قد تكون مضاعفاته خطيرة.. تعّرف على مرض انتفاخ الرئة

تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الثلاثاء، عن انتفاخ الرئة، المرض الذي يعد التدخين سببًا رئيسًا للإصابة به، ولا علاج له سوى عدد من التدابير التي تُخفف حدة أعراضه، وتقلل من تطوره وظهور مضاعفاته.

وتوضح نشرة المعهد أسباب مرض انتفاخ الرئة، وأعراضه المبكرة والمتوسطة والشديدة، إضافة إلى مضاعفاته، وطرق تشخيصه، وإجراءات تخفيف حدة الأعراض وتقليل تطور المرض، ومتى يجب على من يشعر بضيق تنفس مراجعة الطبيب.

انتفاخ الرئة هو نوع من أمراض الانسداد الرئوي المزمن. مرض الانسداد الرئوي المزمن هو مجموعة من أمراض الرئة التي تجعل التنفس صعبًا وتزداد سوءًا بمرور الوقت، وهو طويل الأمد وناتج عن حدوث انسداد في المجاري التنفسية أو تضيقها، وذلك إثر تلف الحويصلات الهوائية أو زيادة حجمها، مما قد يؤثر على كمية الأكسجين الواصلة للدم.

يؤثر انتفاخ الرئة على الأكياس الهوائية في الرئتين. عادةً ما تكون هذه الأكياس مرنة أو قابلة للتمدد. عندما تأخذ شهيقًا يمتلئ كل كيس هوائي بالهواء، مثل بالون صغير. عندما تزفر، تنكمش الحويصلات الهوائية ويخرج الهواء.

يُعد التدخين السبب الرئيسي للإصابة بمرض انتفاخ الرئة. قد يعمل العلاج على إبطاء تقدم المرض، ولكن لا يمكنه عكس الضرر.

ما الذي يسبب انتفاخ الرئة؟
السبب الرئيس في الانتفاخ الرئوي هو التعرض للمهيجات المنقولة بالهواء لفترة زمنية طويلة، وتشمل:
– تدخين التبغ.

– تدخين الماريجوانا.

– تلوث الهواء.

– الأبخرة الكيميائية والتراب.

قد تتضمن الأسباب الأخرى وعوامل الخطر المحتملة للإصابة بانتفاخ الرئة ما يلي:
– التعرض لأبخرة كيميائية عالية التلوث أو مهيجات الرئة.

– يمكن أن تؤدي حالة وراثية تسمى (نقص ألفا-1 أنتيتربسين) إلى شكل نادر من انتفاخ الرئة يسمى انتفاخ الرئة المرتبط بنقص alpha-1.

– تاريخ التهابات الجهاز التنفسي في مرحلة الطفولة.

– ضعف الجهاز المناعي، وخاصة الناتج عن فيروس نقص المناعة البشرية.

– اضطرابات نادرة مثل متلازمة مارفان.

عوامل خطر الإصابة بانتفاخ الرئة :
تتضمن عوامل خطر الإصابة بانتفاخ الرئة ما يلي:
1. التدخين. هذا هو عامل الخطر الرئيسي. ما يصل إلى 75٪ من الأشخاص الذين يعانون من انتفاخ الرئة يدخنون أو اعتادوا التدخين.

2. التعرض طويل الأمد لمهيجات الرئة الأخرى. مثل الدخان السلبي، وتلوث الهواء، والأبخرة الكيميائية والغبار من البيئة أو مكان العمل.

3. العمر. معظم الأشخاص الذين يعانون من انتفاخ الرئة تزيد أعمارهم عن 40 عامًا عندما تبدأ أعراضهم.

4. الوراثة. وهذا يشمل نقص alpha-1 antitrypsin ، وهو حالة وراثية. كما أن المدخنين الذين يصابون بانتفاخ الرئة هم أكثر عرضة للإصابة به إذا كان لديهم تاريخ عائلي للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن

5. انخفاض وزن الجسم.

6. الإصابة باضطرابات الجهاز التنفسي لدى الأطفال، مثل العدوى الفيروسية أو الربو.

7. العيش في منطقة بيئتها ملوثة.

8. التعرض للتدخين السلبي

أعراض انتفاخ الرئة :
تختلف الأعراض التي قد تظهر على المريض المصاب بانتفاخ الرئة باختلاف مرحلة وشدة الإصابة بالمرض

أعراض انتفاخ الرئة المبكرة:
في المراحل المبكرة من انتفاخ الرئة قد لا يتمكن المريض من معرفة إصابته بالمرض، وذلك لعدم ظهور أي أعراض مميزة للمرض.

والجدير بالذكر أن العارض الرئيسي الوحيد في هذه المراحل المبكرة هو ضيق التنفس والذي عادة ما يبدأ بالظهور بشكل بطيء

أعراض انتفاخ الرئة متوسط الشدة :
بالإضافة إلى ضيق التنفس، قد يعاني المريض أيضاً من صفير وسعال الذي يستمر لفترات طويلة، وضيق أو ألم في الصدر، خاصة عند القيام بمجهود بدني..

أعراض انتفاخ الرئة الشديد:
قد تظهر على المريض أعراض تدل على تفاقم انتفاخ الرئة وحدوث المضاعفات لديه، منها :
– فقدان الشهية.
– الإكتئاب.
– مشاكل النوم.
– ازرقاق الشفاه أو الأظافر.
– الإعياء والتعب.
– التهابات الرئة المتكررة.
– الصداع، خصوصاً في فترة الصباح.
– فقدان الوزن غير المبرر.

المضاعفات:
عندما يصبح انتفاخ الرئة شديدًا أو لا يعالج بشكل صحيح، فقد تحدث مضاعفات خطيرة. قد تشمل هذه:

– الالتهاب الرئوي، والذي يمكن أن يكون جرثوميًا أو فيروسيًا.

– فشل القلب الرئوي (Cor-pulmonale) ، وهو فشل الجانب الأيمن من القلب.

– استرواح الصدر (Pneumothorax)، وهو عندما يتجمع الهواء بين الرئتين وتجويف الصدر مما قد يؤدي إلى انكماش الرئة.

– الحماض التنفسي (Respiratory acidosis)، وهو عندما لا تستطيع الرئتان الحصول على ما يكفي من الأكسجين، مما يؤدي إلى حدوث غيبوبة.

– نقص تأكسج الدم (Hypoxemia)، وهو عندما لا تستطيع الرئتان تزويد الدم بالأكسجين بشكل كافٍ.

كيف يتم تشخيص انتفاخ الرئة؟
سيبدأ الطبيب بالاستفسار عن التاريخ المرضي، ويسأل بشكل خاص عن التدخين:
ويمكن أن يطلب اختبارات مختلفة عن انتفاخ الرئة، بما في ذلك:

– اختبارات التصوير، مثل الأشعة السينية والأشعة المقطعية للرئتين.

– اختبارات الدم، لتحديد مدى جودة عمل الرئتين في نقل الأكسجين.

– قياس التأكسج النبضي ، لقياس محتوى الأكسجين في الدم.

– اختبارات وظائف الرئة، والتي تقيس كمية الهواء التي يمكن أن تتنفسها رئتيك وتخرج منه ومدى جودة توصيل الرئتين للأكسجين إلى مجرى الدم.

– اختبارات غازات الدم الشرياني (Arterial blood gases)، لقياس أكسجين الدم وثاني أكسيد الكربون في الدم
مخطط كهربية القلب (ECG)، لفحص وظائف القلب واستبعاد أمراض القلب.

علاج انتفاخ الرئة:
انتفاخ الرئة لا علاج له، ولكن هنالك عدد من التدابير التي يمكن الأخذ بها لتخفيف حدة الأعراض والتقليل من تطور المرض وظهور مضاعفاته، ومن هذه التدابير :

1. الاقلاع عن التدخين.
2. وصف العقاقير الدوائية التي تعمل على توسيع القصبات الهوائية.
3. وصف الأدوية الستيرويدية المستنشقة.
4. قد يحتاج الطبيب الى تزويد المصاب بجهاز الأكسجين الصناعي.
5. التدخل الجراحي لاستئصال الأنسجة الرئوية التالفة.
6. في الحالات المتقدمة والتي تهدد حياة المريض قد يحتاج الطبيب الى إجراء عملية زراعة الرئة، لكن والجدير بالذكر أنه مازالت نسبة نجاح عملية زراعة الرئة قليلة نسبياً.
7. العلاجات الوظيفية لإعادة تاهيل الرئتين.

متى تزور الطبيب؟
اذهب إلى طبيبك إذا كنت تعاني ضيقًا في التنفس لعدة أشهر دون مبرر، خاصة إذا كان يزداد سوءًا أو كان يتعارض مع أداء الأنشطة اليومية. لا تتجاهله بإقناع نفسك أن ذلك بسبب التقدم في العمر أو مرض معين. سارع بطلب الرعاية الطبية الفورية في حال كنت:

– تعاني ضيقاً في التنفس، لا تستطيع صعود السلالم.
– تحولت شفتيك أو الأظافر إلى اللون الأزرق أو الرمادي مع بذل المجهود.
– لا تشعر أنك يقظ ذهنيًا.