ثغرات المكافحة تهدد امن المجتمع بالمخدرات !



يبدو ان مسألة استمرار تدفق المخدرات عبر الحدود الشمالية (بالهبل) مسألة شيطانية اكثر مما كنا نتوقع ومرتبطة كليا بعالم الاسرار. المخدرات تتكدس وسعرها اقل من اسعار الملفوف والفليفلة الحلوه والازمة تراوح مكانها. قبل ايام اصيب فردان من ابطال ادارة مكافحة المخدرات باعيرة نارية اثناء مداهمة نوعية لضبط مخدرات في عمان مصدرها الحدود ونتمنى لهما الشفاء، وبهذا الاعتداء الجبان يثبت ان لدينا مشكلة كبيرة في دخول المخدرات عبر الحدود وهنا يجب الاعتراف بالحقيقة للتمكن من استعادة التحكم بزمام الامور من جديد.

بلغة امنية فصحى يكفي القول انه خلال شهر شباط الماضي القى نشامى الامن العام القبض على 3092 متورطا بتهم الترويج والتعاطي، اي بمعدل يزيد عن المئة اردني يوميا، وهذا ربما لا يحدث الا في المكسيك، وبذلك تكون كل العائلات الاردنية مهدده ومرشحه للاصابة بالادمان بمن فيهم ابناء الطوابق الاجتماعية العليا وانتم كذلك ايها المطمئنون ومن لا زلتم تعتقدون انكم بمنأى عنها، فلا تتفاجأوا ان تورط احد ابنائكم او بناتكم بالادمان، او داهمت منازلكم الشرطة بغتة لاعتقالهم او بحثا عن مخدرات.

حسب المقاييس الامنية تعتبر كل اجراءات ضبط الحدود واجبة المراجعة الدورية، اذا لم ينقطع سيل التهريب والمسألة اصبحت مريبه ويلفها الغموض.

قافلة المخدرات تتقاطر وطريقها سالكة وتسير سيرا آمنا بصمت، وقواعد الاشتباك النارية هذه حسنة، لكنها عالجت فقط الجزء البسيط المسلح من المشكلة، ولم تظهر نتيجة تطبيقها اية اعراض تشير لانخفاض ملموس بمستوى المتاجرة والترويج والادمان، وهي ليست الشيء الوحيد الذي يضبط أمن الحدود ما دامت وتيرة التهريب تتصاعد، وفي الجانب الاخر من المعضلة الثغرة الكبرى في الحدود استخبارية رقابية تجري في الخفاء ولا زالت على حالها وبحاجة لنوع اخر من المعالجه.

لا يمكن تغطية الشمس بغربال، ومرة اخرى يحق لكل اردني التمسك بترديد سؤاله الصعب عن الحل، ومن ذا الذي يجيبنا عن كيفية استمرار وصول كل هذه الكميات الكبيرة من المخدرات وتواردها بلا انقطاع!؟.

الاساليب التقليدية في التهريب التي يتصدى لها الجيش ببسالة وقدم في سبيل ذلك شهداء لم تعد متبعة الا في حالات نادرة ، المهربون يطورون بصفة مستمرة من اساليب التهريب ، وهذه الاساليب الجهنمية تحتاج لتطوير و مواكبة من اجهزة الدولة حتى نقضي على هذه الافة الخطيرة.