عن قانون الانتخاب و الاعتقالات على النية و تعذر رؤية الهلال

 

كتب محرر الشؤون المحلية - كما كان متوقعا و مرتقبا ، اقر النواب قانون الانتخاب كما جاءهم من اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ، ولا نقول كما جاءهم من الحكومة ، لان الحكومة تعهدت بتبني مشروع اللجنة حرفيا  والدفاع عنه ..

النواب  ،صادقوا بمنتهى السهولة على قانون  الانتخاب   ، ١٠ ساعات كانت كافية لاقرار قانون   لم يحترم الحقوق المكتسبة ،ووضع كوتا كبيرة لاحزاب غير موجودة ،قانون قلب الموازين والمعايير ،  وضحى بالمرتكزات والثوابت لينسجم او ليتوافق  مع ال master plan الموضوع لنا ..
قانون يعرف النواب بان اقرارهم له يعني تفريطهم بالدولة والحلم ، ومع ذلك صادقوا عليه بجلستين فقط!!!

جميع مراكز القرار اما صمتت  بمعنى تواطأت ، او شاركت  في حبك  المشروع " المؤامرة" وتمريره .
 كنا نظن -ويا لسوء المنقلب - ان هذه المرجعيات امينة علينا ،  و موجودة لحماية هذه الثوابت والمرتكزات ،وليس حماية مصالحها ومكتسباتها و طموح قياداتها وافرادها،  ليتبين فيما بعد ، او بعد فوات الاوان ، ان ظننا كان في غير محله ، وان هؤلاء قد حسموا خياراتهم و فضلوا الخلاص الذاتي .. 

ويبقى ان نقول في هذا السياق ان هؤلاء  جميعا شاركوا في اضعاف دورهم وحضورهم  و قلصوا من صلاحياتهم بانفسهم ،  كما شارك النواب،  من قبل ومن بعد ، في اضعاف سلطتهم  وقواعدهم من خلال التعديلات الدستورية التي مرروا  و  قانون الانتخاب الذي صادقوا عليه مؤخرا . 


- ونعود لمسألة الاعتقالات ، اعتقال النشطاء و زجهم في الزنازن و السجون ،لاجآل تقررها السلطة ،  لنتحدث اليوم عن شكل جديد ، من الانتهاكات في هذا الباب ، حيث تبنت السلطة  اسلوبا جديدا اخذت تستخدمه للحيلولة دون وصول النشطاء لمواقع الفعاليات الاحتجاجية التي اختيرت من قبلهم، بمعنى ان الاجهزة الامنية ، بدأت في مناسبتين للان  باعتقال النشطاء الذين تظن انهم سوف يشاركون في الفعالية المزمع عقدها ، اي ينوون المشاركة في اعتصام او مسيرة او وقفة احتجاجية سلمية مقررة فيما بعد .. وهو ما اُطلق عليه "اعتقال على النية" . 

اما دلالة هذا التعدي على البنية المؤسسية والقانونية والاخلاقية للدولة فنلخصها بعبارة واحدة: ان السلطة  تعرف جيدا انها قد افلست سياسيا وموضوعيا واخلاقيا ، وبالتالي فانها تشعر بشكل عميق بالتهديد والخطر .. 

- و في سياق غير متصل بما جاء اعلاه البتة ، يتفاعل الاردنيون مع موضوع تعذر رؤية هلال رمضان ، وكيف ان الاردن الرسمي اختار ان يشذ عن محيطه ، فجميع الدول المجاورة اعلنت  اليوم السبت غرة الشهر الفضيل ، ونحن اخترنا ان نبدأ الصيام اعتبارا من يوم غد الاحد.. الناس التبس عليها الامر ، ولم تعرف اي الرأيين اكثر صوابية او شرعية ، نحن هنا في الاردن  ام جميع دول المنطقة والاقليم دون استثناء ؟!!
ها هي الحكومة تضع الناس من جديد امام اسئلة صعبة ، وكأننا بها تريد ان تزرع بذور الشك في كل شئ من حولنا ، حتى في اعلان موعد شهر رمضان المبارك ..