رئيس الوزراء .. لقد كثر شاكوك وقل شاكروك،، فاعتزل خيرا لك
في كل دول العالم، تتسابق الحكومات لخدمة شعوبها ورفاهيتها والتوسيع عليها،لا لخنقها واذلالها وتجويعها وإفقارها، كما تفعل حكومتنا.
وفي كل دول العالم.. ومع بداية رمضان نشاهد ونسمع عن حكومات تقدم لشعوبها كل سبل الراحة والطمأنينة لتعينهم على العبادة ، الا في بلادنا فالامر مختلف تماما .
عندنا في الأردن غير.. فمع بداية كل رمضان.. تقوم الحكومة وبحجة حماية المستهلك،بالتنغيص على الناس، فتضع ما يسمى سقوفا سعرية، هي أعلى واشد وطأة على المواطن من الأسعار السابقة التي تعارف عليها الناس ، حيث تجلى ذلك هذا العام وقبل ايام.، من خلال وضع تسعيرة لزيوت الطهي باضعاف مضاعفة عما كانت عليه،وهي محل نقد و استهجان حتى من بعض العاملين في حقل التجارة، و ظهر ذلك من خلال تقرير استطلاعي بثته قناة رؤيا، ناهيك عن الغضب الشعبي العارم.
كان على الحكومة منع الاحتكار و إلزام التجار بعرض وبيع كل السلع كالزيوت والسكر والارز وغيرها بذات الاسعار ، و تحديدا تلك السلع التي تم التخليص عليها سابقا ، و تم تخزينها قبل وقوع حدث الحرب الروسية على أوكرانيا وتداعياتها.
ثم قامت الحكومة بوضع سقوف سعرية للدواجن وبعض الوجبات الغذائية، تسعيرة هي أيضا أعلى مما اعتاد عليه الناس سابقا !!!
وبدلا من قيامها بواجب المتابعة والمراقبة، وكبح جماح اهل الطمع والجشع من تجار الازمات، تركت الحبل على الغارب، لبعض تجار الخضار والفواكه، حتى تجاوز سعر بعض الأصناف اكثر من الدينار '' للكيلو الواحد'' ، فيما كان يباع الصندوق منها وقبل اسبوعين، وبوزن لا يقل عن خمسة كيلوات بأقل من دينار.
وتصرح الحكومة زورا وبهتانا بإن الرقابة الشديدة على الأسواق لم تُظهر وجود ارتفاعات كبيرة في أسعار السلع، وأنها تريد للتاجر الربح العادل.
فأين العدل في اسواقنا واسعارنا.. وارباح تجارنا ... يا حكومتنا ؟
ام انكم وكعادتكم شركاء في كل ربح؟
وأن المهم في نهجكم هو المزيد من الجباية ولو كانت على حساب كرامة وقوت الناس؟
وهل تقرأ الحكومة، حجم السخط عليها والتذمر من نهجها وسلوكها وقراراتها ؟
وما الذي جرى، ولماذا كل هذا العبث والتضييق على الناس، ولأجل من؟
وسؤالي لبعض التجار وللحكومة ، ما علاقة ارتفار اسعار الخضار والفلافل والدجاج والشاورما والمعجنات بالحرب على أوكرانيا؟
السؤال الذي يتكرر... لماذا كل هذا العبث الحكومي بقوت المواطن وخنقه وإذلاله وتسليمه لأهل الطمع والجشع بدلا من حمايته؟
وهل تعلم الحكومة.. انها تستفز المواطن، وتجهده، ليخرج عن طوره، ويذهب إلى الاحتجاج بكل الطرق التي تعلمها وترقبها وتعرفها؟
وهل تدرك الحكومة.. انها بقرارتها تضع البلاد على فوهة بركان من الغضب الشعبي، الذي اظنه سينفجر قريبا!
والسؤال.. هل هذه الارتفاعات في الأسعار، تحقق الأمن الغذائي، وتعود على الخزينة بالفائدة، ام انها تعدم ذلك وتمنعه؟
وطامة أخرى وكبرى.. إذ أعلنت الحكومة بالأمس ان فواتير الأسر التي لم تسجل على المنصة للحصول على الدعم للكهرباء ستتضاعف بين ثلاثة إلى خمسة أضعاف، وسأذكر على ذلك مثالا بحسب ما جاء في بيان الهيئة أن "الأسر التي تستهلك 100 كيلو واط ساعة شهريا ستتضاعف فاتورتها من 2.5 شهريا إلى 12 دينارا، والأسر التي تستهلك 200 كيلو واط ستتضاعف من 7.5 دينار إلى 24 دينارا. هل هذه التعرفة الكهربائية الجديدة التي ستطبق في بداية شهر نيسان القادم؟!!!
السؤال المهم هنا : لماذا نصدر الكهرباء للدول المجاورة بتسعيرة منخفضة، فيما ترفع على المواطن الأردني؟
والسؤال الثاني : فاذا لم يسجل الأردني على المنصة لعدم القناعة، وبقي الاستهلاك كما هو لماذا ترتفع القيمة.؟ هذه الحيل نعرفها جيدا ، و سبقها حيل مثلها، كدعم المحروقات والخبز ، لذلك المواطن لا يثق ابدا باي الية حكومية ويعرف في قرارة نفسه انها مقدمة لرفع سعر الخدمة ، وعملية تعمية لتمرير الاسعار الجديدة دون جلبة ..
وللحكومة صاحبة الولاية،الغائبة عن المشهد، ولبعض التجار من اهل الطمع والجشع ، أهديكم.. واذكركم. بحديث النبي -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : "مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ المُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ, كانَ حَقًّا عَلَى الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِن النَّارِ يَوْمَ القِيَامَةِ" (رواه الحاكم والإمام أحمد).
بِعُظْمٍ مِنْ النَّار: يعني بمكان عظيم من النار.
ختاما.. الى كل حر وشريف في الأردن،نصائح.. فاعلموا بها.. ان رمضان شهر تعبد، لا شهر تشهي وتحلي، ولا مانع من ذلك اذا تيسر، ولكن في ظل ارتفاع الأسعار، فإن المطلوب هو التالي :-
اولا..تكاتفوا وتكافلوا ، وآزروا بعضكم بعضا، فمن كان غنيا فاليوسع ويعين من كان فقيرا او محتاج.
ثانيا.. اقتصدوا في نفقاتكم... وتخيروا البدائل، واقصدوا المتاجر التي لم ترفع الأسعار.
ثالثا.. قاطعوا كل تاجر جشع ، وقاطعوا كل سلعة ارتفع سعرها من غير الضروريات، واقتصدوا.. في استعمال الضروريات.
رابعا..ترقبوا رفع اسعار الكهرباء.. واذا تجاوزت الحدود، فقوموا بفصل العدادات وتسليمها للحكومة،فليس من العدل او المعقول او المقبول ما يجري من جنون وتسعير وتشليح للمواطن وزيادة في الجباية والاذلال .
خامسا.. اكثروا من الاستغفار والدعاء، فما نزل بلاء الا بذنب، وما رفع إلا بتوبه.
واجعلوا للحكومة و التجار اهل الجشع والطمع وكل من رضي برفع الأسعار، نصيبا من دعائكم.