مفاوضات أوكرانيا تستأنف اليوم وأوروبا تواجه موعدا نهائيا يتعلق بالغاز الروسي
واجه المشترون الأوروبيون للغاز الروسي الجمعة، موعدا نهائيا لبدء السداد بالروبل، بينما من المقرر استئناف المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 5 أسابيع حتى مع تأهب أوكرانيا لمزيد من الهجمات في الجنوب والشرق.
تسبب الهجوم الروسي لأوكرانيا في مقتل الآلاف وفرار الملايين ودفع الولايات المتحدة وحلفاءها في جميع أنحاء العالم إلى فرض عقوبات على الكيانات الحكومية والشركات ورجال الأعمال الروس.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية الجمعة، عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية القول إن روسيا سترد على عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وقال نيكولاي كوبرينيتس لوكالة الأنباء "لن تظل أفعال الاتحاد الأوروبي بدون رد... العقوبات غير المسؤولة التي تفرضها بروكسل تؤثر سلبا بالفعل على حياة الأوروبيين العاديين اليومية".
وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس، مشتري الطاقة الأوروبيين بالدفع بالروبل اعتبارا من اليوم أو مواجهة وقف العقود الحالية.
ورفضت الحكومات الأوروبية إنذار بوتين ووصفته ألمانيا، أكبر متلقي للغاز الروسي في القارة، بأنه "ابتزاز".
ولهذه المواجهة المتعلقة بالطاقة تداعيات جسيمة على أوروبا بينما يجوب المسؤولون الأميركيون العالم لإبقاء الضغوط على بوتين حتى يوقف الهجوم الذي أدى إلى نزوح ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة.
معارك مقبلة
قالت موسكو في محادثات هذا الأسبوع إنها ستقلص الهجمات بالقرب من العاصمة كييف وفي الشمال كبادرة حسن نية وتركز على "تحرير" منطقة دونباس في جنوب شرق أوكرانيا.
ولكن كييف وحلفاءها يقولون إن روسيا تحاول إعادة تنظيم صفوفها بعد تكبدها خسائر من هجوم أوكراني مضاد أدى لاستعادة السيطرة على مناطق على مشارف العاصمة بالإضافة إلى مناطق استراتيجية في الشمال الشرقي والجنوب الغربي.
وأظهرت لقطات مصورة من إربين، على الطرف الغربي لكييف، دبابات روسية مدمرة وسط مبان تعرضت للقصف وفرق أوكرانية ترفع جثث الضحايا.
وقالت ليليا ريستيك وهي من سكان إربين "كنا نعلم أنهم (الروس) يُدفعون للخروج لكن عندما جاء جيشنا أدركت تماما أننا تحررنا. كانت سعادة تفوق الخيال".
وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة أدلى بها في وقت متأخر من مساء الخميس، من معارك مقبلة في دونباس ومدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة في الجنوب.
وقال زيلينسكي "ستكون هناك معارك في المستقبل. ما زلنا بحاجة إلى السير في طريق صعب جدا للحصول على كل ما نريده".
وقال سفير أوكرانيا لدى اليابان سيرجي كورسونسكي الجمعة، إن بلاده ستتمكن قريبا من حماية أجوائها ومدنها بشكل أفضل من الهجمات الروسية لأنها تتوقع عتادا عسكريا "فائق الحداثة" من الولايات المتحدة وبريطانيا.
وأضاف في مؤتمر صحفي "لا تزال لهم الغلبة في القوة الجوية والطائرات والصواريخ، ونتوقع أن نبدأ تسلم عتاد فائق الحداثة من الولايات المتحدة وبريطانيا لحماية سمائنا ومدننا".
ومن المقرر أن تستأنف مفاوضات السلام عبر الإنترنت الجمعة. وأفادت وزارة الدفاع البريطانية على تويتر أن موسكو تعيد نشر قوات في أوكرانيا من المناطق الانفصالية التي تدعمها في جورجيا سعيا لتدعيم موقفها.
وأضافت أن هذه التعزيزات تشير إلى تكبد روسيا خسائر غير متوقعة.
ويقول مسؤولون أميركيون وأوروبيون إن بوتين يتعرض لتضليل من القادة العسكريين بشأن الأداء السيء لجيشه.
آمال إنسانية
تأمل السلطات الأوكرانية في إجلاء المزيد من السكان من ماريوبول بعد موافقة روسيا على فتح ممر إنساني الجمعة، لكن عدة اتفاقات سابقة انهارت وسط تبادل للاتهامات.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك إن القوات الروسية أوقفت 45 حافلة أُرسلت لإجلاء السكان من ماريوبول الخميس، خارج بيرديانسك التي تبعد نحو 75 كيلومترا إلى الغرب.
وكتبت في منشور على الإنترنت أن أوكرانيا ستواصل الجمعة، محاولة فتح ممر إنساني إلى ماريوبول "حتى لا نترك شعبنا بمفرده".
وقالت هيئة الأركان العامة في منشور على فيسبوك إن القوات الأوكرانية ما زالت تسيطر على ماريوبول، وهي بوابة للبحر الأسود تربط ممرا استراتيجيا بين دونباس وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.
وتفيد تقديرات مكتب رئيس البلدية بمقتل خمسة آلاف شخص.
وهناك عشرات الآلاف محاصرون منذ أسابيع ويواجهون شحا في الطعام والماء والإمدادات الأخرى في المدينة التي كان يقطنها سابقا نحو 400 ألف شخص والتي تعرضت لدمار شديد جراء القصف.
وفي بلدة تروستيانيتس في الشرق شوهدت علامات على نجاح هجوم أوكراني مضاد. فقد انتشرت دبابات روسية محترقة وذخيرة تركها الجنود على الطرق الموحلة.
وقالت امرأة تدعى لاريسا "أمضينا 30 يوما في القبو مع أطفال صغار. لا يزال الأطفال يرتجفون".
ومع ارتفاع أسعار الوقود العالمية بسبب الحرب، أطلق الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس، أكبر سحب على الإطلاق من احتياطيات النفط الأميركية.
وأعلن سحب 180 مليون برميل بدءا من أيار/ مايو، لكن هذه الكمية لا تغطي ما فقدته الولايات المتحدة من النفط الروسي الذي حظره بايدن هذا الشهر
وتهدد الحرب أيضا بتعطيل إمدادات الغذاء العالمية، ونشر مسؤول بالحكومة الأميركية صورا لما قال إنها أضرار لحقت بمنشآت تخزين الحبوب في أوكرانيا التي كانت رابع أكبر مصدر للحبوب في العالم الموسم الماضي.
رويترز