قمة أوروبية طارئة ببروكسل.. مزيد من العقوبات أم خطط بديلة؟

تنعقد في بروكسل، الخميس، قمة طارئة لزعماء الاتحاد الأوروبي لمناقشة تطورات الأزمة الأوكرانية بعد اعتراف موسكو باستقلال إقليمين انفصاليين جنوب شرق أوكرانيا، وسط تخوفات من غزو روسي كامل لكييف.




 
وأعلنت كييف حالة الطوارئ، الأربعاء، وطلبت من مواطنيها في روسيا مغادرتها، في حين بدأت موسكو إخلاء سفارتها في كييف في أحدث مؤشرات تنذر بالخطر على الأوكرانيين الذين يخشون هجوما عسكريا روسيا شاملا.

فيما نقلت مجلة نيوزويك عن مسؤولين في المخابرات الأميركية أن إدارة جو بايدن أبلغت كييف بتقييمات استخبارية تفيد بأن روسيا تحضر لشن هجوم شامل خلال الـ48 ساعة المقبلة.

لا خيارات سياسية

الأكاديمي المختص بالشأن الدولي، طارق فهمي، قال إن هناك عدة سيناريوهات مفتوحة، وبات السيناريو العسكري يستبق أي خيارات سياسية؛ لأنه خلال ساعات قد يتحرك الجيش الروسي ويدخل أوكرانيا وبالتالي سيضع الغرب وأميركا وحلف الناتو في مأزق كون واشنطن أعادت انتشار بعض قواتها في دول أوروبية لكنها غير كافية حيث لا تتخطى 8500 جندي وضابط، وبالتالي لا تملك الرد العسكري وكذلك أوروبا والبديل لذلك العمل الاقتصادي والعقوبات.

وأضاف فهمي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن ألمانيا بدأت ذلك بتعليق نورد ستريم 2 وهو يوجع بالفعل روسيا كون برلين تعتمد بنحو 60% على الغاز الروسي وفرنسا لديها إمكانات وقدرات لكن إيمانويل ماكرون يخشى التورط قبيل انتخابات مرتقبة في ظل شعبية متدنية بالفعل ومن ثم الأوربيون لا يملكون بدائل كثيرة وحلف الناتو مشتت وهو في موقف دفاعي وليس عسكري أو هجومي.

 
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي سيكتفي سواء في اجتماع الخميس أو ما بعده بتسجيل مواقف لا يفهما الجانب الروسي جيدا، فبوتن يتحدث عن عودة الاتحاد السوفيتي والفضاء الاستراتيجي للدولة السوفيتية العظمى ويتحدث عن رؤى أخرى وبالتالي فإن أوكرانيا هي البداية.

وأشار إلى أن هذه القمة ربما تبلور رؤية ولكنها ستبقى دبلوماسية؛ لأن هناك انسدادا بالأفق السياسي ولن تعقد لقاءات هامة سواء بين الرئيس الروسي والأمريكي أو غيرهما، فالأمريكان أمسكوا العصا من المنتصف عبر عقوبات على مؤسسات مالية وأشخاص غير مؤثرة، كما أن منظومة العقوبات الأميركية ضعيفة وليست ناجحة، فلم تفلح مع كوريا الشمالية أو غيرها وبالتالي لن تنجح مع دولة بحجم روسيا.

وتابع: "وبالتالي حاليا الخيار العسكري يستبق أي خيار سياسي أو دبلوماسي، والقوى التي كان يمكن أن تلعب دورا في الأزمة كفرنسا وألمانيا وهما من يقودا قاطرة الاتحاد الأوروبي فشلا في التعامل مع المشهد، إذن لا توجد قوة أخرى، بريطانيا تريد عملا عسكريا لكنها غير قادرة على فرض هذا الخيار لأنها لا يمكن أن تدخل بقوات كونها لا تملك قواعد ارتكاز أو انتشار في الدول الأوربية، هي تريد أن تقول إنها بديل عن الأميركان في العمل العسكري ولكن ليس لديها قدرات خاصة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وحول أفق الأزمة الحالية، قال فهمي إن الأزمة ستستمر في التصاعد والعمل العسكري سيكون له الأولوية، أوكرانيا هي البداية لما هو قادم، إذن نحن متجهين لعسكرة السياسة الخارجية الروسية في مناطق نفوذها للسيطرة على منطقة البحر الأسود.

قمة طارئة

أخبار ذات صلة
شوهد رتلان عسكريان روسيان يتجهان نحو دونيتسك
مسؤول أميركي: القوات الروسية جاهزة للهجوم على أوكرانيا
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الأربعاء، أنّ قمة طارئة لقادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستُعقد مساء الخميس في بروكسل لبحث الأزمة الروسية-الأوكرانية بعد اعتراف موسكو باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا.

وقال ميشال في بيان إنّ "الخطوات العدائية التي تقوم بها روسيا الاتحادية تنتهك القانون الدولي وسلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها، كما أنّها تنتهك النظام الأمني الأوروبي".

وتابع "من المهمّ أن نبقى موحّدين ومصمّمين وأن نحدّد معًا مقاربتنا وخطواتنا الجماعية"، مضيفا "ستُعقد القمة حضوريًا الخميس اعتبارًا من الساعة 20,00 (19,00 جرينتش)".

هجوم وشيك

وقال مسؤول أميركي، الأربعاء، إن نحو 80 في المئة من القوات الروسية على حدود أوكرانيا في مواقع متقدمة وجاهزة للهجوم.

وأوضح المسؤول الأميركي أن القوات التي سيستخدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لشن هجوم على أوكرانيا "باتت جاهزة 100%"، مشيرا إلى أن "واشنطن تعتقد أن بوتن بات جاهزا بشكل كامل لشن هجوم شامل على أوكرانيا وهو الخيار الأرجح".

وكشف المسؤول الأميركي أن "روسيا تخطط لاستخدام جنودها بالاحتياط وحرسها الوطني ضمن أهداف طويلة المدى في أوكرانيا".
سكاي نيوز