وسط معارك ضارية.. انفجارات في كييف والجيش الأوكراني يطلق عملية دفاعية في خيرسون
قالت وكالة إنترفاكس أوكرانيا للأنباء إن دوي انفجارين سُمع في العاصمة الأوكرانية كييف في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة. ومع دخول العملية العسكرية الروسية يومها الثاني، أعلنت أوكرانيا التعبئة العامة، كما أطلقت عملية دفاعية في المناطق الجنوبية وشرق خيرسون.
وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن نائب وزير الداخلية الأوكراني، استئناف الضربات الروسية ضد كييف بصواريخ كروز أو صواريخ باليستية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه تلقى معلومات عن دخول "مجموعات تخريبية تابعة للعدو” إلى كييف، مؤكدا أنه الهدف الأول على لائحة الأهداف الروسية وعائلته الهدف الثاني.
وأضاف زيلينسكي أنه لن يغادر كييف، وأن عائلته ستبقى في أوكرانيا.
وسُمعت أصوات انفجارات مماثلة أمس الخميس، عندما تعرضت قاعدة عسكرية في بلدة بروفاري بالقرب من كييف -وفقا لمسؤولين أوكرانيين- لقصف بصواريخ كروز روسية، مما خلف 6 قتلى.
وفي وقت سابق، وقع الرئيس الأوكراني على مرسوم يقضي بإعلان التعبئة العامة في عموم البلاد لمدة 90 يوما.
وأشارت الرئاسة إلى أن القرار اتخذ بمقترح من مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، لتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد في مواجهة العملية العسكرية الروسية.
بدورها، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إنها بدأت عملية دفاعية منظمة بعد منتصف الليل في المناطق الجنوبية وفي منطقة شرق خيرسون.
وأضافت أن سلاح الجو الأوكراني نفذ غارات جوية على المحتلين الروس في مناطق نوفا زبوريفكا وكوبيانسك ونوفاكاخوفكا.
وأكدت أن قوات الجيش استعادة السيطرة على جسر خيرسون واستقرت على الضفة اليسرى من نهر دنيبر، مؤكدة أنها تواصل الدفاع عن قواعد وموانئ أوديسا ويوجني وأوشاكوف والبحر الأسود.
وقال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني -عبر فيسبوك، فجر الجمعة- إنه طوال هذه الساعات الصعبة لم يتمكن العدو من تحقيق خططه.
وأفاد بأنهم يقدّرون خسائر روسيا في اليوم الأول من التدخل العسكري بأكثر من 30 دبابة، ونحو 130 عربة مدرعة، و7 طائرات و6 مروحيات.
معارك ضارية
ومع نهاية اليوم الأول للمعارك في جميع مناطق أوكرانيا، بعد بدء روسيا عملية عسكرية شاملة ضد جارتها فجر الخميس، سيطرت القوات الروسية على جزيرة إستراتيجية ومدينة تشرنوبل النووية، بينما استعاد الجيش الأوكراني السيطرة على مطار هوستوميل قرب العاصمة كييف.
وأعلنت وزارة الصحة الأوكرانية -مساء الخميس- مقتل 137 شخصا وجرح 316 آخرين بسبب الغزو الروسي.
وأعلنت أوكرانيا استعادة السيطرة على مطار هوستوميل في منطقة كييف، بعد ساعات من سيطرة القوات الخاصة الروسية عليه.
وقال نائب رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أوليكسي أريستوفيتش إن قوات بلاده استعادت السيطرة على المطار، بعد تحييد القوات الروسية المتواجدة فيه.
وأضاف أريستوفيتش أن 200 جندي من القوات الخاصة الروسية قتلوا في معارك المطار.
وفي المحور الجنوبي من المعارك، قالت قوات حرس الحدود الأوكراني إنها فقدت السيطرة على جزيرة زمييني بالقرب من أوديسا جنوبي البلاد.
وفي الشمال، أفاد مراسل الجزيرة باندلاع معارك عنيفة في منطقة سومي الأوكرانية، التي تبعد عن حدود مقاطعة كورسك الروسية نحو 60 كيلومترا.
وحصلت الجزيرة على صور تظهر ضراوة القتال، وكان مراسل الجزيرة قد أفاد في وقت سابق بأن الجيش الأوكراني وجّه نداء للمواطنين في مدينة سومي الإستراتيجية بالتصدي للهجوم الروسي.
وفي خاركيف التي تشهد معارك ضارية بين المدافعين الأوكرانيين وقوات الانفصاليين والقوات الروسية، حثّ عمدة المدينة السكان على قضاء الليل في مترو الأنفاق والملاجئ.
وأظهرت صور تكدس أعداد كبيرة من الأوكرانيين في مترو مدينة خاركيف شرق البلاد، وذلك هربا من المعارك بين الجيش الأوكراني وقوات الانفصاليين. وتظهر الصور تكدس عائلات بأكملها على رصيف أحد أنفاق المترو.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أصعب المعارك التي يواجهها الجيش الأوكراني هي في الجبهة الجنوبية، وإنه أصدر أوامر بتدمير قوات المظلية الروسية التي سيطرت على مطار أنتونوف الدولي للشحن.
أهداف الغزو
وقال الجيش الأوكراني إن روسيا تسعى لحصار العاصمة الأوكرانية كييف، وفتح ممر بري إلى شبه جزيرة القرم، وغزو مولدوفا.
وأضاف الجيش في بيان إن "60 كتيبة تكتيكية للجيش الروسي دخلت أراضينا".
أما وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، فأكد أن الكرملين يستعد لموجة جديدة من الهجمات والضربات الجوية على مناطق أوكرانية.
وأضاف الوزير الأوكراني أن قواته تستخدم عينات من الأسلحة الحديثة التي تلقتها بلاده من شركائها الغربيين.
من جانبه أكد وزير الخارجية الأوكراني أن نظيره الأميركي أبلغه عن خطط لتسليم كييف أسلحة دفاعية جديدة.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الهجوم الروسي على أوكرانيا يتواصل من المحاور الرئيسية الثلاثة في الشمال والجنوب والشرق.
وأضاف البنتاغون في بيان أن روسيا لم تستخدم بشكل كامل قدراتها السيبرانية العسكرية، ومن غير الواضح لماذا امتنعت عن ذلك.
ووفقا للبيان فإنه لا يوجد أي دليل على سيطرة القوات الروسية على أوديسا جنوب أوكرانيا، مشددا على أن القوات الروسية لم تسيطر بعد على تجمعات سكانية كبرى تسعى إلى إحكام القبضة عليها في أوكرانيا.
وأكد البنتاغون أن روسيا أطلقت أكثر من 160 صاروخا باليستيا ومن طراز كروز، على مواقع في أوكرانيا.
ونقلت رويترز عن مسؤول رفيع في البنتاغون قوله إن الغزو الروسي لأوكرانيا هو أوسع حرب تقليدية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وأضاف المسؤول الأميركي أن غزو روسيا لأوكرانيا يهدف إلى الإطاحة بحكومة كييف، وتنصيب حكومة موالية لها.
تقدم روسي
من جانبها، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أن محطة تشرنوبل النووية أصبحت تحت سيطرة القوات الروسية.
بينما نقلت بلومبيرغ عن مصدر غربي مساء الخميس، قوله إن القوات الروسية تتقدم باتجاه كييف عبر مسار نهر دنيبر، موضحا أن العاصمة قد تسقط بيد الروس خلال ساعات بعد تدمير الدفاعات الجوية الأوكرانية.
بدوره، أكد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين أن موسكو تهدف إلى فرض "وضع محايد" بأوكرانيا ونزع سلاحها، والقضاء على "النازيين" الذين قال إنهم موجودون في هذه البلاد.
أما وزارة الدفاع الروسية، فقالت إن جميع المهام الموكلة لوحدات القوات الروسية في اليوم الأول نفذت بنجاح، وفي مقدمتها تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية.
وأضافت الوزارة في بيان أنها نجحت في تعطيل 83 هدفا أرضيا من البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا، وتم إسقاط طائرتين أوكرانيتين من طراز سوخوي-27، وطائرتين من طراز سوخوي-24، وطائرة مروحية، و4 طائرات مسيرة من طراز "بيرقدار" (TB-2).
وأكد البيان أن قوات "جمهوريتي" لوغانسك ودونيتسك (الانفصاليتين اللتين اعترفت بهما روسيا مؤخرا) اخترقت دفاعات القوات الأوكرانية في دونباس وتقدمت 6-8 كلم، بفضل الدعم الناري من المدفعية والطيران الروسي.
وأظهرت صور أقمار صناعية عالية الجودة التقطت صباح الخميس ونشرتها شركة "مكسار" المتخصصة، العديد من المعلومات المرتبطة بالغزو الروسي لأوكرانيا.
وقد أظهرت بعض الصور الأضرار التي لحقت بمناطق تخزين الوقود والبنية التحتية لمطار تشوهيف شرق أوكرانيا، كما أظهرت صور أخرى تجمع معدات ثقيلة غرب بيلاروسيا.
وأظهرت صور أخرى انتشار مروحيات هجومية شمال الحدود الأوكرانية، وإنشاء مستشفى ميداني جديد شرق الحدود الأوكرانية، كما أظهرت صور أخرى انتشار المدفعية وقاذفات الصواريخ على بعد 10 أميال شمال الحدود الأوكرانية.
جنود أميركيون
من جهته، قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن الولايات المتحدة سترسل 7 آلاف جندي إلى ألمانيا، للمساعدة في طمأنة حلفاء حلف شمال الأطلسي. وهؤلاء هم جزء من وحدة أكبر كانت قد وضعت بالفعل في حالة تأهب في وقت سابق من العام.
وذكر المسؤول -الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- أن القوات ستغادر إلى ألمانيا في الأيام المقبلة.
وقال البنتاغون إن القوات الإضافية التي ستنتقل إلى ألمانيا قد تنتشر في أماكن أخرى بأوروبا.
وأوضح البنتاغون أن روسيا أطلقت أكثر من 160 صاروخا باليستيا ومن طراز كروز على مواقع في أوكرانيا.
وبحسب وسائل إعلام أوكرانية، فقد حث عمدة مدينة خاركيف السكان على قضاء الليل في مترو الأنفاق والملاجئ.
وتحدثت الأمم المتحدة عن وجود 100 ألف نازح داخل أوكرانيا، وأكدت أن الآلاف غادروها إلى الخارج.
المصدر : الجزيرة