المحكمة الجنائية الدولية تبدأ تحقيقا فوريا في جرائم حرب روسية

قالت الأمم المتحدة إن مليون لاجئ فروا الآن من أوكرانيا إلى الدول المجاورة، خلال سبعة أيام فقط، ويأتي ذلك بينما بدأت المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم حرب روسية محتملة في أوكرانيا.
ويشير لويس جودال مراسل بي بي سي إلى أن "أزمة اللاجئين في عام 2015 تضمنت 1.3 مليون شخص. وقد تجاوزت هذه الأرقام تقريبًا الأرقام الواردة من أوكرانيا في غضون أسبوع”.

ودعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، في بيان على تويتر إلى "إسكات البنادق، حتى يمكن تقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة” للملايين الذين بقوا في البلاد.

وتوقعت الوكالة أن الصراع سيتسبب في نزوح 12 مليون أوكراني داخليا وهم بحاجة إلى الإغاثة.

"جرائم حرب”
وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية قد أعلن أنه سيفتح تحقيقا فوريا في جرائم حرب محتملة ارتكبتها روسيا في أوكرانيا، استجابة لطلب عدد غير مسبوق من الدول الأعضاء في المحكمة.

 الغزو الروسي لأوكرانيا: الرئيس الأوكراني زيلينسكي يحذر من "ستار حديدي جديد يعزل روسيا عن العالم المتحضر”
ويؤكد مسؤولون في روسيا وأوكرانيا وفي الأمم المتحدة أن الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط لم يطح بالحكومة في كييف، لكن يُعتقد أن آلاف الأشخاص قتلوا أو أصيبوا.

وكتب المدعي العام كريم خان، على تويتر: "تبدأ التحقيقات النشطة رسميا في أوكرانيا فور تلقي إحالات من 39 دولة طرف”.

وتساهم الإحالات من جانب الدول الأعضاء بالمحكمة في تسريع التحقيق لأنها تسمح للمدعي العام بتخطي الاضطرار إلى الحصول على موافقة المحكمة في لاهاي، مما يوفر أشهر من الإجراءات.

وكان المدعي العام قد قال بالفعل يوم الاثنين إنه سيسعى للحصول على موافقة المحكمة في مزاعم ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، بحسب وكالة رويترز.

آثار الغارة على مبنى التلفزيون.
الخدمات الطوارئ في أعقاب غارة على برج تلفزيوني في كييف الثلاثاء أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص
وأضاف خان في بيان إن مكتب المدعي العام سيبدأ في جمع الأدلة بشأن "أي مزاعم سابقة وحالية بارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو إبادة جماعية في أي جزء من أراضي أوكرانيا من قبل أي شخص”.
قرار غير ملزم
وجاءت تحركات المحكمة الجنائية الدولية بعد أن تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء، بأغلبية ساحقة قرارا يطالب "روسيا” بالانسحاب "الفوري” من أوكرانيا، في توبيخ قوي لغزو موسكو من قبل الغالبية العظمى من دول العالم.

وبعد أكثر من يومين من النقاش غير العادي، الذي شهد اتهام السفير الأوكراني لروسيا بالإبادة الجماعية، صوتت 141 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة لصالح القرار غير الملزم.

وكانت الصين من بين 35 دولة امتنعت عن التصويت، بينما صوتت ضد القرار خمس دول فقط، إريتريا وكوريا الشمالية وسوريا وبيلاروسيا وبالطبع روسيا.

وجاء في القرار أنه "يأسف” لغزو أوكرانيا "بأشد العبارات” ويدين قرار الرئيس فلاديمير بوتين وضع قواته النووية في حالة تأهب.

وعلق الرئيس الأمريكي جو بايدن قائلا، إن قرار إدانة روسيا لغزو أوكرانيا "يوضح مدى الغضب العالمي من الهجوم الروسي المروع على جار ذي سيادة”.

وكان الدبلوماسيون قد وصفوا التصويت بأنه تحرك رائد للديمقراطية في عالم تتزايد فيه الاستبداد، وجاء في الوقت الذي تضغط فيه قوات بوتين على كييف بينما يفر الأوكرانيون المرعوبون.

وقال سفير أوكرانيا سيرغي كيسليتسيا، أمام الجمعية قبل التصويت "لقد جاؤوا لحرمان أوكرانيا من حقها في الوجود”.

وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في خسائر فادحة في صفوف المدنيين الأربعاء بعد قصف أحياء سكنية ومحاصرة مدن رئيسية.

 
وعلى الصعيد الميداني ، أكد عمدة مدينة خيرسون الساحلية جنوبي أوكرانيا، سقوطها في يد القوات الروسية يوم الأربعاء، وهي أول مدينة كبرى تحتلها روسيا ولها أهمية استراتيجية لأنها ساحلية وقريبة من شبة جزيرة القرم.

وقال رئيس بلدية المدينة إيغور كوليخاييف، إن القوات الروسية اقتحمت مبنى مجلس المدينة وفرضت حظر تجول على السكان.

كما تعرضت عدة مدن لقصف مكثف في أحد أكثر أيام الغزو تدميرا حتى الآن.

وبدا أن القوات الروسية تحيط بالمدن الرئيسية في أوكرانيا بما في ذلك خاركيف، وماريوبول الساحلية.

ووصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، شعبه بأنه "رمز للبطولة لا يقهر”.

وقال سيرغي أورلوف، نائب رئيس بلدية ماريوبول، لبي بي سي إن منطقة ماريوبول الواقعة في الجنوب الشرقي تعرضت لقصف متواصل الأربعاء.

وأضاف: "الوضع في ماريوبول مروع، نحن نقترب من حدوث كارثة إنسانية. تعرضنا لأكثر من 15 ساعة من القصف المستمر دون توقف”.

وقال إن "الجيش الروسي يستخدم كل أسلحته هنا – المدفعية، وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، والطائرات، والصواريخ التكتيكية. إنهم يحاولون تدمير المدينة”.

وأشار أورلوف إلى أن القوات الروسية على بعد عدة كيلومترات من المدينة من جميع الجوانب، وأن الضربات على البنية التحتية الرئيسية قطعت إمدادات المياه والكهرباء عن أجزاء من المدينة.

وقال إن منطقة سكنية مكتظة بالسكان على الضفة اليسرى للمدينة "دمرت بالكامل تقريبا”.
وقال "لا يمكننا إحصاء عدد الضحايا هناك، لكننا نعتقد أن مئات الأشخاص على الأقل لقوا حتفهم. ولا يمكننا الدخول لاستعادة الجثث. والدي يعيش هناك، ولا أستطيع الوصول إليه، ولا أعرف إن كان حيا أم ميتا”.

وقال عمدة مدينة خاركيف المحاصرة بشرق أوكرانيا إن القصف الروسي يلحق خسائر جسيمة بالسكان المدنيين، لكنه قال إن المدينة لن تقع في أيدي القوات الروسية.

وقال إيهور تيريخوف لبي بي سي إن القذائف والصواريخ تضرب مناطق سكنية باستمرار وأن الدبابات الروسية تقترب.

وأضاف أن القوات الأوكرانية تخوض معارك مع من سماها "جماعات تخريبية”.

وقالت خدمات الطوارئ الأوكرانية إن أكثر من 2000 مدني قتلوا حتى الآن خلال الغزو الروسي، رغم أن بي بي سي لم تتمكن من التحقق من هذا الرقم بشكل مستقل.

وقال زيلينسكي الأربعاء إن روسيا تحاول "محو” بلاده.

 
وقالت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء إن قواتها تسيطر بشكل كامل على مدينة خيرسون، التي يبلغ عدد سكانها نحو 250 ألف نسمة، شمال شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014.

وقالت السلطات المحلية إن خيرسون لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية.
وقالت لاريسا بافلوفسكا، المسعفة البالغة من العمر 58 عاما في خيرسون، إن الجزء الذي تعيش فيه من المدينة كان هادئا يوم الأربعاء، لكن اشتعلت النيران في أجزاء أخرى بعد قصف مكثف ليلا و”قصف” بعض الأحياء السكنية.

وأضافت: "يقول السكان المحليون إنهم يستطيعون رؤية المركبات المدرعة الروسية وهي تتحرك في المدينة، كما يتحدث الناس عن 50 وحدة…لقد تم رصدها من قبل مبنى الإدارة الإقليمية للدولة”.

وتظهر لقطات فيديو تحققت منها بي بي سي على ما يبدو القوات الروسية في وسط خيرسون.

وفي تطور آخر، أعلنت روسيا لأول مرة حجم الخسائر البشرية في صفوف قواتها في أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن نحو 500 عسكري قتلوا.

وأضافت أن أقل بقليل من 1600 من أفراد القوات المسلحة أصيبوا خلال العمليات المتواصلة منذ أسبوع.

لكن أوكرانيا تقول إن الخسائر الروسية أكثر من عشرة أمثال الرقم الذي اعترفت به موسكو.

كما يقول مسؤولون أوكرانيون إن 200 جندي روسي أُسروا، وأن مئات الدبابات والعربات المدرعة الروسية دُمرت.