نكران الذات والابتعاد عن الأنانية . . !
يُحكى أن أحد العلماء، قام بإجراء مسابقة بين أطفال إحدى القبائل البدائية، التي لم تصلها المدنية بعد. فوضع ذلك العالِم سلّة ملأى بالفاكهة اللذيذة وحبات الشوكولا الفاخرة عند جذع شجرة. ثم قال للأطفال: الآن أركضوا إلى السلّة، ومن يصلها أولا سيحصل عليها وحده.
وكم كانت دهشة العالم عظيمة، عندما رأى الأطفال قد أمسكوا بأيدي بعضهم البعض، ومشوا بهدوء صفا واحدا، حتى وصلوا إلى السلّة معا، وقاموا باقتسام محتوياتها.
وعندما سألهم العالم عن السبب الذي دفعهم لفعل ذلك، بينما كان بإمكان واحد منهم أن يفوز بالسلّة وما فيها، قالوا له بصوت واحد " لا للأنانية ". وعندما حاول أن يفهم ما عنوه بالضبط، قالوا له : كيف يستطيع أحدنا أن يكون سعيدا بينما الآخرون من حوله تعساء ؟
* * *
التعليق : درّس بليغ من هؤلاء الأطفال الذين عاشوا في بيئة متخلفة، ولكنهم يحملون نفسيات عالية لم تتلوث بجشع وأنانية المدنية. ولو طبقنا مثل هذه المسابقة في الأردن، وجمعنا عددا من العجائز المهووسين بالوظيفة العامة والمسحجين من أجلها، ووضعنا حقيبة تمثل وظيفة رئاسة وزراء تحت جذع شجرة.
وقلنا لهؤلاء الراغبين ( بخدمة الأمة ) من يصلها أولا سيكون رئيسا الوزراء القادم، فهل نتوقع أن يفعل هؤلاء ما فعله الأطفال، ويتركوا اختيار رئيس الوزراء لصانع القرار، أم سيحطمون بعضهم وهم يتدافعون ويلهثون، ليفوز أحدهم في السباق إلى الحقيبة، ويحصل على الكعكة منفردا قبل غيره ؟