الرجال يعانون أيضاً من اضطرابات الأكل وعقدة الاهتمام بالشكل!

تعودنا أن تكون مشاكل اضطرابات الأكل أكثر شيوعاً بين النساء، ما يجعل تسليط الضوء عليهن أكثر من الرجال، إلا أن الأبحاث الأخيرة أشارت إلى ارتفاع معدلات الإصابة بمشاكل اضطرابات الأكل بين الرجال.

فوفقاً للجمعية الوطنية لاضطراب الأكل، هناك ما يقدر نحو 10 ملايين رجل وصبي يعانون من اضطراب الأكل، وهذا فقط بين الحالات المبلغ عنها.

ويزداد الأمر سوءاً بسبب النظر على أن تلك المشكلة تتعلق فقط بصحة المرأة، في حين يكافح الرجال في الحصول على المساعدات، بحسب «ميديكال إكسبريس».

وتباعاً تقوم مراكز العلاج بتقديم خدماتها للنساء في المقام الأول، خاصةً أن الأطباء مدربون على التعرف على اضطرابات الأكل بين النساء، لكن في كثير من الأحيان لا يلتقطون العلامات التحذيرية المختلفة بين الرجال.

كذلك، نظراً لوجود عدد كبير من العملاء من الإناث، فإن مراكز العلاج غالباً ما يكون لديها نهج جمالي وبرنامجي لمناقشة اضطرابات الأكل التي لا يتردد صداها لدى الرجال.

والصعوبة في الأمر أيضاً تكمن في أنه قد يصعب الحصول على المساعدة الذاتية بين الرجال بعضهم البعض، حيث يتحدث عدد قليل جداً من الرجال عن تجربتهم بشكل علني مقارنة بالنساء.

الطريق إلى التعافي أكثر صعوبة لدى الرجال
ونتيجة لذلك، يكون الرجال في المتوسط ​​أكثر مرضاً عندما يتم تشخيصهم أخيراً باضطرابات الأكل، ويزداد احتمال احتياجهم للعلاج في المستشفى، ما يجعل طريقهم إلى التعافي أكثر صعوبة.

وأوضح الأطباء في هذا الأمر أنه غالباً لا يدركون أن الرجال يكافحون حتى فوات الأوان، خاصة أنه لا أحد يعرف العلامات والأعراض بشكل تفصيلي.

الضغوط المجتمعية واضطرابات الأكل
أوضح الأطباء أن كل من الرجال والنساء يعانون من الضغوط المجتمعية التي تتعلق بصورة الجسد، ولكن ربما النساء الآن تعيش أجواء أكثر حرية مع تغير الثقافة نحو جسد نحيف، والتوجه لاحترام جميع أشكال النساء واختلافاتهن، ويتم الترويج لذلك من خلال دور الأزياء والبرامج والأفلام والمسلسلات.

كذلك، يعيش الرجل أنواع من الضغوط تتعلق بالصورة المثالية لشكل الجسم، والتشجيع على الذهاب لصالات الرياضة، والشعور بالخجل من شكل الجسم النحيف، وهوس تناول المكملات والبروتينات.

ولهذا، يطالب الخبراء بضرورة إعادة النظر في الأبحاث والدراسات التي كانت تتحدث فقط عن اضطراب الأكل بين النساء، وعمل دراسات جديدة تشمل الرجال أيضاً، مع التحدث أكثر بشكل علني لتشجيع الرجال على الذهاب مبكراً للفحص، واكتشاف الأمر مبكراً، والحصول على المساعدة.