المراة الاردنية
بعد الحديث عن أن المرأة نصف المجتمع، وأنها في بعض الاحيان تتجاوز هذه النسبة، وهي أم وسند، فمجتمعنا الأردني يفاخر الدنيا بالإناث الأردنيات اللواتي كن مساندات لأشقائهن وابنائهن وأزواجهن الأردنيين على امتداد عمر دولتنا فشاركت الأردنية اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً في بناء الدولة الأردنية في مئويتها الأولى.
فالأردنية متقدمة على الأردني في نسبة التعليم والالتحاق في مرحلة التعليم الاساسي والثانوي وكليات المجتمع والدرجة الجامعية الاولى، وبذات الوقت حصلت على اعلى نسب المتعلمات في المنطقة، حيث أصبحت الأردن ذات أعلى معدل لمحو الأمية بين الإناث في الشرق الاوسط، مما اوجد مخزونا جيدا لدولتنا وخاصة في المجالات التعليمية والصحية، فالأردنية في مجال التعليم داخلياً وخارجياً ابدعت فهي ترفد المدارس الأردنية وتعلم وتدرس في دول شقيقة مما يعني انها كفاءة قادرة على فرض نفسها في ظل التقدم والتطور التكنولوجي الحاصل في بلدان بإقليمنا سبقتنا في تحديث وتطوير المجال التعليمي، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى فإن القطاع الصحي يعتمد بشكل كبير عليها، فقد غدت الأردنية عنصرا اساسيا لتقدم هذا القطاع فقد اثبتت جدارتها في التمريض والمهن الطبية المساندة مما ينعكس ايجاباً على الخدمات الصحية في مملكتنا، ولا ننسى دورها في الاعلام والصحافة فكانت القلم البهي والوجه المشرق لوطننا.
أما في المجالات الاقتصادية والاستثمارية فالأردنية تربعت على رأس إدارات لشركات ومؤسسات اقتصادية مهمة ترفد وتدعم الاقتصاد الأردني سواء كانت حكومية، أو خاصة في مجالات البنوك والتأمين والاستثمار وغيرها.
ان الأردن وفي اربعينيات القرن الماضي بدأ فيه النشاط النسائي من خلال المشاركة في القطاع العام والمطالبة بالمشاركة السياسية، وبعد الدستور الصادر في العام 1952 قامت الأردنيات بتأسيس اتحاد نسائي أردني تحت اسم اتحاد المرأة العربية الذي كان له نشاط ملحوظ في الحياة العامة والمطالبة بتعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية، وفي السبعينيات حصلت المرأة الأردنية على حقها بالترشح والانتخاب في المجلس النيابي مما يعني أن الاردن يعد من أوائل الدول بالإقليم الذي أعطى هذا الحق للمرأة.
واستمرت مسيرتها بالمشاركة في الحياة السياسة حتى دخلت المجال القضائي فهي اليوم ممثلة بالسلطة القضائية وبنسبة مرتفعة مقارنة بالنسب العالمية فأصبحت قاضي /ة حكم وتعمل في دوائر النيابة العامة.
وفي السلطة التنفيذية من خلال استلامها لوزارات ونائب/ة لرئيس الوزراء قبل ما يتجاوز العشرين عاماً وفي الوظائف العليا القيادية، وكسفيرة وحتى في الحاكمية الإدارية كمحافظ/ ة ومتصرف /ة والأجهزة الامنية والعسكرية، فالأردنية سفيرة للسلام مع قوات حفظ السلام الدولية في شتى بقاع المعمورة، وتتواجد في السلطة التشريعية كنائب /ة مشرعة ومراقبة.
لهذا لا أعتقد بأن البعض الذي يتحدث باسم المرأة الأردنية للمطالبة بحقوقها منصفاً، فالأردنية نالت حقوقها المشروعة والدولة لم تقصر اتجاهها.
إن الكوتا والنسب لا تنصف المرأة الأردنية، فهي بذراعها قد حققت نجاحات تسجل لها، فالأردنية وخلال مائة عام من عمر دولتنا هي مصدر فخر واعتزاز لنا وهي نشمية سطرت بكفاحها وتطورها قصص نجاح عادت بالفائدة عليها وعلى وطننا الأردن العزيز.
سنبقى نحن معشر الذكور داعمين لها ونعزز بديمقراطيتنا دعم انجازاتها للاستمرار في بناء دولتنا الحديثة.