كورتوا.. السد العالي الذي تحطمت عليه شكوك جماهير مدريد

يعد البلجيكي تيبو كورتوا حارس ريال مدريد أحد أبرز أسباب النتائج الإيجابية الذي يحققها الفريق الملكي هذا الموسم.

توهج كورتوا مع ريال مدريد، بدد تماما كافة الشكوك التي أحاطت به بعد بداية متذبذبة وغير متوقعة مع الفريق الملكي.


بداية غير متوقعة
بعد عدة محاولات فاشلة للتعاقد مع الإسباني ديفيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد، وجّه ريال مدريد أنظاره إلى كورتوا ليكون الحارس الأول للفريق الملكي، بعد رحيل إيكر كاسياس في 2015، وتقدم كيلور نافاس في العمر.

 ودفع ريال مدريد 35 مليون يورو لشراء كورتوا في صيف 2018، بعد شهر واحد تقريبا من انتهاء بطولة كأس العالم، التي شهدت تتويج تيبو بجائزة القفاز الذهبي كأفضل حارس مرمى، بعدما ساهم في حصول منتخب بلجيكا على المركز الثالث.
 

كورتوا صاحب الطول الفارع (200 سم) كان يبلغ من العمر وقتها 26 عاما، وكان مناسبا تماما لبدء مشروع رياضي جديد فهو أحد حراس الصفوة في العالم، كما سبق له اللعب 3 مواسم في الدوري الإسباني مع أتلتيكو مدريد (2011-2014)، حقق خلالها جائزة "زامورا" كأفضل حارس في الليجا مرتين.

وعلى الرغم من ذلك فإن بداية كورتوا مع ريال مدريد كانت محبطة وكارثية، بسبب كثرة هفواته في الموسم المخيب (2018-2019) الأول له مع الفريق.


تزامن قدوم كورتوا مع رحيل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد، حتى أن بعض الجماهير كانت تقول ساخرة إن "الريال تخلى عن لاعب يسجل 50 هدفا في الموسم وضم حارسا يستقبل نفس العدد من الأهداف".

سخرية الجماهير لم تكن بعيدة تماما عن الواقع، حيث ارتكب كورتوا أخطاء فادحة في موسمه الأول مع ريال مدريد، واستقبل 48 هدفا في 35 مباراة، فيما حافظ على نظافة شباكه في 10 مناسبات فقط.



انتفاضة سريعة
بالرغم من سقوطه فريسة لانتقادات الإعلام والمشجعين بسبب سوء مستواه، فإن كورتوا نجح سريعا في محو الصورة السلبية بعد انفراده بالمركز الأساسي عقب رحيل كيلور نافاس في 2019.

في موسمه الثاني (2019-2020) استقبل كورتوا 32 هدفا في 43 مباراة، وخرج بشباكه نظيفة في 21 لقاء، وفي الموسم الثالث (2020-2021) استقبل 44 هدفا في 51 لقاء، كما حافظ على نظافة شباكه في 21 مباراة.


في الموسم الحالي لعب كورتوا 42 مباراة استقبل خلالها 35 هدفا وحافظ على نظافة شباكه في 17 لقاء.

 جدير بالذكر أن كورتوا في موسم 2019-2020 بات أول حارس من ريال مدريد يحصد جائزة زامورا، منذ أن فاز بها إيكر كاسياس في نسخة 2007-2008 من الدوري الإسباني.

وبعيدا عن الأرقام، قام كورتوا بعدة تصديات خيالية من أن استعاد مستواه وخرج من كبوة البدايات مع ريال مدريد، وتحولت الشكوك والانتقادات الموجهة إليه إلى إشادات بعد أن أنقذ الفريق من التعثر في أكثر من مناسبة.