النقابي المخضرم ميسرة ملص يروي قصة اعتقاله ودلالات التشنج الرسمي
كتب المهندس ميسرة ملص - ماذا جرى يوم امس ب ٢٤ /٣ / ٢٠٢٢
من حيث الوقائع :-
تم اعتقالي حوالي ساعه ١٠ صباحا اثناء مغادرتي لمنزلي من قبل قوة امنيه تضم الشرطه والامن الوقائي و حتى الساعه ٩ والربع مساء و حجزت في مكتب وليس ( بالنظارة ) في مركز امن الرشيد وكانت التعامل محترم سواء عند الاعتقال او داخل المركز الامني وقد رافق الاعتقال حجز هويتي وتلفوني الخلوي (رغم انه كان يكفي الاتصال معي تلفونيا للحضور اليهم دون الحاجه الى ارسال قوة امنيه ترابط امام منزلي منذ الصباح) وقد صورت عائلتي عمليه الاعتقال ولكن طلبت منهم عدم نشرها واثناء مكوثي في المركز حضر ضابط من الامن العام واخذ افادتي التي لا تزيد عن ٤ اسطر لواقع ماتم معي دون توجيه اي تهمه لي واستفسرت منه عن التهمه ولم يجبني كما تم توقيعي على "مذكرة الجلب " و حينها اصريت على تعبئة التهمه الموجه لي حيث حتى الساعه ٥ مساء لا اعرف سبب اعتقالي فتم بعد التداول خارج المكتب اضافه التهمه ( المشاركه في تجمع غير مسموح ) واستغربت ذلك في نفسي وقلت عن اي تجمع يتحدثون وتذكرت لاحقا ان لجنه الانقاذ الوطني الاردني برئاسه الاخ امجد المجالي اصدرت بيان قبل حوالي الشهر و طالبت الملك بالافصاح عن ثروته و اعادة الاموال الى خزينه الدوله و اعلنت عن اعتصام مفتوح على دوار الداخليه بتاريخ ٢٤ / ٣ عدلته لاحقا باقامته عند ساحه المدرج الروماني وطبعا اثناء مكوثي لحوالي ٩ ساعات كان يرافقني دائما عنصر من الامن الوقائي نتبادل الحديث العام ومن ضمن الحديث العام تفاجأ انني تخربطت بان التاريخ هو ٢٥ / ٣ وليس ٢٤/ ٣ وصححني مستغربا بان التاريخ ٢٤ / ٣و اثناء وجودي في المركز الامني طلبت عدت مرات ضابط الامن الوقائي المسؤول وطلبت منه توضيح سبب اعتقالي وكان دوما يعتذر عن ذكر السبب
بالمضمون :-
على الصعيد الحقوقي:- كل ما جرى مخالف للدستور والقانون و العهد الدولي الانساني الخاص بالحقوق السياسيه والمدنيه والموقع عليه من حكومه بلدي "تصوروا "نحن في القرن ٢١ و يتفتق ذهن عبقري امني ان يعتقل من يعتقد انهم ينوون المشاركه في اعتصام ( اعتقال على النيه ) فيعمل على اشهار الاعتصام و ينشر اخباره و يعمل ردات فعل له اقوى مئه مره من السماح بعقده / تم اخباري من قريب لشباب اعتقلوا بانهم لم يكونوا ينوون المشاركه بالاعتصام معقول صاحب القرار مرعوب لهذه الدرجه
على الصعيد السياسي:- البلد تعاني من صعاب كبيرة جدا و مرهقه في وسط اقليم ملتهب وحجم المشاكل الداخليه فيها من بطاله وفقر و مديونيه لاتوصف و يزيد على ذلك الان حرب بين اكبر قوتين بالعالم ( ولو بالوكاله بالنسبه لامريكا )و يعلم الله مدى تاثيرها القاتل علينا ولو على الاقل على صعيد ارتفاع اسعار الطاقه واسعار المواد الغذائيه التي "اطلت" علينا من اليوم الاول للحرب والمشكله ان النظام يعتقد بان الحل لا يتم الا بالعصاه الامنيه و يغلق المجال تماما امام ايه حلول سياسيه او اصلاحيه ( الاعتصام حله بحبس من ينون المشاركه به / النقابات وصوتها العالي حلها بتزوير الانتخابات / حركه اسلاميه مغضوب عليها اقليميا حلها بتقليم اظافرها...الخ ) طبعا المهزله كل ذلك يجرى والنظام يسعى جاهدا لتسويق مايسمى توصيات لجنه تحديث المنظومه السياسيه" لجنه سمير الرفاعي" والتي نسفت من خلال ممارسات النظام من اسسها اذا كان لها اساس علاوة على ذلك هناك مشكله خطيرة جدا حيث اصبح هناك فرق هائل بالمعيشه مابين الطبقه الحاكمه والشعب الغلبان وهناك قناعه لدى عامه الشعب يهمس بها همسا واكيد ترصدها تقارير الاجهزة الامنيه بان هناك نهب لثروات البلد من قبل الطبقه الحاكمه
على صعيد المعارضه :- من الملاحظ ومن خلال استعراض اسماء المعتقلين ليوم الخميس فانهم يتركزون في شباب الحراك وحزب الشراكه والانقاذ ولجنه الانقاذ الوطني ( برئاسه الاخ امجد المجالي) و بعض النشطاء من نقابه المعلمين "المغدورة " وبعض المستقلين وهم اصحاب الصوت الاوضح والمباشر في المطالبه بالاصلاح وغالبا خطابهم يصل الى الملك و ان كنت مع ان يصل الخطاب الى الملك بدون مواربه و بشكل صريح و واضح وضمن مضمون خطاب الجماعات اعلاه الا انني ارى على ضرورة ان يبتعد ذلك عن التجريح بالملك او الاساءة اليه او الى اسرته بالمطلق (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ) ولا اظن ان عبدالله الثاني فرعون العصر والا ماكنت اجلس في بيتي بعد اعتقالي لساعات محدوده اخط هذا البوست بكل راحه وامان
على صعيد الشكر :-
بعد ان اقدم التهنئة لكل زملائي المعتقلين بسلامتهم اتقدم بالشكر للاحزاب ( ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية/ جبهه العمل الاسلامي / الشراكه والانقاذ / الوحده الشعبيه / الحياة / المستقبل / اردن اقوى ) والجماعات والملتقيات( الملتقى الوطني للدفاع عن الحريات) والشخصيات الوطنيه و بعض المنابر الاعلاميه ( جو ٢٤ / سواليف / قناة الجزيرة/ البوصله / السبيل / المجد / معذرة لمن لم اعرف عنهم ) على وقفتهم المشرفه للمطالبه بالافراج عن المعتقلين
وعلى الصعيد الشخصي اشكر اصدقائي واقربائي وابناء اصدقائي و جيراني و الشخصيات العامه والاعلاميه التي خصتني ببوست تطالب بالافراج عني كما اخص بالشكر نقابتي ( نقيب المهندسين و رئيس لجنه الحريات بالنقابه و محامي النقابه ) على "فزعتهم" لي واتصالهم معي بعد خروجي من الاعتقال حيث كان صديقي رئيس لجنه الحريات بالنقابه في المركز الامني قبل مرور ساعه على اعتقالي
والمفاجأة الجميلة لي ان عائلتي الصغيرة قد نضج افرادها و كبروا واصبحوا يتحملون المسؤوليه بكل صلابه مع كل العاطفه نحوي والخوف علي حتى حفيدتي الجميله استقبلتني اجمل استقبال وافتقدت لغيابي وكانها حست بما جرى رغم انها لا يتجاوز عمرها السنتين /و قرأت بيان اسرتي الصغيرة بعد خروجي وافتخرت بالمعاني الذي ضمته و لم يوازي فرحي بهذا البيان الا كلمات خطها ابنتي صديق لي عزيز متوفي رحمه الله كان مدير العمليات بشرطه العاصمه برتبه عميد ( اسد العاصمه ) تطالبان بالافراج عني رغم انه قد لا تتفقان مع خطي السياسي المعارض لكن ذلك لم يمنعهما من اتخاذ موقف الوفاء لصديق ابيهم
شكرا و اعتذر اني اطلت بهذا البوست ولكن رغبت ان اقارب كل الموقف السياسي من خلال حدث الخميس المشهود