الحركة الاسلامية تنتقد اندفاع الاردن نحو التطبيع.. وتدعو لتصفير الازمات الداخلية



أقامت جماعة الإخوان المسلمين إفطارها السنوي مساء الثلاثاء في قاعة جبري المركزي، بحضور عدد من النواب والنقابيين والإعلاميين والسياسيين، فيما كان لافتا حضور رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي.

وفي كلمة له طالب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين المهندس عبد الحميد الذنيبات بسرعة وضرورة إنجاز إصلاح سياسي حقيقي، يكون مدخلاً للإصلاح الشامل في كافة المجالات، مؤكدا "تمسّك الحركة الإسلامية بنهج الوسطية والاعتدال والمشاركة الفاعلة في مختلف مجالات الحياة العامة والعمل السياسي والاجتماعي، وحرصها على تعزيز المشاركة الشعبية في الحياة السياسية والعامة".

وأضاف: حرصنا هذا ينبغي أن ترافقه إجراءات وممارسات رسمية تعزز الثقة بالعملية السياسية وتوقف التدخلات غير المقبولة التي تصرف الناس عن الانخراط في الحياة السياسية، وتفكيك الأزمات التي يدفع ثمن استمرارها الوطن والشعب، وتلحق الضرر بالجميع.

وزاد: "إن هناك خطرا يتهدد ثقافة المجتمع وهويته الحضارية، وسنبذل كلّ جهد مستطاع لتعزيز هذه الهوية والدفاع عنها في مواجهة المخططات الدخيلة على شعبنا ومجتمعنا وأمتنا، كما ستنهض الحركة الإسلامية بواجبها وتقوم بدورها في مواجهة التطبيع مع الكيان الصهيوني واحتواء تداعياته، وتحصين الشعب الأردني وشعوب الأمة من اختراق فكرها ووعيها وثقافتها".

وتابع الذنيبات بالتعبير عن أسفه لكون "الأردن ليس بمنأى عن قاطرة التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، حيث اندفعنا خلال الشهور الماضية في مشاريع التطبيع مع الاحتلال عبر اتفاقية الماء مقابل الكهرباء، كما دنّس عدد من قادة الكيان المحتل أرض الأردن، في وقت يواصلون فيه سياساتهم الاستيطانية، وجرائمهم بحق أهلنا في فلسطين، ويمعنون في استهداف مدينة القدس والمسجد الأقصى باقتحامات لا تتوقف، وهو ما ينذر بتصعيد الأوضاع خلال هذا الشهر، حيث يخطّط المستوطنون، بدعم من حكومتهم المتطرفة، لاقتحامات كبيرة في أعيادهم المزعومة، وهو ما لن يمرره المقدسيون الذين يقفون لهم بالمرصاد".

وفي كلمة له، بالحفل الذي أداره الناطق الإعلامي باسم الإخوان المسلمين معاذ الخوالدة، أكد أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، مراد العضايلة، "حاجة الأردن لتصفير كلّ الأزمات والمشكلات الداخلية في البلاد، والحرص على جمع كلمة الأردنيين ووحدة صفّهم في مواجهة العدوّ الذي يترصّدنا في كلّ سبيل".

وتساءل العضايلة: "ماذا يعني أن يتحدث سفير دولة كبرى بأنه يتحالف مع الدولة العميقة في البلد؟ ... لقد وصلنا إلى أن يتم اعتقال الأحرار على النية، وأن يتم اعتقال الحرائر والنساء، وبالتالي ما هي الرسالة التي تريدون إيصالها، والمطلوب أن تقرأوا رسالة الشعب الأردني، الذين رفضوا المشاركة في الانتخابات البلدية الأخيرة".

وفي كلمة له، قال عاطف قعوار: "أتشرف كرجل عربي مسيحي أن أقف مع إخواني المسلمين، وحب الوطن ليس محصوراً بمسلم أو مسيحي، والوطنية يحركها الظلم المجتمعي الذي يقع على الشعوب بمكوناتها الإثنية والعرقية والاستبداد الذي تعاني منه الأوطان".

وأضاف: "أن رمضان في هذا العام جاء بظروف محلية وإقليمية حرجة جداً، ونحن في الأردن نعاني من تضييق للحريات وتراجع للديمقراطية، وتراجع كبير في الإدارة الحكومية، وزعزعة الاستقرار وتراجع هيبة الدولة".

وأعرب عن أسفه من تزايد حالات التطبيع العربي مع الاحتلال، في ظل ضغوطات تتعرض لها هذه الأنظمة من الغرب.

وفي كلمة مصوّرة له، قال الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل: "الأمة تعيش حالة شعور بالقهر والضعف نابع من الواقع الذي قادها إليه ولاة أمرها، ومن طرف آخر الأعداء الذين يوجهون إليها السهام من كل جانب".

وقال: "هذا العام عام مميز فيما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى في ظل تزامن شهر رمضان مع الأعياد اليهودية، والحديث عن اقتحامات قادمة للمسجد الأقصى المبارك، ويبدو أن الصهاينة ووقوف شعبنا دفاعاً عن المسجد الأقصى، قد جعل الاحتلال لا يفكر بعقله وانما بعضلاته، وشعبنا الذي لم يفرط بالاقصى العام الفائت، لن يفرط به هذا العام".

وفي كلمة له، انتقد النائب صالح العرموطي الأوضاع الاقتصادية، قائلا إن المديونية قهرت الشعب الأردني.

كما استهجن العرموطي حالة تراجع الحريات والاعتقالات، متسائلا: "كيف تعتقل حرائر الأردن، بهذه الصورة وهم يدافعون عن الوطن، وكيف يتم اعتقال قادة الأحزاب السياسية؟".

واستذكر العرموطي معركة الكرامة، التي قادها الجيش الأردني، رافضا الهرولة الرسمية نحو التطبيع مع الاحتلال الصهيوني.

ورفض العرموطي أن يوقع الأردن 14 اتفاقية مع الاحتلال، كما رفض استقبال رئيس الكيان الصهيوني في الأردن، في ظل الاستهداف الصهيوني للأردن وطناً وشعباً.

وشدد على أنه لا يوجد قدس شرقية أو غربية، وإنما القدس عاصمة للدولة الفلسطينية القادمة.