربد، المهندس أحمد الملكاوي، بعض مشاهد التجاوزات في الانتخابات الأخيرة، قائلا إن "التدخلات السافرة تضمنت ممارساة ضغوط كبيرة على المرشحين، وقد تم سحب (4) مرشحين من قائمة انجاز تحت التهديد".
وأضاف ملكاوي: إن غالبية الناخبين لم يملكوا حرية الاختيار، فكان هنالك إلزام بالانتخاب وتصوير الأوراق وإرسالها إلى المسؤولين.
وتابع: "كما كان هنالك أموال طائلة بعمليات التسديد عن المهندسين، ولدي قوائم مصوّرة لمن تم التسديد عنهم بعشرات آلاف الدنانير، وهي موثّقة، وهنا لا بدّ أن نسأل عن الجهة التي تموّل عملية التسديد، ولصالح من يتم التسديد عن المهندسين في كافة القطاعات؟".
وقال ملكاوي: "لقد كانت العملية الانتخابية مختلفة بالكامل عما تعودنا عليه، ومن ذلك استحداث قاعة للانتخاب وهي غير مخصصة لذلك، ولا نعرف من الذي أوعز بهذا القرار، ومن الذي أحضر صناديق الاقتراع، فقد كان هناك تجاوزات عديدة، حيث لم تكن القاعة تخضع لأي معايير، ففي حين أن التصوير ممنوع وحرام في بعض القاعات، كان مسموحا بذلك في تلك القاعة، كما كان هناك مراقبون نجهل هويتهم يراقبون سلوك المهندسين الانتخابي".
ولفت ملكاوي إلى تجييش مؤسسات رسمية وغير رسمية وتعبئة لصالح قائمة دون أخرى، وقد كان هذا مشاهدا وملموسا.
وأكد ملكاوي امتلاك القائمة دلائل ووثائق تكفي لاثبات أن العملية الانتخابية كانت عملية تزوير ممنهجة لارادة الناخبين، كما أنها تسيء لنقابة المهندسين والوطن والمهندسين.
وأشار إلى أنهم سيتقدمون في فرع اربد بطعونات وشواهد تبين حجم التدخلات السافرة وحجم الاختراقات للعملية الانتخابية.
وكشف المرشح عن قائمة انجاز في فرع الزرقاء، المهندس محمد الطريفي، عن بعض الممارسات التي شهدها فرع الزرقاء، قائلا إن الضغوطات بدأت منذ الإعلان عن السماح باجراء الانتخابات، وكانت الضغوط هائلة على مرشحي القائمة البيضاء والمستقلين للانسحاب.
وأضاف: "بعد بدء الترشح، وقبل أسبوع من الانتخابات زادت الضغوط على المرشحين للانسحاب، واضطر أحد المرشحين للانسحاب فعلا"، مشيرا إلى أنهم ولدى تشكيل القوائم يراعون جميع الظروف المهنية والعشائرية وغيرها.
وقال الطريفي: "في يوم الانتخاب، لم نجد أنفسنا في انتخابات نقابية، بل انتخابات بلدية أو نيابية، رغم أننا دائما ننأنى بأنفسنا عن مواجهات عشائرية".
وتابع: "في يوم الانتخاب لم يكن الأمر طبيعيا، فبكلمتين فقط، اصطفّ (250) مهندسا على الدور بشكل أربك الجميع، ولم يتمكن أحد من التصويت بسبب الدور الطويل، وغادر البعض مكان التصويت".
ولفت إلى أن بعض أعضاء اللجان قاموا بتوجيه المهندسين.
وحول عمليات التسديد الجماعي، قال الطريفي: "نحو (300) مهندس جرى التسديد عنهم، وبعضهم عليه اشتراكات (6) سنوات، وقد شارك منهم أكثر من 280 مهندسا".
وتاليا نصّ البيان الذي تلاه المهندس الحوامدة:
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالتنا الى زملائنا المهندسين والمهندسات وللرأي العام الأردني
بخصوص انسحابنا من المراحل التالية لانتخابات نقابة المهندسين الاردنيين 2022
أيها الزملاء المهندسون والمهندسات الكرام،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
يطيب لنا في تحالف القائمة البيضاء والمستقلين ان نحييكم أينما كنتم، نشد على اياديكم وأنتم تبنون هذا الوطن بتفان وإخلاص في كل المواقع وفي كل الاوقات، في ربوع الوطن الغالي، الأردن الكبير.
هذا بيانٌ لكم، ولكل الأردنيين، الذين يتابعون شأن نقابتكم، نقابة المهندسين الأردنيين، نوضح فيه موقفنا مما جرى في انتخابات مجالس فروع النقابة في المحافظات، في مستهل انتخابات الدورة النقابية التاسعة والعشرين 2022، وما تبعه في قرارنا الانسحاب من المراحل التالية من العملية الانتخابية، احتجاجاً على التدخلات الخارجية الفجة بقيادة وتوجيه الاجهزة الحكومية الرسمية في انتخابات نقابتنا لأول مرة على هذا النحو المقيت، واحتجاجاً على سوء إدارة وتنظيم الانتخابات هذه المرة التي تقع مسؤوليتها على نقيب ومجلس نقابة المهندسين وعلى الأمانة العامة للنقابة.
وفي الوقت الذي نتقدم فيه بعظيم الشكر والتقدير للزملاء الذين وضعوا ثقتهم بنا، وانتخبوا قوائم تحالف القائمة البيضاء والمستقلين لنؤكد لكم من جديد ان موقفنا في الانسحاب من المشاركة من باقي مراحل الانتخابات لهذه الدورة نابعٌ من تقديرنا لمصلحة المهندس الأردني وكرامته وحريته واستقلال قراره وقرار نقابته.
ان المقدمات والتحضيرات، ثم ما آلت اليه الأمور في يوم الجمعة 16/2/2022 في انتخابات الفروع غير مسبوق في تاريخ نقابتكم، فقد كانت مشاهد الجمعة مؤلمة وموجعة لمن تابعها، وغير معهودة في انتخابات النقابة عبر الستين عاماً ويزيد من عمر نقابتكم، فقد كانت على مر السنين تجري الانتخابات في النقابة بمستوى عال من الإدارة والتنظيم، ودون أي تدخل مباشر من طرف ثالث، وكان ذلك كفيلاً لكل زميل او قائمة انتخابية ان تعيد الكرة مرات ومرات لتشارك في الانتخابات من جديد دون خوف من التلاعب في مجريات العملية الانتخابية، خلافاً لما جرى في انتخابات الفروع الأخيرة من تدخل سافر لم تعد معها العملية الانتخابية في نقابتنا سليمة او مأمونة.
اننا من منطلق الحرص على نقابتكم، وعلى مؤسسيتها، وعلى استقلالها المهدد اليوم، قررنا الانسحاب من المراحل التالية للانتخابات، موضحين موقفنا لكم كما يلي:
1.منذ ان سمح بإجراء الانتخابات من قبل الجهات الرسمية بعد تأخرها عن موعدها الطبيعي لأسباب تتعلق بانتشار جائحة كورونا نادينا بضرورة انفاذ الاستحقاق النقابي بانتخاب الهيئات النقابية لدورة جديدة، والتي تشمل مجالس الفروع ومجالس الشعب الهندسية ومجلس هيئة المكاتب والشركات الهندسية ومجلس النقابة، وحيث اعلن عن مواعيد اجراء الانتخابات، قمنا في تحالف القائمة البيضاء والمستقلين واستعداداً لهذه المرحلة الهامة، ورغبة منا في خدمة زملائنا ونقابتنا الغراء قمنا بالتحضير كالمعتاد للمشاركة في الانتخابات والترشح من خلال تشكيل القوائم من زملاء اكفاء وأصحاب خبرة وباع طويل في العمل النقابي، آخذين بعين الاعتبار التنوع المحمود والمرغوب من ناحية شمول القوائم على زملاء شباب وزميلات مهندسات، وتمثيلٍ لأغلب القطاعات المهنية والعلمية، وقد اعلنا عن قوائمنا لانتخابات الشعب الهندسية يوم الاثنين 14/2/2022 في احتفال كبير، وكذا حصل في ترشيح قوائم الزملاء في الفروع وكل فرع حسب ظروفه.
2.منذ عدة شهور لاحظنا اهتمام الدوائر الأمنية بانتخابات النقابة، وطلب المعلومات عن المرشحين وتشكيل القوائم، وذلك من خلال حجم الاستدعاءات الأمنية الكبيرة والمتكررة لعدد من الناشطين والنقابيين في عمان وفي عدد من المحافظات، واحتوت هذه اللقاءات المرفوضة من المستدعيين حالات من الترغيب والترهيب والضغوط بعدم الترشح ضمن قوائم تحالف البيضاء والمستقلين و/او الضغط للترشح على القائمة المنافسة.
3.قامت أجهزة الحكومة من خلال الوزارات والدوائر الرسمية، وكذلك المؤسسات العامة والشركات الكبرى بتبني حملات تسديد الاشتراكات عن المهندسين لأول مرة بشكل واسع ومتزامن، من المؤكد اننا سعداء بذلك لو لم يكن ذلك ضمن حملة انتخابية تقودها الأجهزة الرسمية بانحياز تام لطرف على حساب طرف اخر!! من خلال توجيه المهندسين لانتخاب قائمة محددة، لا بل اشتراط ذلك في كثير من الأحيان، وقد تحدث العديد من الزملاء كتابياً واذاعياً وشفوياً عن مثل هذه الممارسات بشكل كبير، وتجدر الإشارة هنا الى انه تم التسديد في هذا العام 2022 عن قرابة 475 مهندساً عليهم مبالغ متراكمة لسنوات سابقة تزيد عن الف دينار، تم تسديد عنهم ما يقرب من 550 الف دينار، وتم التسديد عن قرابة 800 مهندساً عليهم اكثر من 500 دينار واقل من الف دينار مبلغ وقدرة 660 الف دينار، وتم التسديد عن قرابة 3500 مهندساً عليهم اكثر من 200 دينار واقل من 500 دينار مبلغ وقدرة مليون و 300 الف دينار، وبإجمالي يزيد قليلا عن 2.5 مليون دينار دفعت عن 4780 مهندساً تقريباً تراكمت عليهم مبالغ اكثر من 200 دينار!!
4.منذ وقت مبكر سعت الجهات الرسمية بفتح المجال لاجتماعات وإقامة تجمعات عشائرية وعائلية في سابقة غير معهودة على العمل النقابي لدعم مرشحين دون غيرهم، ونقل عدوى الاصطفافات المقيتة على مجتمعنا، والتي فتكت به عند كل موسم انتخابات بلدية او نيابية الى ساحة العمل النقابي، البعيد كل البعد عن هذه الاعتبارات التي لا تمت للمهنية والنقابية والكفاءة بصلة، شجعت ذلك الجهات الرسمية في الوقت الذي منعت فيه وفي اكثر من مكان، وفي اكثر من محافظة او موقع من مواقع العمل الزملاء في تحالف القائمة البيضاء والمستقلين من الالتقاء بزملائهم المهندسين سواء بزيارتهم او بعقد اللقاءات معهم في القاعات العامة، حصل ذلك في عمان، وفي البلقاء وفي اربد، وفي أماكن أخرى عدة.
5.تعرض العديد من زملائنا المرشحين الى مزيد من الضغوط لثنيهم عن الترشح على قوائمنا، من خلال تهديدهم بأرزاقهم ووظائفهم واعمالهم، ولم يستطع العديد منهم مواجهة هذه الضغوط واضطر للانسحاب من الترشح، حصل ذلك لعدد من أساتذة الجامعات المرشحين على قوائمنا من خلال ضغوط رؤساء جامعاتهم والطلب منهم عدم الترشح مع قوائم تحالف البيضاء والمستقلين، سواء الجامعات الحكومية او الخاصة، وحصل ذلك مع بعض الزملاء العاملين في القطاع الخاص، وقد تعرض بعضهم للفصل عندما رفض هذه التدخلات وهذه الضغوط، وتعرض اخرون للضغوط من بعض الحكام الإداريين (المحافظين) للانسحاب من قوائمنا الانتخابية.
6.طالبنا في قائمة تحالف البيضاء والمستقلين من خلال التواصل مع الزملاء نقيب وأعضاء مجلس النقابة، ومن خلال زملائنا الذين حضروا اجتماعات الهيئات العامة للفروع قبل يوم من اجراء انتخابات الفروع ولحماية الزملاء المهندسين من الابتزاز وسلب ارادتهم بإجبارهم على التصويت باتجاه محدد مقابل حملة التسديد عنهم، طالبنا بمنع التصوير و/ او عدم السماح بإدخال التلفونات الى داخل معازل الاقتراع، علما ان هذا متبع في الاردن وفي العالم عندما يُخشى على مصادرة إرادة الناخب في طريقة انتخابه، ولكن لم تكن هناك استجابة من المجلس لذلك، لا بل عارض الزملاء المرشحون ومؤازروهم في القائمة المنافسة بشدة مثل هذا الطلب.
7.ما ورد أعلاه حصل فيما سبق يوم الجمعة، يوم انتخابات الفروع، ويملك تحالف القائمة البيضاء والمستقلين شواهد كثيرة وعديدة لكل حالة من الحالات السابقة، وتتحفظ عن الإعلان عن أسماء الزملاء الذين تعرضوا في كل ما ورد أعلاه حفاظاً على خصوصياتهم وعلى وظائفهم واعمالهم، ومستعدون لتقديمها للجهات الحقوقية للتحقق من ذلك.
8.اما في يوم الجمعة 16/2/2022 يوم انتخابات الفروع فقد وقع أسوأ من ذلك بكثير، فقد ترافق التدخل الخارجي الصارخ في العملية الانتخابية مع سوء التنظيم والإدارة للانتخابات، ولذلك شواهد عديدة، سجلتها الكاميرا، وشهدها المراقبون والزملاء عياناً، ومن ذلك:
8.1قامت بعض الجهات العشائرية والجمعيات الخيرية وبعض موظفي وآليات البلديات وبعض النواب في بعض المحافظات بالتدخل في مجريات العملية الى جانب قائمة محددة منافسة لقوائمنا في تصرف مستغرب على أجواء الانتخابات في نقابة المهندسين عبر عشرات السنين.
8.2حشدت عدد من الدوائر الحكومية وبعض شركات القطاع الخاص مهندسيها بشكل مهين لهم، وذلك بإحضارهم في حافلات نقل كبيرة، ثم الطلب منهم الاصطفاف في طوابير خاصة وبإشراف مدرائهم في العمل للتصويت تحت اعينهم لمصلحة قائمة محددة منافسة لقائمتنا.
8.3سادت الفوضى اغلب قاعات الاقتراع في المحافظات، خلافاً لما اعتاد عليه المهندسون في تنظيم انتخاباتهم السابقة وفق احدث أنظمة وتكنولوجيا الانتخاب، فقد تدخل في اجراء العملية الانتخابية اشخاص ليسوا أعضاء في لجان الإدارة والاشراف على الانتخابات، ودخل المرشحون والمؤازرون الى غرف العزل المخصصة للانتخاب ووصلوا الى حيث توضع أوراق وصناديق الانتخاب، وتدخل أعضاء اللجان الانتخابية والمؤازرون في توجيه الناخبين لانتخاب القوائم المنافسة لقوائمنا وفقدت سرية الانتخاب شروطها، كذلك ومع تواجد المئات في قاعة الانتخاب اختلط الحابل بالنابل، وفقدت العملية الانتخابية بالكلية شروطها، من ناحية التنظيم وضمان السرية وضمان صحة أوراق الانتخاب، والابطاء المقصود لعملية الانتخاب ، وعدم التأكد من ان أوراق الانتخاب لم تصل للعامة والى المرشحين والى المؤازرين بسبب هذه الفوضى العارمة في قاعات الاقتراع، وقد شوهدت أوراق الانتخاب بين يدي اشخاص خارج قاعات الاقتراع، ولا يعرف ما اذا كانوا مهندسين ام لا ، مما ينتج عن هذا الحال تكرار التصويت دون حسيب او رقيب، ونحمل مجلس النقابة والأمانة العامة للنقابة المسؤولية الكاملة لعجزهما عن تنظيم الانتخابات حسب الأصول وكما جرت العادة في الدورات السابقة.
8.4لقد كان لافتاً في هذه الانتخابات اجبار الزملاء المهندسين على التصويت لقائمة محددة وتصوير اوراقهم الانتخابية مع هوياتهم الشخصية وارسالهم الى رؤسائهم، وقد اعترف العديد من الزملاء بأنهم فعلوا ذلك تحت الضغط مقابل الحفاظ على وظائفهم واعمالهم، وحصل بعض ذلك كشروط مسبقة للتسديد عنهم، وقد تناقل الزملاء بالفيديوهات كثير من الأمثلة على ذلك، والمخفي أعظم.
مما تقدم نجد في تحالف القائمة البيضاء والمستقلين ان مجريات العملية الانتخابية التي جرت الجمعة الماضية لا تبشر بخير لنقابتنا، ونعتبر ان ما جرى مهزلة انتخابية معيبة، ولا يمكن القفز عنها، ولا يجوز السكوت عما حصل، وان كرامة المهندس الأردني وحريته في تحديد خياراته ليست قابلة للمساومة.
كما نجد ان هناك من يريد افشال نقابتنا كما أفشل مؤسسات الوطن، بدوافع قد تكون سياسية، وقد تكون ثأرية، بسبب مواقف النقابة الوطنية والقومية المشهودة والمعروفة، ونجد اهم ما يهدد نقابتنا هو استقلال ارادتها والحاقها بالمؤسسات التي تدار بالتلفون.
اننا نجد ان الانسحاب من المراحل التالية للانتخابات للدورة التاسعة والعشرين في النقابة هو تعبيرٌ عن رفضنا ان تهدر كرامة المهندس الأردني مرتين أخريين، في انتخابات الشعب الهندسية وفي انتخابات مجلس النقابة، كما اهدرت في انتخابات فروع النقابة في الجمعة الماضية، وتأكيدٌ منا اننا لن ندخل عملية انتخابية تزوّر إرادة المهندسين عنوة، ومحتومة النتائج، ولا تمت لاختيارات المهندسين بصلة.
كما نؤكد اننا لن نغادر العمل النقابي ولن نتخلى عن دورنا في خدمة زملائنا المهندسين من خلال الهيئات العامة المختلفة في الجسم النقابي او باي وسيلة كانت.
حفظ الله الأردن وشعبه.
وحفظ الله المهندس الأردني ونقابة المهندسين الأردنيين.
والسلام عليكم ورحمة الله بركاته.الثلاثاء 22/2/2022