الفوز على حساب الآخرين . . !

 
من القصص التي عُرفت عن السياسي والطبيب مهاتير محمد، باعث نهضة ماليزيا، القصة التالية :
 
"عندما كان مهاتير محمد وزيرا للتربية والتعليم في ماليزيا، حلّ ضيفا على مدارس " كوبانج باسو " في حفل آخر السنة . . وكعادته فمهاتير يفكر خارج الصندوق، ويرفض أن يكون حضوره عاديا دون درس يعلمه للآخرين. فأبلغ المعلمين بأنه سيجري لهم مسابقة حتى وإن كان حفل التخريج للتلاميذ.

وزّعَ على المعلمين بالونات، وطلب من كل معلم أن يقوم بنفخ بالونه ثم يربطه بشريط صغير في رجله. وبالفعل قام المعلمون بتنفيذ طلب وزير التربية والتعليم ! عندها قال مهاتير للمعلمين شارحا المسابقة : المسابقة على الشكل التالي : سأعطي جائزة لكل شخص يحافظ على بالونه سليما . . معكم دقيقة واحدة، ابدأوا !
عندها هجم المعلمون على بعضهم البعض، كل واحد منهم يحاول أن يفقأ بالون زميله ليفوز بالجائزة ! وبعد مضيّ الدقيقة المحددة، قال لهم مهاتير : لم أطلب من أحد أن يفقأ بالون زميله، بل قلت : سأعطي جائزة لكل شخص يحافظ على بالونه سليما. ولو أن كل واحد منكم بقي واقفا في مكانه، دون أن يأخذ قرارا سلبيا تجاه زميله، لبقيت كل البالونات سليمة، ونال الجميع الجوائز . . ! ". انتهى.
* * *
التعليق : في هذه التجربة البسيطة درس بليغ لكل من يقرأ القصة. فيبدو أن ظاهرة " الأنا " لدى البعض تطغى على كل شيء، حتى وإن كانت على زميل أو شخص من أقرب الناس إليه. إن إحدى مشاكلنا في هذه الحياة، هي أننا ننظر إلى الآخرين على أنهم تهديد لنا، فنلجأ إلى القاعدة المقيتة، أفوز أنا وحدي وليخسر الجميع . . !

لقد صدق المثل الأجنبي بقوله : إن تكسيرك لمجاديف غيرك في سباق بحري، لا يزيد من سرعة قاربك، وإذا أردت أن تفوز في أي سباق، عليك أن تُحسّن من مهاراتك وقدراتك الشخصية، بدل أن تفكر
في إسقاط الآخرين . . !

التاريخ : 7 / 4 / 2022