معلمون ينشرون شهادات صادمة حول اعتقالات الثلاثاء!
منذ صباح الثلاثاء، تواصلت شهادات المعلمين والناشطين الذين جرى اعتقالهم على خلفية اعتقاد الأجهزة الأمنية بوجود نيّة لديهم بالمشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها مجلس نقابة المعلمين.
وكان من أبرز الشهادات، ما أفادت به الناشطة المعلمة رضى الفران من تعرّضها لانتهاكات جسيمة وغير معهودة، إذ لم يسبق للأردنيين أن سمعوا تعرّض سيدة أردنية لمثل ما تعرضت له الفران.
كما تعرّض معلمون لانتهاكات، بالإضافة إلى حجز حريتهم دون سبب، وقد سُجّلت حالات عديدة لاعتقال معلمين ونقابيين وناشطين أمام أبنائهم الأطفال، أو مطاردتهم على نحو غير مفهوم، سيّما أن أحدا منهم ليس من أصحاب الأسبقيات.
والد المعلم والنقابي، علاء أبو طربوش، قال في منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "كان علاء يركب سيارته أمام بيته في عمان ومعه أطفاله ليوصلهم إلى المدارس، وقبل أن يحرك السيارة اعترضته سيارة مدنية ترجل منها (٤) رجال أنزلوه بالقوة من سيارته أمام زوجته وأطفاله، مدعين أنهم أجهزة أمنية وصادروا هاتفه وخطفوه بالبيجامة رافضين أن يغير ملابسه".
وقال د. علي مقابلة: "تم اعتقالي من أمام بيتي الساعة الثامنة صباحاً اثناء وجودي في السيارة متوجهاً لعملي وإيصال ولديَّ للمدرسة".
وقال المعلم النقابي أيمن العكور: "جرى احتجازي من الحادية عشرة صباحا بعد مطاردة في شوارع الصريح بثلاث سيارات".
ونشرت المعلمة والناشطة رضى الفران التفاصيل المؤلمة لعملية اعتقالها، قائلة: "في تمام الساعة الثامنة صباحا سمعت طرقا خفيفا على باب شقتي، فقمت وإذ بحارس العمارة يقول إن شركة الكهرباء قطعوا الكهرباء عنك، استغربت ونزلت لاستطلاع الخبر، وصلت فلم أجد أحدا، فنظرت إلى باب العمارة ولمحت سيارة ميتسوبيشي لانسر لون سلفر، فدخلت العمارة وقبل أن أدخل أحاطني ضابط أمن وقائي وشرطية، وطلبوا مني الذهاب معهم قائلين: "أستاذة رضى تفضلي معنا مطلوب القبض عليك، ولو سمحتي تركبي معنا ولا تحاولي استعمال القوة لأن معنا أوامر بحملك ووضعك داخل السيارة، فرفضت وقلت له تريد اعتقالي بملابس النوم؟ بدكم تعملوا معي مثل ما اعتقلتوا الشباب يوم الخميس؟ أنا سيدة محترمة كيف بدك تأخذني بالبيحاما؟ ما بتستحي على حالك سيدة تذهب معكم بهذا الشكل؟".
وأضافت الفران: "استطعت أن أفلت منهم ونزلت إلى مكان ساعة الكهرباء ورفعت القاطع، فقاموا باللحاق بي وكل غايتهم نزع هاتفي، طبعا الشرطية قامت بخطف هاتفي وأعطته لضابط الأمن الوقائي، وبعدها قاموا بأخذه قلت لهم انتظروني وسأحضر، وهذا هاتفي تمت سرقته، وركضت على الدرج وهم يصرخون وسكان العمارة ينظرون، وصلت باب شقتي وعندما دخلت استطاعوا الدخول إلى الشقة، فقلت لهم هذا اسمه انتهاك لحرمة البيوت، فقال معنا أوامر ناخذك من غرفة نومك، فقلت اخرج من بيتي، ولكنهم تبعوني ودخلوا غرفة النوم الخاصة بي، فقلت لهم أريد تغيير ملابسي، ألا يكفي أن معكم مفاتيح البيت والهاتف؟ اتركوني حتى ألبس وأدخل الحمام على الأقل، فقال لها الضابط ادخلي معها الحمام يا نور!".
وتابعت: "بالفعل، دخلت الشرطية معي الحمام، فقلت لها هذا كثير وحرام كيف تفعلون ذلك؟ قالت بدير وجهي وما بتفرج عليكي! وبعد أن استخدمت الحمام وغسلت وجهي وأسناني وتغيير ملابسي الداخلية، وخرجت لإكمال ارتداء ملابسي، فقلت شو بدك تظل واقف؟ بدي أغير! قال "طيب غيري مين ماسكك"، فأجبته كيف أنزع ملابسي وأنت أمامي استحي واخرج، وبالفعل خرج وبقيت الشرطية معي حتى انتهيت من ارتداء ملابسي وخرجت وركبت معهم السيارة دون أن أعلم الوجهة التي سأنقل لها".
وقالت الفران: "وصلنا مركز أمن الزهور فطلبت منهم اعطائي هاتفي حتى أخبر أخي والمحامي ليكونوا معي، فرفضوا وقالوا ممنوع، فسألتهم عن سبب وجودي هناك، فقالوا إنني متهمة بمقاومة موظفين بتاريخ 21/12/2021 فقلت إنني في ذاك اليوم كنت في مركز الحسين، المهم أنهم سألوني إن كنت معلمة، وقالوا إنني كنت سأخرج للدوار الرابع".
المحامي جمال جيت، نشر أيضا حيثيات توقيفه والتي قال إنها تشبه "مسلسل مرايا"، قائلا: "أثناء خروجي من منزلي باتجاه عملي تبين وجود بكب أمني عائد للأمن الوقائي مركز سهل حوران. اتجهت نحوهم وبعد أن سلمت عليهم وسألتهم اذا كنت مطلوب واذا كانوا يرغبوا باعتقالي؟ لكنهم نفوا ذلك بشكل قاطع وانا أكدت عليهم اذا كنت مطلوب انا جاهز لتسليم نفسي، ولكنهم اكدوا أيضا على نفيهم، بعدها سألتهم عن اسلوب المراقبة وتواجدهم أمام بيتي هذا تكرر لعدة مرات، وفهمت أن هذا مرتبط بدعوة للمعلمين من مجلس النقابة لإعتصام، فقلت له أنني لولا انشغالي لذهبت لمدير الأمن الوقائي في مركز سهل حوران، وحتى الإدارة الرئيسية اما اسلوب المراقبة هذا فهو من زمن الخمسينات والستينات ولا يليق بنا في الاردن 2022".
وأضاف: "ركبت سيارتي وتوجهت الى اربد وتحركت السيارة خلفي وبقيت تسير خلفي من الشجرة قمت بالاتصال بنقيب المحامين وأخبرتهم أنني بلغت نقيب المحامين وأنني متجه إلى المدعي العام، حيث لدي عمل هناك، وقال لي حقك".
وتابع: "بعدها أكملت طريقي وهم خلفي، تواصلت مع زوجتي وأخبرتها ما يحدث معي، وإذ بسيارة مدنية تعرض بمنتصف الطريق وتوقفت على اليمين وأغلقت الهاتف، وحضر ٣ رجال أمن مدنيين وطلبوا رخصة السيارة وأنهم مباحث مرورية، واحتجز هاتفي وطلب من أثنين من أفراد الأمن مرافقتي بسيارتي لجهة لا أعرفها حتى وصلت لمركز أمن الحي الشرقي حوالي الساعة (١١:٣٠) وبدأ التعامل معي على أساس مخالف للسير، وأن الرخصة منتهية الصلاحية وبانتظار إحضار رقيب سير لمخالفتي! أخذت الموضوع بسخرية وضحك وقلت لهم سيارة امن أمام بيتي ومرافقيتني وسيارة تعترض طريقي لان الرخصة منتهية الصلاحية! فعلا شفنا وياما حنشوف!".
واختتم جيت منشوره: "بقيت في قضائية المركز الأمني حتى الساعة ٤:٣٠ أخذوا افادتي وأبلغوني أنني هنا لنيتي المشاركة باعتصام المعلمين المنوي إقامته في عمان، أبلغتهم أنني متجه لعملي في اربد وتم إيقافي في الطريق، وأن هذا الاعتصام يخص المعلمين وليس الناشطين والمحامين، وقعت على افادتي وبعدها انتظرت ساعة حتى جاء القرار من الإدارة بتركي وشأني وحضر رقيب سير على المركز الأمني وحرر مخالفة سير، وبعدها غادرت".