لا وقت للحب.. هذا ما تعنيه الحرب للأوكرانيات
أثارت بعض تعليقات بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن استغل كثيرون الأزمة للترويج لمنشورات ساخرة تتناول أحوال النساء الأوكرانيات بعد الغزو الروسي.
حينما يتعلق الأمر بآلام الشعوب أثناء الحرب لا يعد ذلك مضحكا، هذا ما تضمنته منشورات مناهضة للسخرية من الوضع الحالي في أوكرانيا؛ إذ قامت بعض الصفحات برفض هذا التوجه، ومن بينها صفحة "احكي" التي تهتم بالقضايا النسائية، لافتة -عبر أكثر من منشور- إلى أن ما تتعرض له النساء في الحرب لا يدعو للسخرية.
هذا التوجه الإنساني من قبل كثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي دفعنا لنقل واقع المرأة الأوكرانية الآن بعد الغرو الروسي.
ازرعوا الزهور
في لحظات عصيبة يعيشها الأوكرانيون بعد الغزو الروسي وقفت سيدة أوكرانية بشجاعة أمام جنود روس مدججين بالسلاح بعد ساعات من اجتياح القوات الروسية، مطالبة بمعرفة ما يفعلونه في بلدها.
صاحت المرأة الغاضبة "ماذا تفعلون في بلادي؟" وقالت لهم إنهم "سيموتون" إذا بقوا في أوكرانيا.
الفيديو الذي نشره موقع صحيفة "ذا صن" (The Sun) أثار تفاعلا وإشادة بشجاعتها في مواجهة الجنود الروس.
في المقطع القصير، سألت السيدة الجنود "من أنتم؟" قبل أن يجيبوا "لدينا تدريبات هنا. تفضلي من هذا الطريق".
فأجابت السيدة "إذن ما الذي تفعله هنا؟" وفي محاولة لتهدئتها، ردّ أحد الجنود "حديثنا لن يؤدي إلى شيء".
ردت السيدة الغاضبة "أنتم محتلون، وفاشيون! ماذا تفعلون على أرضنا بكل هذه الأسلحة؟ خذوا هذه البذور وضعوها في جيوبكم، على الأقل ستنمو زهور دوار الشمس (الزهرة الوطنية لأوكرانيا) عندما تموتون هنا". وأضافت "أنتم ملعونون، أتيتم إلى بلادي من دون دعوة".
هذه السيدة لم تكن وحدها التي حاولت إعلان مقاومتها للقوات الروسية في بلادها، بل تقدمت النساء الصفوف الأولى من القتال ضمن الجيش الأوكراني.
إذ تشكل النساء الآن ما يقرب من 10% من القوات المسلحة الأوكرانية، ويعملن جنبًا إلى جنب مع الرجال في المناصب القتالية، وللنساء الأوكرانيات نفس حقوق الرجال بموجب قانون 2018.
الصراخ في غرفة مغلقة
على جانب آخر، أجرت شبكة "سي بي إس" (CBS) الإخبارية حوارا مع سيدة أوكرانية تعيش في روسيا، تحدثت عن مخاوفها، ورفضها سياسات بوتين التي تخشى الإعلان عنها، حيث قالت "هذا هو السيناريو الأسوأ، ولا أعرف كيف أتصرف الآن".
وافقت السيدة (32 عامًا) على التحدث إلى شبكة "سي بي إس" عبر سكايب بشرط عدم استخدام اسمها، تجنبا لتعريض سلامتها للخطر.
أشارت الشبكة إلى السيدة الأوكرانية باسم "سارة"، التي انتقلت إلى روسيا منذ 12 عامًا للدراسة، لكنها وجدت وظيفة وكوّنت صداقات والتقت زوجها.
تعيش سارة وزوجها حاليًا في موسكو، لكن العديد من أفراد أسرتها -بما في ذلك والدتها وجدتها البالغة من العمر 87 عامًا والمريضة وليس لديها جواز سفر- سيظلون عالقين في العاصمة الأوكرانية كييف.
وتقول سارة إنها تشعر باليأس الآن، وترغب في الإعلان عن رفضها تصرفات بوتين، لكنها تخشى مما سيحدث إذا فعلت ذلك. وأضافت "يمكن أن يحدث أي شيء، لا أحد يريد أن يتعرض للضرب في الشوارع".
كما أكدت سارة أن الشرطة الروسية اعتقلت في وقت سابق هذا الأسبوع مجموعة من كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم 70 عاما، وكانوا يحتجون سلميا في موسكو، وتلخصت مطالبهم في التراجع عن غزو أوكرانيا.
واختتمت حديثها قائلة "الحكومة الروسية لا تستمع إلى المحتجين"، وتابعت "هذا مثل الصراخ في الغرفة ولا أحد يسمعك، ولا أحد يهتم بك (…) أغلب الناس هنا في روسيا لا يؤيدون الغزو، إنهم ضده ولكنهم يحتجون في صمت".
سيدة أوكرانية في انتظار مغادرة العاصمة الأوكرانية كييف (الأوروبية)
رسائل الحب المرفوضة
وبين الاحتجاج بصوت خافت والمقاومة العلنية، تواجه الأوكرانيات دعوات أخرى من قبل الجنود الروس الذين غزوا مدنا من بلادهن أمس.
فقد صُدمت النساء الأوكرانيات في مدينة خاركيف (ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، وعلى بعد 20 ميلا فقط من قوات الغزو الروسية) بوابل من رسائل المعجبين الروس بالزي العسكري.
بدأ الجنود الروس الذين غزوا الحدود الأوكرانية أمس إرسال طلبات للتعارف ورسائل حب لفتيات أوكرانيات، وبدا أنهم على يقين من النصر والفوز أيضا بغنائم الحرب.
فقد أضاء هاتف الأوكرانية داشا سينيلنيكوفا بلقطات للعشرات من الروس بعد ساعة واحدة فقط عندما حددت موقعها في خاركيف على تطبيق تندر.
تقول صانعة المحتوى داشا (33 عامًا) لصحيفة ذا صن "أنا أعيش بالفعل في كييف، لكنني غيرت إعدادات موقعي إلى خاركيف بعد أن أخبرني أحد الأصدقاء أن هناك قوات روسية في جميع أنحاء تندر".
داشا لم تكن الوحيدة التي تلقت رسائل طلب المقابلة من قبل الجنود الروس، بل انتشرت تحذيرات للفتيات الأوكرانيات من تحديد موقع إقامتهن، لأن الجنود الروس ينتشرون بكثافة حاليا في تطبيقات المواعدة.
المصدر : مواقع إلكترونية