اكتشاف تقنية علاجية مضادة لحساسية الفول السوداني

يمكن أن تكون حساسية الفول السوداني شديدة الخطورة، ومن المحتمل أن تؤدي الحساسية المفرطة إلى عواقب وخيمة أو إلى الوفاة في بعض الأحيان. يمكن أن يكون هناك أمل جديد في القضاء على حساسية الفول السوداني بفضل استخدام تقنية الإبر المجهرية الدقيقة، بحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Immunotherapy.

 
الطرق الشائعة
في الوقت الحاضر، تتضمن إحدى الطرق الأكثر شيوعًا لعلاج حساسية الفول السوداني جعل المرضى يبنون مقاومة لمسببات الحساسية، عن طريق تناول جرعات كبيرة متزايدة من بروتين الفول السوداني المغلف عن طريق الفم. بينما أثبتت هذه الطريقة فعاليتها إلى حد ما، يجب على المرضى الالتزام بجدول الجرعات الخاص بهم بصرامة على مدى فترة طويلة من الزمن، بالإضافة إلى وجود خطر حدوث تفاعلات الحساسية.

العلاج المناعي
كما يوجد نهج آخر، يُعرف باسم العلاج المناعي فوق الجلد EPIT، والذي يتطلب ارتداء المرضى لرقعة جلدية تطلق تدريجياً بروتينات الفول السوداني في أجسامهم عبر مسام الجلد. تختلف فعالية هذه التقنية من شخص لآخر، وقد يرجع ذلك إلى مدى سهولة سماح بشرتهم للبروتينات بالمرور إلى مجرى الدم.

أسرع وأكثر موثوقية
بحثًا عن بديل أسرع وأكثر موثوقية، سعى علماء من جامعة ميشيغان وشركة Moonlight Therapeutics مؤخرًا إلى إجراء تجارب على تقنية رقعة الإبر المجهرية، والتي تشتمل على مجموعة من الإبر الصغيرة المليئة بالأدوية على جانبها السفلي، والتي تخترق الطبقة الخارجية من الجلد عند ضغط الرقعة على جسم المريض. ولا تتسبب الإبر في أي ألم لأنها لا تصل إلى الأعصاب. عندما تلامس الإبر الدقيقة الجلد بشكل غير ضار، فإنها تبدأ في ضخ الدواء في السائل الخلالي بين خلايا الجلد. ومن ثم يبدأ دخول الدواء تدريجياً إلى مجرى الدم.

5 دقائق أسبوعيًا
بالنسبة للدراسة الجديدة، قام الباحثون، بدلاً من استخدام الدواء بوضع طلاء من مسحوق الفول السوداني على الإبر الدقيقة على بقع الجلد. ثم تم وضع كل رقعة على جلد فأر مصاب بالحساسية من الفول السوداني لمدة خمس دقائق مرة واحدة في الأسبوع.

نتائج واعدة
بعد خمسة أسابيع، تبين أن فئران التجارب طورت قدرًا أكبر بكثير من تحمل الفول السوداني مقارنة مع مجموعة أخرى من الفئران، التي تعاني من حساسية الفول السوداني، والتي تلقت علاج EPIT. بل إن المجموعة الأخيرة استغرقت شهرين من العلاج لتطوير مستوى مماثل من التحمل، بالإضافة إلى أنهم احتاجوا إلى جرعة من بروتين الفول السوداني كانت أعلى بعشر مرات من الكمية التي يتم إعطاؤها عبر الإبر المجهرية.

تطور سريري للتقنية
قالت بروفيسور جيسيكا أوكونيك من جامعة ميشيغان والتي هي الباحث الرئيسي في الدراسة إن "في حين أن نتائجنا قبل السريرية مستمدة من دراسات أجريت على نماذج حيوانية، إلا أنها تُظهر إمكانية استخدام إبر مجهرية لتحسين العلاج المناعي لمسببات الحساسية من خلال الجلد"، مشيرة إلى أن "خيارات علاج حساسية الطعام محدودة، لذلك فإن هناك الكثير من الدوافع لتطوير علاجات جديدة. وسيكون من المثير مشاهدة التطور السريري للتقنية الجديدة."
العربية نت