غزو أوكرانيا.. روسيا تكشف حصيلة هجومها وزيلينسكي يتحدى

يتواصل القتال في العاصمة الأوكرانية كييف، وسط جهود دولية غير مجدية حتى الآن، مع وصول الغزو الروسي إلى يومه الثالث، وقالت وزارة الداخلية الأوكرانية إن قتالا عنيفا يدور في شوارع كييف، مشيرة إلى ضرورة التزام السكان بالملاجئ.


في السياق، أعلن عمدة كييف عن إصابة 35 شخصا، بينهم طفلان خلال التصدي لهجوم القوات الروسية على أحياء كييف أمس، وقالت أوكرانيا إن القوات الروسية تقصف مباني سكنية في كييف، وترتكب جرائم حرب في العاصمة.


حصيلة من الطرفين

إلى ذلك أعلنت روسيا سيطرتها الكاملة على مدينة ميليتوبول جنوب أوكرانيا، وسط تشكيك أوروبي، وصمت أوكراني، وفي أول حصيلة لها منذ الغزو، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها أسقطت الجمعة 7 طائرات، و7 مروحيات، و9 طائرات مسيرة أوكرانية.


وأضافت أنها نجحت في تدمير 87 دبابة، و28 راجمة صواريخ، و118 آلية عسكرية للقوات الأوكرانية، فيما ذكرت موسكو أن قواتها نجحت في تدمير 24 منصة دفاع جوي أس 300 وأوسا، و48 رادارا، بالإضافة إلى تدمير 8 زوارق حربية.


بدورها، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إنها أسقطت 14 مقاتلة روسية و 8 طائرات عمودية منذ بداية الهجوم. وبحسب أوكرانيا، فإن حصيلة خسائر الجنود الروس تجاوزت حاجز الـ3500 مقاتل، بالإضافة إلى أكثر من 100 دبابة، و500 آلية عسكرية.



زيلينسكي يتحدّى

من جهته أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التحدي مجددا، ناشرا فيديو له وهو يتجول برفقة آخرين قرب القصر الرئاسي في كييف.

ومع وصول القوات الروسية إلى العاصمة الأوكرانية، فإن زيلينسكي لا يزال رافضا الخروج، وقال إن الأوكرانيين سيواصلون القتال، مضيفا أنه يخوض معركة دبلوماسية أيضا لردع روسيا، ونفى زيلينسكي أن يكون طلب من الجيش إلقاء السلاح، مضيفا أن "قواتنا المسلحة هي حقيقتنا وهذه أرضنا وفيها أولادنا وسنقوم بحمايتها".


وأعلن الرئيس الأوكراني السبت أن شركاءه الغربيين سيرسلون أسلحة جديدة ومعدات لأوكرانيا، متحدثا بعد مكالمة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأضاف في سياق آخر: "إنها لحظة حاسمة لإغلاق المناقشة الطويلة الأمد والبت في مسألة عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي".

وتابع: "تحدثت مع رئيس المجلس الأوروبي وناقشنا المزيد من المساعدة لنضال الأوكرانيين من أجل مستقبلهم الحر".


ماكرون: الحرب ستطول


أوروبيا عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن تشاؤمه من قرب التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب بين موسكو وكييف. وقال ماكرون في رسالة تلاها رئيسا مجلسي البرلمان الفرنسي الجمعة، إن العقوبات الأوروبية ستستهدف "أكبر القادة" الروس على خلفية غزو أوكرانيا.


وأكد الرئيس الفرنسي أن "المجلس الأوروبي قرر سلسلة من العقوبات غير المسبوقة تشمل روسيا وبيلاروس. وتطال العقوبات أيضا شخصيات روسية بينهم كبار قادة الاتحاد الروسي"، وجاء حديث ماكرون بعد مكالمتين منفصلتين أجراهما مع نظيريه الروسي والأوكراني.



معارك في الجنوب والشرق


في الميدان، تتواصل المعارك الشرسة بالقرب من خيرسون وميكولاييف وأوديسا، جنوب أوكرانيا. وقال ميخايلو بودولياك المستشار بمكتب الرئيس الأوكراني، السبت، إن قتالا عنيفا يدور أيضا بالقرب من ماريوبول، و"لكن ليس هناك أي احتمال لاستسلام ماريوبول أو سقوطها".


فيما يقول الانفصاليون في دونيستك، إن قواتهم سيطرت على بلدة بافلوبول في محور مدينة ماريوبول شرق أوكرانيا. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال، عن مصادر، قولها إن روسيا تنزل قوة برمائية قرب مدينة ماريوبول الأوكرانية.



عقوبات أمريكية على بوتين


من جهتها، قالت وزارة الخزانة الأمريكية إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات الجمعة على الرئيس الروسي فلاديمبر بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف.


وجاء فرض العقوبات الأمريكية النادر على رئيس دولة بعد يوم واحد فقط من غزو القوات الروسية لأوكرانيا، حيث إنها هاجمتها برا وبحرا وجوا في أكبر هجوم تشنه دولة على أخرى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.


وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان في وقت متأخر يوم الجمعة، الذي أعلنت فيه العقوبات: "الرئيس بوتين والوزير لافروف مسؤولان بشكل مباشر عن الغزو الروسي غير المبرر وغير القانوني لأوكرانيا، الدولة الديمقراطية ذات السيادة".


وأضافت أن العقوبات ضد رئيس إحدى الدول "نادرة للغاية" وتضع بوتين على قائمة قصيرة تضم زعماء كوريا الشمالية وسوريا وروسيا البيضاء. وقالت إن العقوبات قد تتبعها إجراءات أخرى.


وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، للصحفيين، إن الرئيس جو بايدن قرر استهداف بوتين ولافروف وغيرهم من المسؤولين بعد أن تحدث هاتفيا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دي لاين في وقت سابق.


وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن الخطوات تأتي استكمالا لمجموعة أخرى من العقوبات التي فرضت قبل أيام والتي استهدفت البنوك الروسية ومنعت روسيا من الوصول إلى التقنيات الحيوية وقيدت قدرتها على زيادة رأس المال.



ميتا تحارب روسيا


قالت شركة ميتا الشركة الأم لموقع التواصل الاجتماعي العملاق "فيسبوك" يوم الجمعة، إنها قررت منع وسائل الإعلام الرسمية الروسية من نشر إعلانات أو ممارسة أنشطة تدر عائدات على منصتها في أي مكان في العالم.

وقال رئيس السياسة الأمنية للشركة ناثانيال غلايشر، على "تويتر": "نواصل أيضا وضع محاذير على وسائل إعلام رسمية روسية إضافية.. تم البدء بتطبيق هذه التغييرات بالفعل وستستمر حتى مطلع الأسبوع".. وأضاف: "نحن نمنع الآن وسائل الإعلام الحكومية الروسية من نشر إعلانات أو ممارسة أنشطة تدر عائدات على منصتنا في أي مكان في العالم".

 وكالات