حرب روسيا في يومها الخامس.. القصف يتجدد على كييف فور انتهاء المفاوضات وموسكو تعلن تأهب قواتها النووية

أظهرت صور الأقمار الاصطناعية قافلة عسكرية روسية طولها 27 كيلومترا تتقدم نحو العاصمة الأوكرانية كييف، كما تجدد القصف على المدينة فور انتهاء مفاوضات جرت بين وفدي البلدين في بيلاروسيا، في اليوم الخامس من الحرب.

وكشفت الصور التي نشرتها شركة ماكسار (Maxar) اليوم عن تقدم القافلة الروسية التي تضم مئات العربات المدرعة والدبابات وعربات الدعم اللوجيستي.
وتجددت عمليات القصف الروسي على العاصمة الأوكرانية مساء اليوم، عقب انتهاء مفاوضات وقف إطلاق النار بين الوفدين الروسي والأوكراني في بيلاروسيا، إذ قالت وسائل إعلام روسية إن الوفدين عادا إلى عاصمتيهما للتشاور قبل عقد جولة جديدة.

ودوّت صافرات الإنذار في أرجاء كييف، حيث أفاد مراسل الجزيرة المعتز بالله حسن بسقوط 3 قذائف في أحياء المدينة، وقال إنها أحدثت انفجارات تعد من أعنف ما شهدته العاصمة منذ بدء الحرب، وتسببت باندلاع حرائق.

وتجدد القصف بالرغم من إعلان وزارة الخارجية البيلاروسية أن المفاوضات بين وفدي روسيا وأوكرانيا "جرت بشكل جيد"، وأن اجتماعا آخر سيعقد خلال يومين.

وكانت هيئة أركان الجيش الأوكراني قالت -في بيان- بالتزامن مع المفاوضات "أبطأ المحتلون الروس من وتيرة الهجوم، لكنهم لا يزالون يحاولون تحقيق مكاسب في بعض المناطق".

وأعلن وزير الدفاع الأوكراني أليكسي ريزنيكوف سقوط أكثر من 5 آلاف قتيل في صفوف القوات الروسية وأسر المئات.
وقال إن "أمام الجنود الروس خيارين، إما الموت في حرب غير عادلة أو العفو الشامل مقابل الاستسلام".

الفيلق الدولي
وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أيضا أنها تعمل على إنشاء وحدة جديدة لاستيعاب مقاتلين أجانب يرغبون في التطوع للقتال إلى جانب القوات الأوكرانية، بعدما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأحد عن هذه القوة التي أطلق عليها اسم "الفيلق الدولي".

وقالت الوزارة إنها تلقت "طلبات من آلاف الأجانب للانضمام لمقاومة الاحتلال وحماية الأمن الدولي من بوتين".

وقالت السلطات الأوكرانية في الأيام الأخيرة إنها قاتلت داخل العاصمة وحدات متقدمة من المخربين الروس وصدتهم، ولم تؤكد موسكو بعد رسميا شنها هجوما على كييف.


في غضون ذلك، أفادت مجلة "فورين بوليسي" (Foreign Policy) أن روسيا تقوم بنشر مزيد من قوات الاحتياط في أوكرانيا وتعيد إمداد قواتها بالذخيرة والوقود.

وأعلن الجيش الروسي في وقت سابق من اليوم أن بإمكان المدنيين مغادرة العاصمة الأوكرانية كييف، متهما في الوقت نفسه السلطات الأوكرانية باستخدامهم دروعا بشرية.

تشغيل الفيديو
مدة الفيديو 06 minutes 06 seconds
06:06
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف -في تصريح تلفزيوني- "كل المدنيين يمكنهم مغادرة العاصمة الأوكرانية بحرية عبر الطريق السريع كييف فاسيلكيف" جنوب غرب كييف.


وأكد المتحدث "التفوق الجوي" الروسي في كل أنحاء أوكرانيا مع تدمير أنظمة للدفاع الجوي و5 طائرات مقاتلة أوكرانية، بحسب قوله.

وأعلنت الوزارة مساء اليوم أن القوات الجوية الروسية استهدفت 6 قوافل للقوات الأوكرانية، وأضافت أنها دمرت -منذ بدء العمليات يوم الخميس الماضي- 311 دبابة ومدرعة و42 طائرة ومروحية و51 راجمة صواريخ.

قتلى في خاركيف
وأعلنت أوكرانيا سقوط عشرات القتلى في ضربات صاروخية نفذتها القوات الروسية على مدينة خاركيف (شمال شرق) صباح اليوم الاثنين.

وقال أنطون هيراشتشينكو مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية -في منشور على فيسبوك- "تعرضت خاركيف للتو لوابل من صواريخ غراد. سقط عشرات القتلى ومئات الجرحى".


وفي أحدث التطورات الميدانية جنوبي أوكرانيا، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت على بلدتي برديانسك وإنرهودار (جنوب شرق)، وكذلك المنطقة المحيطة بمحطة زاباروجيا للطاقة النووية.

وقال المتحدث باسم الوزارة إن "طاقم المحطة النووية يواصل عمله في صيانة المنشآت والتحكم بها".

وأعلنت روسيا -اليوم الاثنين- أيضا أن قواتها تعمل حاليا على إطباق الحصار على مدينة ماريوبول على بحر آزوف من جميع الجهات.

أما من جهة الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، الذين يشنون هجوما كذلك مدعومين بالجيش الروسي، فقد أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أنهم حققوا تقدما إضافيا بلغ 19 كيلومترا.

صاروخ إستراتيجي روسي من طراز آر إس-24 يارس (RS-24 Yars) (الأوروبية-أرشيف)
تأهب نووي
وقد أعلنت موسكو اليوم أن قواتها المسؤولة عن الأسلحة النووية بدأت مناوبات معززة، بناء على الأوامر التي أصدرها الرئيس فلاديمير بوتين أمس الأحد.


وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قوات الصواريخ الإستراتيجية وأسطولي الشمال والمحيط الهادي وقيادة الطيران البعيد المدى، وضعت جميعا في مناوبات قتالية معززة.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن الوزارة قولها إن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ بوتين أن مواقع القيادة في تلك الأفرع بدأت "تنفيذ مناوبات قتالية مع تعزيز عدد الجنود".

البنتاغون يراقب
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي في مؤتمر صحفي إن هدف العملية الروسية هو السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف، لكنه أضاف "لا نعرف تفاصيل الخطة التي وضعت لتحقيق ذلك".


ورأى أن الروس "تأخروا بضعة أيام عن الوقت الذي حددوه لدخول العاصمة والسيطرة عليها".

وقال كيربي إن الولايات المتحدة لا تفكر حاليا في مقترح فرض حظر جوي على أجزاء من أوكرانيا، وذلك بعدما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لموقع أكسيوس (Axios) الإخباري إنه يدعو الرئيس الأميركي جو بايدن وحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى فرض حظر طيران في مناطق محددة من بلاده.

وفي وقت سابق، نُقل عن مسؤول رفيع بالبنتاغون قوله إن "كل المؤشرات لدينا تدل على أن القوات الروسية ما زالت تريد السيطرة على كييف".

ورأى المسؤول الأميركي أن "شعور روسيا بالإحباط من تباطؤ تقدمها نحو كييف قد يودي لاستهداف المدينة بمزيد من الشراسة".


وفيما يتعلق بالجبهات الأخرى، قال المسؤول الأميركي إن القوات الروسية تحاول السيطرة على خاركيف وماريوبول وربطهما من أجل عزل المنطقة الشرقية من أوكرانيا.

وكشف المصدر نفسه عن أن البنتاغون لاحظ بعض المؤشرات على احتمال مشاركة مرتزقة شركة فاغنر الروسية في الحرب.

في الوقت نفسه، أشار المسؤول الأميركي إلى أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي لا يزال يسيطر على القوات الأوكرانية وأن واشنطن قادرة على التواصل معه، كما أكد أن روسيا لم تحاول اعتراض تدفق الأسلحة التي ترسلها الدول الغربية لدعم كييف.


وذكر المسؤول أن بلاده لا تزال تقيم قرار بوتين وضع قوات الردع النووي في حالة التأهب، وقال إنها لا تعرف الدافع وراءه.

مساعدات عسكرية لأوكرانيا
ومع توالي التعهدات الغربية بدعم أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية، صرّح مسؤول السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل -اليوم الاثنين- أن الدول الأعضاء في الاتحاد عازمة على زيادة دعمها العسكري لكييف، وتقوم بمتابعة طلباتها واحتياجاتها وكيفية تلبيتها.

وأعلن بوريل أن الاتحاد كلف مركز الأقمار الاصطناعية في العاصمة الإسبانية مدريد بتزويد أوكرانيا بمعلومات استخبارية عن تحركات القوات الروسية.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي حدد ميزانية خاصة لشراء الأسلحة للدفاع عن أوكرانيا، وتشمل أسلحة مضادة للدبابات. وكان قد أعلن أمس أن دول الاتحاد قررت تزويد كييف بطائرات مقاتلة.


من جهتها، أعلنت النرويج أنها تنوي إرسال ألفين من الأسلحة المضادة للدبابات إلى أوكرانيا، كما صرحت رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين بأن بلادها سترسل ذخائر وأسلحة مضادة للدبابات لدعم كييف.

المصدر : الجزيرة + وكالة سند + وكالات