الفجوة مع الشعب تتسع.. عين أصابت الحكومة!



أناشد أبناء الشعب الأردني أن يصفقوا للحكومة وأن يطلبوا منها حد الرجاء توزيع خرز أزرق في أروقة ودهاليز مؤسساتها خوفا عليها من العين التي على ما يبدو أنها أصابتها، فهي لم تفلح في إعلان تغيير التوقيت، وبعد إعلان الحكومة بأن أجمل أيامنا لم يأت بعد، اندلعت حرب تكاد تقع في خانة العالمية، يلوح في أفقها أن منطقتنا سينولها من "الحب" جانب بما سينجم عن "بركات" الحرب الروسية الأوكرانية، وتزامن تفاؤلها مع انطلاق أعمال الورشة الاقتصادية الذي يحمل عنوان فشل الحكومة في إدارة هذا الملف.

أقترح على الحكومة بقضها وقضيضها أن ترفع أكفها للباري عزوجل بأن تطل الشمس من جديد على سماء بلادنا حفظا لماء وجهها، وأن تراجع الحكومة بما صدر عنها من تصريحات، لعل وعسى تخفف من أثر العين التي أصابتها، ومن باب الإمعان في النصيحة التي كانت بجمل نأمل منها "أي الحكومة" أن يقود الفريق الاقتصادي المزعوم الدعاء ويلهج به للخلاص من أثر هذه العين.

نسوق ذلك من باب الحرص على حجم إنجازات الحكومة وفي مدى التعبير عن تقديم خالص الشكر المقرون بالامتنان عن مدى قدرتها المدهشة في سرعة تعاطيها مع كل ما يقض مضاجع المواطنين، وأن تستمر العمل بذات الهمة العالية لتحقيق أحلام الأردنيين بعيدا عن لغة الإنشاء ونهج التنظير.

برعت الحكومة بعبارتها الثقيلة والشهيرة بأن القادم أجمل، وحملت بين طياتها معان ودلالات مفعمة بالتفاؤل، لكنها جاءت في وقت تستعد فيه الحكومة لملمة ما تبقى في أدراجها من أوراق، واستوقفت عديد المواطنين والناشطين عبر منصات التواصل الاجتماعي وتم تداولها على أنها نكتة بعد أن غاب عنها تقديم بيناتها في كيفية تحقيق وترجمة هذا النص، وبدت مثل أي جملة عابرة أرادت بها أن تزين حديثها من باب البهرجة والتبهير.

الفجوة بين الشعب والحكومات تتدحرج وتتسع، بعد أن تقطعت حبال الوصل مع مواطنيها ولم تفلح في إيجاد حلول آنية أو مستقبلية، من شأنها أن تنقل البلاد والعباد إلى حال أفضل، وجل ما يصدر عن الحكومة لم يخرج عن نطاق فقاعات في الهواء، لا أثر ولا قيمة لها سوى كسب المزيد من الوقت ومحاولة الإطالة في عمرها والشعب ما زال بانتظار الصافرة لإصدار البطاقة الحمراء في وجه الحكومة حتى تصدق نبوءتها.