أقذر مدينة في العالم.. لماذا يتفادى الغرب معاقبتها؟
يحاول الغرب تفادي فرض العقوبات على الشركات الروسية الموردة للسلع الهامة لصناعاتها، بداية من النفط والغاز، وحتى السلع الأساسية مثل المعادن.
وتسيطر شركة نوريلسك نيكل MMC Norilsk Nickel PJSC الروسية على إنتاج جزء كبير من معدنين ضروريين لعمليات التحول الأخضر، وإنتاج رقائق الكمبيوتر وصناعة الصلب.
وإلى الآن لم تفرض الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات على الشركة التي تسمى اختصاراً نورنيكل، أو رئيسها التنفيذي، فلاديمير بوتانين، والذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء الأسبق في عهد الرئيس الروسي بوريس يلتسين، مما يبرز المعضلة في فرض عقوبات على روسيا، مع عدم الإضرار بوصول الغرب إلى السلع الأساسية.
تعاون بين "الصناعات العسكرية" السعودية ولوكهيد مارتن لتوطين أجزاء من صواريخ "ثاد"
اقتصاد
اقتصاد السعوديةتعاون بين "الصناعات العسكرية" السعودية ولوكهيد مارتن لتوطين أجزاء من صواريخ "ثاد"
وتعد شركة التعدين مسؤولة عن حوالي 5% من الإنتاج العالمي السنوي للنيكل، وهو مكون رئيسي لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية، وحوالي 40% من البلاديوم الذي يستخدم في المحولات الحفازة وأشباه الموصلات، كما تستخرج الشركة معادن موصلات الطاقة مثل الكوبالت والنحاس، وفقاً لما ذكرته "وول ستريت جورنال"، واطلعت عليه "العربية.نت".
وقفز سعر هذه المعادن منذ غزو روسيا لأوكرانيا وسط مخاوف من أن العقوبات الغربية أو الصعوبات اللوجستية الناجمة عن الصراع قد تخنق الإمدادات. وتم تداول النيكل عند أعلى مستوى له منذ عقد، يوم الجمعة مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 37% حتى الآن هذا العام. ارتفع مستوى البلاديوم بنسبة 57% حتى الآن.
وعلى الرغم من الارتفاع في أسعار المعادن، انخفض سعر سهم Nornickel مثل أسعار شركات السلع الأساسية الروسية الأخرى - وانخفض بنسبة 17% حتى الآن هذا العام.
ويوم السبت، خفضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني تصنيف ديون نورنيكل إلى غير المرغوب فيه، مما يعكس البيئة الأكثر صرامة في روسيا وضعف المرونة المالية لشركات السلع الأساسية فيها.
من جانبها، قالت العديد من الشركات الغربية إنها تتطلع إلى تنويع إمداداتها بعيداً عن نورنيكل، وهو ما يعكس الاتجاه السائد في العديد من السلع، بما في ذلك النفط والصلب، إذ يبتعد المشترون الغربيون عن الموردين الروس وسط مخاوف من تعرضهم للعقوبات أو وجود صعوبات أمام الشركات الروسية في تصدير منتجاتها من البلاد.
يأتي ذلك، فيما تعهد متحدث باسم نورنيكل، بوفاء الشركة بالتزاماتها تجاه العملاء والشركاء والموظفين.
وحتى الآن، تجنبت العقوبات الغربية رداً على الصراع الحالي الشركات التي تزود الغرب بالنفط والغاز وسلع أساسية أخرى.
بدورها، قالت العضو المنتدب لجمعية مجموعة البلاتين الدولية للمعادن، غابرييل راندلشوفر: "إذا كانت لدينا عقوبات ولم نتمكن من الوصول إلى هذا البلاديوم، فعليك أن تتوقع حدوث اضطراب عالمي".
من بين الشركات التي تبحث عن إمدادات بديلة من النيكل، Outokumpu Oyj، إحدى أكبر مصنعي الفولاذ المقاوم للصدأ في العالم. وقالت الشركة الفنلندية إن حوالي 6% إلى 7% من النيكل المستخدم في مصانعها يأتي من نورنيكل، والباقي يأتي من الفولاذ المعاد تدويره.
وفي الوقت نفسه، قالت شركة BASF SE الألمانية إنها ستفي بالعقود الحالية مع Nornickel ولكنها لن تتابع أي أعمال تجارية جديدة مع الشركة الروسية، إذ وصفت شركة الكيماويات العملاقة نورنيكل بأنها مورد مهم للنيكل والكوبالت لإنتاجها لمواد الكاثود وكذلك مصدر للبلاديوم والبلاتين.
من جانبه، قال مدير أبحاث النيكل في شركة استشارات الطاقة وود ماكينزي، أندرو ميتشل، إن فرض العقوبات تساعد في زيادة اضطراب الأسواق.
ويرى المحللون أهمية شركة نورنيكل، مع تزايد الطلب على النيكل بقوة وسط تزايد شعبية السيارات الكهربائية، خاصةً بعدما واجهت الصناعة عجزاً في تلبية الطلب بنحو 6%، وفقاً للمحللين في BMO.
وتقوم الشركة بالتعدين في واحدة من أقصى المدن العالم في شمال العالم، نوريلسك، وهي مستعمرة عسكرية سابقة.
واكتسبت نوريلسك أيضاً سمعة باعتبارها واحدة من أقذر المدن في العالم، بسبب التلوث الكبير في المدينة والتسربات النفطية، بسبب انتشار عمليات التعدين والمصافي النفطية.
وتوفر المنطقة أيضاً للشركة بعضاً من أفضل الرواسب المعدنية في العالم، والتي يتم استخراجها حتى 5000 قدم تحت التربة الصقيعية.
العربية نت