ما هي البدائل الآمنة عن الغاز الروسي لأوروبا؟
مع حديث أوروبا عن بدائل للغاز الروسي كالفحم والطاقة النووية، صدرت تحذيرات من خطورتهما على البيئة والمناخ، وسط توقعات لخبراء بأن تلجأ دول أوروبية لبديل آخر أكثر أمنا وأقل تكلفة.
ووفق تقرير لصحيفة "لا تريبين" الفرنسية فإن الفحم وبناء محطات الطاقة النووية بدائل ستؤثر سلبا على المناخ، وتعمّق أزمة الاحتباس الحراري.
وتستورد أوروبا 40 في المئة من النفط والغاز من روسيا، وعلى رأس المستوردين ألمانيا التي أعلنت إلغاء خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2"، وهو قرار قد يؤثر على المدى البعيد في البيئة الأوروبية، حسب الصحيفة الفرنسية، حيث كانت ألمانيا تخطط للاستغناء عن محطات نووية ليحل مكانها الغاز.
إعلان
ومؤخرا، قال نائب المستشار الألماني وزير الاقتصاد روبرت هابيك، في تصريحات بثها التلفزيون الألماني، إن المخاوف من انعدام أمن الطاقة أدّت إلى أن جهات أجنبية ومعنيين بالأمر محليا بدأوا يعيدون النظر في عملية التخلص التدريجي من مفاعلات الطاقة النووية.
وأوضح تقرير موقع "يورونيوز" أنه إذا قطع الاتحاد الأوروبي علاقاته مع روسيا وتم وقف استيراد الغاز فإن عددا من الحكومات الأوروبية قد تضطر إلى إعادة تنشيط محطات الفحم التي توقفت عن العمل.
ويعد الفحم الحجري أسوأ وقود أحفوري، فهو مسؤول عن أكثر من 0.3 درجات مئوية من زيادة 1 درجة مئوية في متوسط درجات الحرارة العالمية، وهو ما يجعله أكبر مصدر منفرد لارتفاع درجة الحرارة العالمية.
وفي عام 2021، ارتفع توليد الطاقة النووية بنسبة 6 في المئة مقارنة بعام 2020، وكان هذا المصدر أكبر مساهم في توليد الكهرباء في أوروبا منذ 2014، علما أن بعض محطات هذه الطاقة وصلت لنهاية دورة حياتها، ومن المكلف إعادة بنائها حيث يبلغ عمرها التشغيلي 40 سنة فقط.
ويضع ارتفاع أسعار النفط على وقع الحرب الدائرة في أوكرانيا، لنحو 118 دولارا للبرميل لأول مرة منذ سنة 2014، وصعود أسعار الغاز الطبيعي، الأوروبيين أمام جملة من التحديات والخيارات التي بين أيديهم لمصادر بديلة للطاقة.
وبحسب المحلل السياسي، مايكل شوركين، فإن أوروبا تمتلك أطنانا من الفحم ربما تلجأ إليها كحل على المدى القصير، نظرا للتأثيرات السلبية على البيئة.
وأضاف شوركين في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "أعتقد أنه ليس لديهم خيار سوى اللجوء إلى الطاقة النووية، كما أنه سيكون هذا وقتا مناسبا لمُصدّري الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة".
أما عضو الحزب الاشتراكي الألماني حسين خضر، فيقول: "أوروبا وعلى رأسها ألمانيا ستلجأ إلى بدائل أخرى، أبرزها الطاقة المتجددة، بدلا من الفحم ومحطات الطاقة النووية".
وأشار خضر في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن "ألمانيا ستنوّع مصادر الغاز، وتنشئ محطات تسييل، وتتوجه للطاقة المتجددة. تهدف ألمانيا بالوصول إلى الحياد المناخي في عام 2045".
كذلك تسعى ألمانيا إلى تسريع مشاريع الطاقة الشمسية مع تركيزها على مشاريع طاقة الرياح البرية والبحرية.
ومن المحتمل أيضا بحسب خضر أن "تلعب واردات الوقود المعتمد على الهيدروجين النظيف دورا كبيرا، وتعد أستراليا أبرز مورد محتمل للهيدروجين، ولديها ميزة تنافسية في السباق لتزويد أوروبا به عبر ميناء روتردام".