اكتشاف آليات جديدة للخوف في الدماغ ما قد يوفر هدفا محتملا لأدوية مستقبلية تقلل الاضطرابات النفسية

حدد علماء أعصاب هدفا جديدا في الدماغ يدعم "استجابة التجميد" (رد فعل طبيعي لحالات مخيفة أو مؤلمة للغاية) المرتبطة بإثارة سلوكيات القلق والخوف.

ويقول علماء جامعة بريستول إن اكتشاف مسار رئيسي في الدماغ، يوفر هدفا جديدا محتملا للأدوية لعلاج القلق والاضطرابات النفسية، التي تؤثر على ما يقدر بنحو 264 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

 

ويشار إلى أن الأدوية الحالية التي تخفف من القلق ليست فعالة دائما لجميع المرضى وغالبا ما يكون لها آثار جانبية غير مرغوب فيها.

وقد يوفر فهم شبكات وآليات الدماغ التي تكمن وراء الخوف والقلق طريقة جديدة لتطوير علاجات أفضل لاضطرابات القلق.

وسعى علماء الأعصاب من مدرسة بريستول لعلم وظائف الأعضاء وعلم الأدوية وعلم الأعصاب، إلى التحقيق في كيفية تأثير مخيخ الدماغ، المرتبط بالعديد من مناطق الدماغ الموصولة بشبكات البقاء، على النشاط في منطقة أخرى من الدماغ تسمى المنطقة الرمادية المحيطة بالقناة المركزية (PAG).

وتقع منطقة PAG هذه في محور الشبكات المركزية التي تنسق آليات البقاء بما في ذلك استجابات التأقلم التي تثير الخوف مثل "التجميد".

وللتحقق من ذلك، قام الفريق بتزويد نماذج حيوانية بأقطاب كهربائية لتسجيل النشاط داخل منطقة PAG في الدماغ وطبقوا مهمة تكييف، حيث يقع إقران نغمة سمعية مع صدمة قدم صغيرة، ما يؤدي إلى تكوين "ذاكرة الخوف" و"التجميد"، وهو مؤشر سلوكي على الخوف. وأظهر الفريق أنه داخل منطقة PAG في الدماغ، زادت مجموعة فرعية من خلايا الدماغ من استجابتها للنغمة المكيفة، بما يتوافق مع تشفير ذاكرة الخوف.

ومع ذلك، عندما وقع تغيير ناتج المخيخ أثناء التكييف، أصبح التوقيت اللاحق للنشاط العصبي المرتبط بالخوف في PAG أقل دقة وتمت زيادة مدة سلوك التجميد المرتبط بالخوف ما يؤكد أن التفاعلات الرمادية حول المخيخ تساهم في عمليات تكييف الخوف.

 

وأظهر الفريق أن التلاعب بالمسار المخيخي المباشر، تسبب أيضا في إعاقات في التجميد المشروط للخوف والنطق بالموجات فوق الصوتية.

ويوضح المؤلفان الرئيسيان للدراسة، وهما الدكتورة شارلوت لورينسون والدكتورة إيلينا باسي: "حتى الآن، لم يُفهم الكثير عن كيفية تعديل المخيخ لنشاط الخلايا العصبية في مناطق الدماغ الأخرى، خاصة تلك المتعلقة بالخوف والقلق. والأهم من ذلك، أظهرت نتائجناأن المخيخ هو جزء من شبكة بقاء الدماغ التي تنظم عمليات ذاكرة الخوف على نطاقات زمنية متعددة وبطرق متعددة، ما يزيد من احتمال أن التفاعلات المختلة في شبكة بقاء المخيخ قد تكمن وراء الاضطرابات المرتبطة بالخوف والأمراض المصاحبة".

وتوفر نتائج الدراسة رؤى جديدة حول الطريقة التي يشفر بها PAG ذاكرة الخوف، كما يوفر دليلا على أن المخيخ هو بنية رئيسية إضافية في قائمة مناطق الدماغ التي تساهم في شبكة الخوف / القلق وتقدم هدفا جديدا لعلاج الحالات النفسية بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة.

المصدر: ميديكال إكسبريس