"تيك توك"... من منصة للترفيه إلى وسيلة نقل لأحداث الحرب الأوكرانية


اعتاد مستخدمو تطبيق "#تيك توك"، ومعظمهم من الشباب بشكلٍ أساسي، على مشاهدة مقاطع فيديو قصيرة تتنوَّع مواضيعها من الرقص إلى الموضة وآخر صيحات الفن والأخبار الخفيفة. إلا أن الصراع الروسي الأوكراني أصبح نقطة تحوُّل في عرض محتويات التطبيق.

 

ويعرض التطبيق العديد من المقاطع القصيرة والخاطفة حول المعارك في #أوكرانيا، في محاولةٍ لجذب انتباه حوالي مليار مستخدم في حربٍ دعائيةٍ غير مسبوقة في العصر الحديث. بعض هذه المقاطع مصوَّر في الميدان حيث يظهر جنود يتجَّولون في الطرقات، وكذلك الدبابات الروسية التي عبرت الحدود بين البلدين وهي توجِّه الضربات الصاروخية على المدن الأوكرانية.

 

ووفقاً لصحيفة "تلغراف" البريطانية، فإن مقطعاً مدته 40 ثانية يظهر جنوداً أوكرانيين يعرضون أسلحتهم، قد نجح في جذب انتباه أكثر من 1.5 مليون شخص. ممَّا جعل "تيك توك" السبَّاق في تحويل هذه المعركة أول حرب على "تيك توك" في العالم.

 

وحقَّق حساب أحد الجنود الأوكرانيين رقم مشاهدات خيالياً، فتخطَّى عدد من شاهد ستة مقاطع نشرها هذا الحساب أكثر من 18 مليون مشاهدة.

 

كما لاقت مقاطع أخرى لجنود أوكرانيين على الجبهات، إضافةً إلى ضربات روسية صاروخية ودبابات تسير عبر الجليد، انتشاراً واسعاً.

 

وقد حذَّر محلِّلون من الخلط بين العديد من مقاطع الفيديو الحقيقية وبين مقاطع من صراعات أخرى أو تدريبات عسكرية في مناطق بعيداً عن أوكرانيا، وهي تنشر جنباً إلى جنب مع اللقطات الميدانية الفعلية أو الحقيقية.

 

وقال روب لي، طالب دكتوراه في كلية كينغز كوليدج لندن، قسم دراسات الحرب، أن التطبيق ليس جديراً بالثقة دائماً. ففي حين أنه يقتضي إجراء العديد من الخطوات للتحقُّق من صحَّة مقاطع الفيديو، إلا أن الكثير من المواد حول النزاع الروسي الأوكراني تبث أو تنشر في غضون ساعة أو ساعتين، أو ربما في اليوم نفسه، من دون ذكر أية تفاصيل، ما يُساهم في انتشار تلك المقاطع بسهولة أكبر وفي غضون ساعات قليلة فقط!.

 
النهار