ملاحظات على الحرب الروسية الأطلسية على الأرض الاكرانية.
اولا.حصار الجيش الروسي لمدن كبرى بما فيها العاصمة.يعود الى الرغبة بتجنب خسائر ناجمة عن صعوبات القتال في المدن .وايضا لتجنب خسائر كبيرة في ممتلكات وارواح المدنيين انسجاما مع اصرار بوتين على ان اكرانيا شعب شقيق بكل الابعاد القومية والثقافية والدينية.وكذلك التعاطي اللبق مع الرأي العام العالمي الاكثر تعاطفا مع الاضعف.
ثانيا. إطالة امد الحصار بالنار هو عامل ضغط قوي كعامل تفاوض ساخن بهدف تحقيق مكاسب بأقل الخسائر. وربما رهانا على تفكك الجيش الاكراني عبر القناعة بأن لا امل في المقاومة.
حتى الان الجيش متماسك والسلطة السياسية ايضا متماسكة.وهذا يعني ان الجيش الروسي قد يرغم على اقتحام بعض المدن متجاوزا الحذر التقليدي من التورط في قتال المدن.
ثالثا.الجبش الروسي اظهر كفاءة اقل من المتوقع وتكبد مئات القتلى والاسرى وآلاف الجرحى. ولم يكن متوقعا لجيش دولة كبرى ان يتخلى عن جثث جنوده في ارض المعركة.وكذلك وقوع جنوده في الاسر في معارك كان هو المبادر فيها وايضا التخلي عن دبابات مدمرة او سليمة في الميدان.
الانطباع ان هناك سوء تخطيط وتعثر في الاداء.وهذه مسؤولية قادة وليس جنود.وهي تعطي اشارة سلبية لخصوم روسيا اضافة لايذاء بوتين شخصيا.
رابعا. الجيش الروسي غير قابل للهزيمة في اكرانيا ومهما تكن الخسائر والمعيقات فانه قادر على تحقيق الانتصار وتمزيق الجيش الاكراني.ومن المستبعد ان يوقف بوتين جيشه قبل تحقيق انتصار يعيد له الهيبة ولا تسمح للغرب بالخروج باستنتاج خطير بشأن كفاءة وقدرات الجيش الروسي.
خامسا.سوف تحقق روسيا الاهداف السياسية للحرب مهما كان الثمن خاصة تفكيك الجيش والقضاء على السلطة السياسية المعادية لها وتنصيب حكومة موالية تعلن حياد الدولة الاكرانيةوتمنع الانضمام للحلف الاطلسي. وتبرم اتفاقيات تعاون وتحالف مع روسيا وربما تمهيدا لاعلان الاتحاد معها في السنوات المقبلة.
سادسا. اظهرت الحرب قوة الروح الوطنية للشعب الاكراني وميله الحاسم للاستقلال والسيادة مع نزعة عداء لافتة لروسيا. والالتحاق بالمعسكر الاطلسي اقتصاديا وعسكريا.
حتى الان يبدو ان العداء لروسيا هو الأغلب والاعم لدى الشعب الاكراني.وهذا يعني ان روسيا بمواجهة حرب موجعة ومكلفة .
سابعا.الحلف الاطلسي ليس امامه الا التضحية باكرانيا وتركها في القبضة الروسية لان البديل هو حرب شاملة لا تقدر عليها اوروبا اقتصاديا وانسانيا وهي المتعبة من عواقب الوباء الذي ما زال يجتاح العالم .
ثامنا.العقوبات التي يفرضها الغرب لن تثني روسيا عن تنفيذ مخططها ويمكن ان تصبح العقوبات نفسها سببا في اتساع دائرة الحرب إذا حشرت روسيا في زاوية الانتحار الاقتصادي.
تاسعا .بقاء الحرب في حدود اكرانيا يتوقف على موقف الأطلسي وقبوله بالهزيمة الموضعية عوض المغامرة بحرب شاملة مع روسيا التي ستندفع الى سلاحها النووي لتواجه عدو متفوق في السلاح التقليدي.والعامل الثاني في الابقاء على الحد الآمن من السلم الدولي هو الموقف الصيني ويبدو ان الصين اميل لإحراز مكاسب على حساب الطرفين ومع انها أقرب بكثير لروسيا الاانها لا يمكن ان تتصرف كما لو انها تتبع روسيا او تطابقها في الموقف. الصين أمة معتزة بذاتها ويستحيل عليها قبول موقع ذيلي وايضا التضحية باقتصادها الذي يعتمد بدرجة كبيرة على العلاقات مع الغرب. لذا فمن المرجح ان يكون لها دور في احتواء الازمةوهذا ما يجعلها تكسب على حساب الطرفين.
عاشرا.ابرزخاسر على المدى المنظور هو اكرانيا حيث برهن قادتها عن سذاجة مفرطة في فهم توازن وتناسب القوى الدولي.ولا شك ان الخسارة يتقاسمها العالم ككل بنسب وبدرجات متفاوتة
احد عشر .الحرب الراهنة ومهما تكن النتائج فانها ستقود الى عالم متعدد الاقطاب وستنضم الى نادي الكبار المانيا واليابان بسبب ما أثارته الحرب من مخاوف لدى الدولتين وهو ما يقود الى استعادتهما لماضيهما القومي والعسكري.ولعل هذا التطور هو اهم ايجابيات هذه الحرب التي ستحرر العالم من الهيمنة الأحادية لواشنطن او حتى الثنائية hمع الصين.
ان ستة دول ستتنافس في ادارة السياسات الدولية وهي الصين وروسيا وامريكا والهند والمانيا واليابان.