لا مفر من الحرب.. الأوكرانيات في الصفوف الأولى للقتال
"نحتاج النساء بالجيش؛ إذا كنا في وضع سلمي، كنت سأقول لا نحتاج النساء في الخدمة بالجيش لأن هناك عددًا كافيًا من الرجال، لكن نحن نواجه الحرب الآن، لذلك يجب على الأوكرانيين رجالا ونساء الدفاع عن بلدنا" كانت تلك كلمات الرقيب أندريه فيتاليوفيتش، في اللواء الـ24 بالجيش الأوكراني المنتشر في زولوتي.
منح الجيش الأوكراني النساء الحق في القتال واعتلاء المناصب القيادية بالجيش عام 2016. وقبل ذلك، كان بإمكانهن العمل طبيبات وممرضات وسكرتيرات وخياطات وطباخات، إذ كان يتم إدراجهن في تلك المهام لأن قواعد الحقبة السوفياتية منعت المرأة من أداء أدوار يمكن أن تعرض صحتها الإنجابية للخطر.
مقاتلات في الصفوف الأولى
جاء التغيير في السياسة بعد ضغوط بذلتها المحاربات القديمات، مثل أولينا بيلوزرسكا، القناصة التي عملت متطوعة في العديد من النقاط الساخنة في الحرب بشرق أوكرانيا بين عامي 2014 و2016.
كان للنساء دور محوري في مواجهة القوات الروسية منذ عام 2014، عندما قررت موسكو ضم شبه جزيرة القرم وألقت بدعمها للانفصاليين في منطقة دونباس.
وتشكل النساء الآن ما يقرب من 10% من القوات المسلحة الأوكرانية، ويعملن جنبًا إلى جنب الرجال في المناصب القتالية.
وللنساء الأوكرانيات نفس حقوق نظرائهن من الرجال بموجب قانون 2018.
ومنذ عام 2019، أصبحت المرأة الأوكرانية قادرة على الدراسة في الكليات العسكرية وتقلد أعلى الرتب في القوات المسلحة.
تصف السيدة بيبيش، التي تم تجنيدها عام 2017، رفاقها الذكور في حرس الحدود بأنهم متقبلون تمامًا لدورها، ويعاملها الرجال بشكل طبيعي، كما يعاملون زملاءهم.
تقول بيبيش إنها ترى أن دافعها للخدمة لا يختلف عن دافع الجنود الذكور "نريد أن تبقي أوكرانيا حرة".
في الفيلم الوثائقي "الكتيبة غير المرئية" الذي أثار نقاشًا أوسع حول دور المرأة في الجيش واحتياجات المحاربات القديمات، تقول القناصة بيلوزرسكا "في العامين الأولين من الحرب، فوجئ المقاتلون في الخطوط الأمامية جدًا عندما رأوا مقاتلة".
تعلمت بيلوزرسكا مهاراتها في الرماية في غابات كييف على يد زوجها، وهو من قدامى المحاربين في الجيش الذي توقع الصراع مع روسيا قبل عقد من الزمان.
في المرة الأولى التي ظهرت فيها على الجبهة، تساءل زملاؤها الذكور عما إذا كانت طبيبة. واليوم تسبقها سمعتها وتجعلها هدفًا منتظمًا للروس عبر الإنترنت.
تعرضت وزارة الدفاع الأوكرانية للانتقادات بعد قرار التجنيد الإجباري للنساء (الأوروبية)
أما يوليا ميكيتينكو، ضابطة احتياط انضمت عام 2016 للدفاع عن بلادها في الحرب الروسية في شرق أوكرانيا، فكانت تبلغ من العمر 21 عامًا في ذلك الوقت، وتتذكر كيف كان هناك عدد قليل جدًا من النساء في البداية، ولكن بمرور الوقت بدأت الأرقام في الازدياد.
أمضت ميكيتينكو عامها الأول في مقر القيادة العسكرية على خط المواجهة الثاني. والتحقت لاحقًا بدورة ضابط لمدة 3 أشهر، وبعد ذلك حصلت على الرتبة العسكرية "قائد فصيلة مشاة آلية"، وبعد ذلك فقط سُمح لها بالوقوف في الخطوط الأمامية.
التسجيل في الجيش للجميع
في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حددت وزارة الدفاع الأوكرانية شروط التسجيل بالجيش وقائمة بالمهن التي يمكن أن تشارك في الخدمة العسكرية.
وقد تم انتقاد الأمر لأنه يتطلب من الحوامل والنساء التي ترعى أطفالا صغارا التسجيل في الجيش أيضا. بالإضافة إلى ذلك، حددت الوزارة الحد الأقصى لسن المرأة عند 60 عامًا، في حين ستجري المفوضية العسكرية فحوصات صحية لتحديد إمكانية تسجيل الحالات بصورة فردية.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن أي تهرب من التسجيل العسكري، كما هو الحال بالنسبة للرجال، سيخضع لعقوبات وغرامات.
المصدر : مواقع إلكترونية