المعارك تقترب من المفاعلات النووية.. الجيش الروسي يحاول تطويق كييف وأوكرانيا تنفي سيطرته على خيرسون
نفت السلطات الأوكرانية اليوم الأربعاء سيطرة القوات الروسية على مدينة خيرسون (جنوب) مؤكدة استمرار المعارك في المدينة، وبينما يحاول الجيش الروسي تطويق كييف، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مخاطر القتال قرب المحطات النووية.
ومع دخول المعارك يومها السابع منذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق عملية عسكرية في أوكرانيا، أكدت هيئة الطوارئ الأوكرانية مقتل أكثر من ألفي أوكراني وإخماد 400 حريق.
وقال مستشار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن خيرسون لم تسقط، وإن الجيش والمقاومة المحلية يواصلون القتال داخل الشوارع وفي محيط المدينة.
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرتها على خيرسون، وهي مدينة ساحلية في جنوب أوكرانيا يبلغ عدد سكانها نحو ربع مليون نسمة وتقع عند مصب نهر دنيبر في البحر الأسود.
وفي بلدة ميكولاييف القريبة من خيرسون، قال عمدة المدينة إن معارك عنيفة اندلعت داخل المدينة بعد أن نفذت فرق إنزال روسية هبوطا في مطار.
وفي المحور الجنوبي أيضا، أكدت السلطات المحلية في ماريوبول أن المدينة تحت السيطرة الأوكرانية، وأن القصف الروسي يستهدف المدنيين.
وقال عمدة ماريوبول إن القصف العنيف المستمر على المدينة منذ مساء الثلاثاء لا يسمح للسلطات بإجلاء الجرحى من المدينة.
أما مجلس المدينة فأعلن إصابة 42 مدنيا إثر القصف الروسي للمنازل ومستشفى التوليد والمدارس. في المقابل، أكد الانفصاليون في دونيتسك أنهم طوقوا ماريوبول بالكامل.
من جانبها، قالت البحرية الأوكرانية إنها أغلقت الملاحة في الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود لسلامة الملاحة المدنية.
واتهمت البحرية الأوكرانية -في بيان- السفن الروسية بالقيام بما سمته أعمال قرصنة على السفن المدنية في البحر الأسود.
تطويق كييف
وفي العاصمة كييف، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط مقاتلتين روسيتين في معركة جوية ضارية، في حين قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية تحاول تطويق كييف من الشمال والشمال الغربي.
وأشار مراسل الجزيرة إلى سماع دوي انفجارات وإطلاق صفارات الإنذار في كييف.
وأكد عمدة المدينة أن القوات الروسية تحتشد قرب العاصمة، وأن القتال مستمر في بوتشا وغوستوميل القريبة منها.
بدورها، قالت هيئة الطوارئ في زابورجيا الأوكرانية إن القوات الروسية أطلقت النار على مستشفى بفاسيلفكا، وذلك دفع الموظفين والمرضى إلى الدخول إلى الملاجئ.
كما أعلنت الطوارئ الأوكرانية مقتل شخصين وجرح 16 في غارة جوية روسية استهدفت زهيتومير (غربي العاصمة كييف).
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا لا يمكنها أن تربح الحرب على أوكرانيا بالقنابل والقصف والصواريخ.
وأضاف زيلينسكي أن نحو 6 آلاف جندي روسي قتلوا خلال 6 أيام من المعارك.
ووفقا لوزارة الدفاع الأوكرانية، فقد وصلت اليوم الأربعاء دفعة جديدة من طائرات بيرقدار التركية المسيّرة، وهي جاهزة للاستخدام.
من جانبها، نقلت شبكة "سي إن إن" (CNN) عن المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن واشنطن ستواصل تقديم المساعدات العسكرية والمعلومات الاستخبارية لأوكرانيا.
ونقل موقع "فورين بوليسي" (Foreign Policy) الأميركي عن مسؤول دفاعي أميركي قوله إن روسيا نشرت أنظمة إطلاق صواريخ حرارية لاستخدامها في أوكرانيا.
وذكرت صحيفة "بوليتيكو" (Politico) أن هيئة الأركان العسكرية للاتحاد الأوروبي تدير في بولندا مركزا مسؤولا عن إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا.
معارك الشمال
وفي خاركيف (شمال)، أعلنت السلطات المحلية مقتل 21 شخصا على الأقل وإصابة 112 في قصف روسي على المدينة، مؤكدة أن أحد الصواريخ استهدف مبنى البلدية.
وقالت هيئة الطوارئ الأوكرانية إن 3 أشخاص قتلوا جراء ضربة صاروخية استهدفت مبنى الشرطة والجامعة الوطنية في خاركيف.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن القصف الروسي على خاركيف وضواحيها استمر 4 ساعات.
وأضاف المراسل أن بلدة تشوجوييف القريبة من خاركيف تشهد قصفا مدفعيا متفرقا مصحوبا بإطلاق قنابل صوتية.
بدورها، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن قوات روسية أجرت عملية إنزال جوي على المستشفى العسكري في خاركيف (ثاني أكبر مدن أوكرانيا)، أعقبته أصوات اشتباكات.
وأفادت أيضا بمقتل 3 أشخاص جراء ضربة صاروخية استهدفت مبنى الشرطة والجامعة الوطنية في خاركيف.
وفي محور سومي (شمال شرقي البلاد) أشارت وسائل إعلام أوكرانية إلى انفجار قوي وإطلاق صفارات الإنذار في المدينة، وفي لوغانسك اتهم الانفصاليون القوات الأوكرانية بإطلاق النار اليوم الأربعاء على أراضيهم مرات عدة.
استسلام جماعي
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية استسلام القوات الأوكرانية في توكمان وفاسيلفكا وتعهدها برفض المشاركة في المعارك.
وقالت -في بيان- إنها دمرت 1502 من مرافق البنية التحتية العسكرية في أوكرانيا.
في حين أعلن الانفصاليون الموالون في لوغانسك أن القوات الأوكرانية "أطلقت النار اليوم على أراضينا مرات عدة".
وأضاف الانفصاليون أن قواتهم تقدمت 75 كيلومترا منذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا، في حين أعلن الانفصاليون في دونيتسك ارتفاع عدد المناطق الأوكرانية الخاضعة لسيطرتهم إلى 37 بلدة خارج خط التماس.
وأكد الانفصاليون في دونيتسك أنهم قتلوا 4 جنود أوكرانيين في صد هجوم على محور غورلوفكا.
بدوره، أعلن الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء الروسية صد هجوم سيبراني استهدف غرف التحكم في محطة الفضاء الدولية.
وفي بيلاروسيا، أظهرت صور أقمار صناعية التقطتها شركة "بلانيت" المتخصصة في الأول من مارس/آذار الجاري وجود عدد كبير من الطائرات العسكرية والمروحيات ومقاتلات "سوخوي 25" في قاعدة لونينتس الجوية (جنوبي بيلاروسيا)، الواقعة على بعد 60 كيلومترا من الحدود مع أوكرانيا.
وكان الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو نفى أمس الثلاثاء وجود أي خطط لبلاده للمشاركة في العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
معارك قرب المفاعلات النووية
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية أنها تستعد لهجوم محتمل بعد تحليق مروحيات روسية تجاه محطة الطاقة النووية في جنوبي البلاد.
ووفقا لوزارة الطاقة الأوكرانية، فإن محطات الطاقة النووية في البلاد تعمل بأمان، كما أنها تخضع لمزيد من الإشراف والتحكم.
وأضافت الوزارة -في بيان- أن المحطات النووية الأربع توفر الكميات اللازمة لإنتاج الكهرباء وتلبية احتياجات البلاد.
من جانبه، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن "ما نشهده في أوكرانيا وضع غير مسبوق حيث يجري نزاع مسلح قرب منشآت نووية"، مشيرا إلى أنه لا يتوقع هجوما روسيا على المرافق النووية في أوكرانيا.
وأضاف غروسي أن المفاعلات النووية بأوكرانيا لا تزال تعمل بانتظام رغم الأعمال العسكرية.
وأكد غروسي أن أوكرانيا طلبت مساعدة فورية في تنسيق أنشطة سلامة المرافق النووية ومنها تشيرنوبل، لكن توفير المساعدة ليس مسألة سهلة بسبب الوضع الحالي في أوكرانيا.
المصدر : الجزيرة + وكالات