عراق الطبل.. منطقة سياحية طبيعية مهملة في اربد
أفقد تردي البنية التحتية في موقع "عراق الطبل” في بلدة عنبة بلواء المزار الشمالي أهمية الموقع سياحيا واقتصاديا، رغم ما يتمتع به من جمالية منفردة تستدعي الاهتمام والترويج له.
وقد يوفر الموقع، في حال تأهيله، فرصا استثمارية لأبناء المنطقة، من حيث تقديم خدمات السياحة للمتنزهين والزوار ليس أقلها بيع السلع أو المشروبات، في لواء يعاني نسبة كبيرة من سكانه الفقر والبطالة باعتباره أحد جيوب الفقر في المملكة.
غير أن الموقع بوضعه الحالي من ترد للبنية التحتية، يصعب حتى الوصول اليه، ولا يعد موقعا جاذبا للعديد من السياح والمتنزهين رغم جماليته وتفرده بالعديد من الخصائص السياحية.
ويتميز "عراق الطبل” السياحي بالجبال الشاهقة والوديان المكسوة بأشجار الملول والسنديان والبطم والزعرور والخروب والسويد والقيقب والإجاص البري والأعشاب والأزهار البرية.
ويعيش في ظل الغطاء النباتي لعراق الطبل الممتد لأكثر من 15 دونما حيوانات منها الخنزير البري والثعلب (الحصيني والضبع والسنجاب والعكس والنيص والذئب والقنفذ والخلند والأفاعي، كما توجد الطيور بشقيها الجارح وغير الجارح مثل العقاب والصقور والنسور والدويري والزريقي والحمام البري والسود والبلبل والقبرة والحسون والصفرة والهدهد).
وعراق الطبل تبعد أقل من كيلومتر واحد عن يمين الطريق الرئيس المؤدي إلى بلدة المزار الشمالي وسط الغابات؛ حيث يمكن الوصول إلى طرفه السفلي والصعود لقمته سيرا على الأقدام عبر طريق زراعي ترابي.
وتكررت مناشدة المواطنين في بلدة عنبة للمسؤولين طوال عشرات السنين من خلال زيارات ومذكرات للاهتمام بهذا الموقع السياحي الخلاب، إلا أن الموقع ما يزال يعاني الإهمال لغاية الآن.
ويتطلع أهالي المنطقة إلى إقامة منتجع بيئي يستمد من جمال الطبيعة واعتدال مناخ عراق الطبل خصوصية مميزة، إضافة إلى إقامة تلفريك يمتد من منطقة الإبراهيمية إلى عراق الطبل وإمكانية إنشاء سد مائي في المنطقة للتمتع بالأجواء هناك.
وقال المواطن غسان بني عواد "إن المنطقة تعد من أجمل المناطق في الأردن وتضاهي جماليات المناطق السياحية التي تعد مقصدا للسائحين هناك، إلا أن إهمال الجهات المعنية بعمل مشاريع سياحية يحول دون استثمارها بالطريقة الصحيحة لتعد مصدر جذب للسائح من أنحاء العالم كافة”.
وأشار إلى أن الطريق الذي يوصل إلى "عراق الطبل” متهالك وتنتشر فيه الحفر بشكل لافت، الأمر الذي يحول دون وصول المتنزهين إلى الموقع السياحي، إضافة إلى افتقار الموقع إلى أي خدمات وبنى تحتية لتشجيع السائح على الذهاب إليه.
وأوضح أن الاستثمار في هذا الموقع السياحي سيعود بالفائدة على سكان المنطقة من ناحية توفير فرص عمل لمئات الشبان المتعطلين عن العمل، إضافة إلى رفد موازنة الدولة بأموال إضافية.
وقال بني عواد "إن استغلال الموقع السياحي من شأنه تأمين مصدر دخل للعديد من الأسر التي تعاني من الفقر في غياب المشاريع التنموية في المنطقة”، مؤكدا أن استغلال الموقع السياحي بات مطلبا ضروريا لسكان المنطقة.
وقال المواطن أحمد جوارنه "إن المنطقة تفتقر لخدمات البنية التحتية، من طرق معبدة وكهرباء وماء وساحات لوقوف السيارات وألعاب أطفال واستراحات وأماكن للتخييم وممرات فرعية لممارسة رياضة المشي”.
وأشار إلى أن المنطقة في وضعها الحالي تشكل خطرا على المتنزهين القادمين من خارج المنطقة بسبب تشابك الصخور مع بعضها بعضا، الأمر الذي يتطلب وجود نقطة أمنية مجهزة بطاقم إسعافي.
وقال المدير التنفيذي لبلدية المزار الشمالي المهندس إياد الجراح "إن البلدية حاولت منذ سنوات إقامة مشاريع في المنطقة بالتعاون مع القطاع الخاص، إلا أنها واجهت عقبات كون الموقع عبارة عن حراج مملوك لوزارة السياحة”.
وأشار إلى أن البلدية قامت بعمل دراسة متكاملة قبل أكثر من 20 سنة من أجل إقامة مشروع تلفريك يربط منطقة الإبراهيمة بعراق الطبل بالتعاون مع القطاع الخاص، إلا أن المشروع لم ير النور لغاية الآن.
وأكد الجراح أن موقع "عراق الطبل” من أجمل المواقع السياحية في الأردن ولكن عدم استغلاله لغاية الآن وسوء البنية التحتية وعدم الترويج له كلها أمور تحول دون إمكانية استقطاب المتنزهين من جميع المناطق.
وأشار إلى أن استغلال المنطقة سياحيا سيوفر المئات من فرص العمل لسكان اللواء وتنمية الصناعات الحرفية وإنعاش مختلف أنواع السياحة.
وطالب بربط المنطقة بغابات برقش ومغارة الظهر في لواء الكورة واشتفينا في عجلون لتشكيل إقليم سياحي يستقطب آلاف السياح من شتى مناطق العالم.
وقامت وزارة السياحة، ضمن خطتها لتطوير وتحسين المواقع السياحية بمحافظة إربد المدرجة على مشاريع اللامركزية للمحافظة في سنوات سابقة، بطرح عطاء تطوير موقع عراق الطبل في بلدة عنبة بلواء المزار الشمالي بمبلغ (50) ألف دينار.
وطرحت الوزارة عطاء تطوير موقع عراق الطبل السياحي بمنطقة عنبة بالصحف اليومية، ودعت المقاولين لزيارة الموقع والاطلاع على طبيعة العمل المنوي تنفيذه، والذي يشتمل على مواقف للسيارات ووحدات صحية وأكشاك.
وبدورها، قالت مديرة سياحة إربد الدكتورة مشاعل الخصاونة "إن منطقة عراق الطبل تعد من أجمل المواقع السياحية وبحاجة إلى تأهيل وإقامة بنية تحتية”.
وأضافت "أن الوزارة قامت بعمل مشروع سياحي في المنطقة، وهو عبارة عن كرفانات وأكشاك سياحية وتم تعيين حراس عليها وبانتظار تأجيرها للمجتمع المحلي”.
وأوضحت الخصاونة أن الزراعة اشترطت عند إقامة أي مشروع على أراض حرجية أن تكون إدارته لوزارة السياحية وليست لبلدية المزار الشمالي.
وأشارت إلى أن الطريق المؤدي إلى عراق الطبل بحاجة إلى إعادة تأهيل كما العديد من الطرق المؤدية إلى المواقع السياحية في محافظة إربد.
ولفتت إلى أن الموقع السياحي لعراق الطبل لا يقل أهمية عن أحراش عجلون ويمكن إقامة مشروع تلفريك في المنطقة بالتعاون مع القطاع الخاص لتنمية المنطقة سياحيا.
(الغد)