وسم “مش متذكر” يبقى كلمة السر لصمود الأطفال أمام وحشية الاحتلال

أوضحت عائلة الأسير المقدسي أحمد مناصرة، مساء أمس، الحالة الصحية لابنها الأسير أحمد، وما آلت إليه حالته من وصوله إلى الإصابة باضطرابات نفسية نتيجة عزله وإعطائه أدوية غير مناسبة، مطالبة بالعمل على إنهاء عزله واحتضانه من قبل الأسرى للتخفيف من حالته.

 واجه الأسير أحمد مناصرة ضغوطات كبيرة من الاحتلال عند قتل أعز أصدقائه ابن عمه الشهيد حسن مناصرة، واعتُقل طفلاً يافعاً بعمر الثالثة عشر، والذي عُرف في حينه، وما زال بوسم "مش متذكر”.

أحمد بيعاني من ضغط نفسي ، محروم ومحاصر وعم يقتل ببطء . ظروف اعتقاله مأساوية تسببت في كسر في جمجمته ، أغلب وقته معزول ومكبل اليدين ،يعاني من آلام شديدة جعلته يفقد أعصابه #مش_متذكر#أحمد_مناصرة

— randa (@randayoussif2)February 24, 2022

 

وقالت عائلة الأسير أحمد مناصرة في بيان نشره موقع القدس، "نسجل تحفظنا الشديد لبعض المنشورات والأخبار التي نشرت مؤخرا في وسائل الإعلام وبعض صفحات التواصل الاجتماعي عن الأسير أحمد، دون موافقة العائلة احترام خصوصيتها، أو استشارتها أو الحصول على إذن منها، ودون توخي الدقة في مراعاة اختيار المصطلحات والمعلومات،ونحن إذ نفترض حسن النية في وسائل الإعلام وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي، فإننا نرجو اعتماد العائلة أو من يمثلها، في نقل أي خبر أو معلومة تتعلق بالأسير أحمد مناصرة، واحترام معاناته وعطائه لوطنه”.

ضغوط نفسية وجسدية تحيط بمناصرة

أعلنت العائلة أن ابنها أحمد الذي اعتقل في سن الطفولة قد تعرض لضرب مبرح بما في ذلك كسر لجمجمته، مما تسبب في ورم دموي داخل الجمجمة.

كما وتعرض إلى أقسى أنواع التعذيب الجسدي والترهيب النفسي واستخدام أسلوب التحقيق الطويل دون توقف والحرمان من النوم والراحة.

وتعرض إلى ضغوطات نفسية كبيرة لا يحتملها طفل في هذا العمر، ونتيجة للتعذيب الجسدي والتنكيل النفسي، عانى وما زال يعاني أحمد من صداع شديد وآلام مزمنة وحادة تلازمه حتى اللحظة.

 

 

ووفق بيان العائلة، "في إطار الانتقام من الطفولة الفلسطينية الصامدة، قام الاحتلال بعزل الأسير أحمد في معظم فترات الأسر، في ظروف صعبة جدا وغير محتملة، وجعله لوحده يعاني من آلام الرأس الحادة والضيق النفسي والحرمان من الاختلاط مع باقي الأسرى لأوقات طويلة، وحرم عائلته من زيارته بحجة العقاب، وفصله تماما عن باقي الأسرى وحرمه من العلاج المناسب الكفيل بتخفيف الألم، مما أدى الى ظهور اضطرابات نفسية والتي تفاقمت مع استمرار عزله واقتلاعه من بيئته وأهله ورفاقه في السجن”.

 

 

وتابعت العائلة، "بعد أن علمت العائلة بحالة ابنها حاولت من خلال محاميها ومؤسسات حقوق الإنسان إدخال طبيب وأخصائي في الطب النفسي لمعرفة تطورات حالته، وبعد وقت طويل وجهود قانونية وحقوقية ومهنية لأخصائيين نفسيين واجتماعيين حثيثة؛ تمت زيارته من قبل أخصائية في الطب النفسي، والتي قررت بعد زيارته أنه يعاني من اضطراب نفسي نتيجة ظروف الاستبداد والعنف منها الكسور في الجمجمة، ونتيجة لعزله في زنزانة ضيقة وعدم السماح له بالاختلاط مع باقي الأسرى”.

أزمة نفسية تكبل حياة مناصرة

وقالت العائلة، لقد أشارت إلى أن الأدوية التي يتناولها غير مناسبة وتزيد من تفاقم حالته النفسية وأنه بحاجة إلى تشخيص مهني سليم ومعالجته بأدوية مناسبة وإنهاء عزله في الزنازين.

كما أضافت أن العلاج الأمثل هو وجود حاضنة اجتماعية في غرف السجن أو في الفضاء الخارجي تساعده في تجاوز الأزمة النفسية التي ساعد بل وعمل الاحتلال على تفاقمها بالعزل والعلاج غير المناسب والإفراط في تناول الأدوية المخدرة والمنومة”.

 وأكدت عائلة أحمد مناصرة أنها حاولت والطاقم القانوني والطبي والنفسي والاجتماعي تنفيذ توصيات الأخصائية النفسية بعد زيارتها، الوحيدة واليتيمة، ولكن دون أية استجابة من سلطات الاحتلال، التي تواصل حرمانه من الأدوية الصحيحة وتضعه في ظروف عزلة تامة دون أدنى حقوق وحرمانه من زيارة الأهل أو مخاطبتهم عبر الهاتف، وجعلته رفيقا لجدران الزنزانة الضيقة يتألم ويتوجع لوحده ويتكلم مع نفسه ويعيش حالة من التخيلات والأحلام التي لا يقوى أمامها الإنسان.

واستنكرت عائلة مناصرة واستهجنت ادعاء الاحتلال بأن عزل الأسير أحمد في غرفة عزل منفردة جاء لحمايته وباقي الأسرى بسبب تدهور حالته النفسية.

 

فيما أكدت العائلة على ثقتها المطلقة بحاضنة مجتمع الأسرى لكل الحالات المرضية وخاصة في المتابعة مع الأسير، والحرص على إعطاء الأدوية بالوقت والجرعة المناسبة، وأن الخطر الذي يواجهه الأسير أحمد سببه ومصدره الاحتلال والاحتلال فقط، وأن عزله عن باقي الأسرى هو عقوبة قاسية، وكأن السجن وحده لا يكفي لعقابه.

وأكدت العائلة أن حالة ابنها تأتي ضمن منظومة شاملة طورها الاحتلال لمعاقبة الأسرى جسدا ونفسا وعائلة في آن واحد، فيما حملت العائلة الاحتلال وأذرعه المختلفة مسؤولية ما آلت إليه الحالة الجسدية والنفسية والوجدانية للأسير أحمد.

مناصرة.. رمز للطفولة الفلسطينية الصامدة

أشارت العائلة إلى أن الظروف التي يعيشها ابنها أحمد هي ذاتها التي يعاني منها الأسرى المرضى في داخل معتقلات الاحتلال.

وأن هذه الحقيقة وهذا الواقع الأليم يحتم على عائلات الأسرى والشهداء والشعب الفلسطيني والمؤسسات القانونية الأهلية والرسمية المحلية والمؤسسات الدولية أن تضع استراتيجية واحدة موحدة في مواجهة احتلال النفس والجسد والبيت والأرض الفلسطينية والتصدي لانتهاكات الاحتلال بحق الأسرى عمومًا والمرضى على وجه الخصوص.

وأكدت العائلة أن وسم "مش متذكر” سيبقى "كلمة السر لصمود أطفالنا أمام وحشية الاحتلال وهمجيته وأمام كل محاولاته لاحتلالنا نفسيا وهدمنا من دواخلنا.

كما وسيبقى أحمد رمزا للطفولة الفلسطينية الصامدة وسيتجاوز، بدعمكم ومؤازرتكم والتفافكم، هذه الأزمة بل سيردها إلى نحر الاحتلال”، وفق بيان العائلة.

"مش متذكر ، مش متذكر إشي"

 تعنيف وتهديد

مناصرة كان طالباً في الصف السادس عندما اعتقل بتاريخ 12 أكتوبر 2015 خلال عودته من المدرسة برفقه ابن عمه، حين أطلق جنود الاحتلال النار عليهم، الأمر الذي أدى لاستشهاد ابن عمه، وإصابته هو بجروح واعتقاله ونقله إلى المستشفى.

واتهم الاحتلال الطفلين لاحقاً بتنفيذ عملية طعن لمستوطنين قرب مستوطنة بيسغات زئيف في مدينة القدس.

نتيجة لذلك، تعرض مناصرة إلى تحقيقات قاسية واعتداءات وحشية، فلم يكتفِ الاحتلال باعتقاله وإطلاق الرصاص عليه من مسافة الصفر، بل مارس بحقه أبشع طرق التحقيق.

وقد تعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي تسريب فيديو لإحدى جلسات التحقيق الأمني مع مناصرة، وكانت كلها تعنيفاً وتهديداً لطفل لم يتجاوز وقتها 12 عاماً.

حيث ظهر أحمد في الشريط باكياً وهو يواجه محققاً فظاً بقوله «مش متذكر»، في وقت ظل المحقق يصرخ بصوت عالٍ في وجه مناصرة بغية ترهيبه ونيل اعترافات مجانية منه تعزز رواية الاحتلال.

  • وكالات