انهم يبيعون الوهم.. مطلوب تحرك حكومي عاجل لضبط حالة الفوضى!
وقفت طويلا أمام قضية فصل بها القضاء وتتكرر يوميا على مرأى ومسمع المسؤولين الذي لا يحركون ساكنا تحت عنوان "مشعوذ يتحرش بسيدة بحجة معالجة ابنتها".
هذه القضية فصل بها القضاء بالأمس، وهي واحدة من آلاف القضايا، منها ما وصل للقضاء ومنها ما ظلت مستورة، حيث صادقت محكمة التمييز على حكم لمحكمة الجنايات يقضي بسجن رجل (4) سنوات بعد إدانته بالتحرش بامرأة في إحدى المحافظات في حزيران، وكانت محكمة الجنايات قررت أن المتهم مذنب بتهمة التحرش وممارسة الشعوذة وحكمت عليه بالسجن لمدة أربع سنوات كحد أقصى.
المريض كالغريق، يتعلق بقشة.. على هذا الوتر يلعب الكثير من الساعين للثراء السريع، من خلال إعلانهم عن أدوية وعقاقير وبرامج علاجية وأعشاب مجهولة المصدر والهوية للتداوي.
هؤلاء يستخدمون وسائل التواصل وقنوات فضائية عن طريق شراء وقت من القناة لبث ما يريد من أجل الترويج لمنتجاته وتسويقها للضحايا الذين يستطيع هؤلاء اصطيادهم بالعديد من المعلومات المضللة والخدع البصرية والسمعية.
وتعددت الشكاوى ضدهم من ضحايا كانوا كبش فداء لأمثال هؤلاء.. ولا من سمع ولا من أجاب على العديد من الممارسات المشينة التى تمارس ليل نهار على وسائل التواصل الاجتماعى وعلى الفضائيات، باسم الطب دون رقيب! رغم أنهم كثر ومنتشرون فى العديد من المناطق الشعبية والذين يدعون علاج الغضروف والعظام فهل هناك عبث أكثر من ذلك؟!
ومنهم للأسف مشاهير ببعض الوسائل البدائية، العديد من أدوية التخسيس والفحولة التى تملأ سماء وسائل التواصل دون رقيب الأمر الذى يهدد حياة البشر من الراغبين فى التخسيس او استعادة قدرتهم الجنسية واستعادة شعر رؤوسهم او لون شعرهم الذى غيره الزمن. يعلم المروجون لمثل هذه المنتجات شغف المرضى للعلاج من أمراضهم أو أوهامهم ويربحون الملايين من أدوية مجهولة المصدر والهوية وغير معروف مدى آثارها الجانبية على صحة الضحايا.
ويتساءل الكثيرون أين الرقابة من كل هذا العبث الذى يمارس ليل نهار حتى على الفضائيات وعلى وسائل التواصل الاجتماعى.
اين الرقابة على الدعاية والتضليل الذى يمارسه أصحاب هذه المنتجات وزعمهم علاج كذا وكذا لا يقل خطورة عن السماح بتداول هذه المنتجات التى لا تعدو فى أحسن حالتها أن تكون مكملات غذائية ثمنها لا يتعدى مبالغ زهيدة فى الصيدليات فى حين يدفع الضحايا مئات الدنانير لشراء هذه المنتجات.
مطلوب تحرك عاجل وحاسم للسيطرة على هذه الفوضى التى لا مثيل لها حفاظا على صحة المرضى.. مطلوب وضع معايير استرشادية واضحة لتسويق الأدوية على الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعى حفاظا على حياة المستهلكين والمستخدمين لهذه الأدوية.
مطلوب مراجعة إعلانات هذه الأدوية والعقاقير والبرامج العلاجية، قبل الإعلان عنها والتسويق لها بما ليس فيها جريمة فى حق المجتمع. فهل تتحرك الأجهزة والجهات المسئولة لوقف هذه الفوضى التى تهدد حياة المرضى؟